لماذا تتقلّد المرأة الأدوار الثّانويّة



نادية خلوف
2017 / 6 / 24

لماذا يوجد للمرأة قضيّة، وهل هي مختلفة عن قضّية الرّجل؟
قضية المرأة والرجل متعادلتان في مجتمع العبودية والحرب، فنحن في سوريّة ضاعت فيها كلّ القضايا، وازداد أمر المرأة ،والرجل سوءاً، وأمام هذه الحرب العبثيّة أصبحت المرأة أقل شأناً على نطاق العائلة، ولكن هل خلقت المرأة هكذا ضعيفة؟
جرت محاولات عديدة لشرح اضطهاد المرأة من الناحية البيولوجية، فقد اقترح عالم الاجتماع "ستيفن غولدبيرغ "أنّه قد يكون الرّجال أكثر تعطشاً للسلطة من النساء بسبب المستوى العالي من هرمون التستوستيرون ،وهذا يجعلهم عدوانيين إن لم يتمكنوا من تولي المناصب الرفيعة في المجتمع، مما يترك النساء إلى الأدوار الثانوية، وبهذا قد يكون اضطهاد النساء نابع من رغبة الرجل في السلطة والسيطرة.
كان الرّجال الذين يملكون السلطة ،المال على مرّ التّاريخ يحاولون قمع فئات من المجتمع كي يشعروا بالقوة ، كما أنهم حاولوا أن يسرقوا تلك القوة من النساء عندما أصبحت المرأة تحرم من الحق في اتخاذ القرارات، وتكون غير قادرة على توجيه حياتها الخاصة .
قد يكون لذلك التمييز أساس تاريخي مع دخول المحراث إلى العمل الزراعي الذي حدّد دور الرّجل في الزراعة، ودور المرأة في التربية، مع أنها مشاركة أيضاً في الزراعة .
بعيداً عن السّرد التاريخي، والتفسير البيولوجي ، والذي ربما لا نحتاجه كنساء، وبخاصة ونحن نعيش في القرن الحالي الذي لم يعد يعتمد على الفروق الجسدية، بل على الفروق العقلية ، فقد ثبت أن المرأة أيضاً يمكن أن تقوّي جسدها في الصّالات الرّياضيّة ، لكن قد تكون هي من اختار الاستسلام، وأصبحت تشكو فقط. تشكو عندما تكون عازبة، وعندما تتزوج، أو تطلّق، ولم تتجاوز الصورة النمطية التي وضعت لها من قبل المجتمع
وأنها أكثر بكثير من الفخذين والثديين.
يمكن للنّساء تغيير الآراء ، كما يمكنهنّ أن يكنّ حقيقيات في حبهنّ لأنفسهنّ والآخرين، ويمكن تغيير النّظرة إلى جسد المرأة في أنّه مدنّس و خاطئ ، وأن الجنس مثير للاشمئزاز، فالمرأة ليست مثيرة للاشمئزاز، وليس عليها أن تكون عند حسن ظن المجتمع الذي يسيّره الإعلان والإعلام، والذّكورة، وتحديد مفاهيم الجمال والأناقة بشكل مسبق.
نحن" النّساء" نركّز على عيوبنا غير الهامة، و نعمل على تكبيرها، ونسمح لها بتدميرنا. نسعى إلى النّحافة ، أو البدانة لأنّ المجتمع يثني عليها، ويقدّم صورتها الإعلام ، ونتفاعل مع موقف الرّجل الذي يجعل لنا من سنّ الأربعين قضيّة مثيرة للجدل. علينا أن نحترم أنفسنا عندما نكون شابات، أو عندما تنحني ظهورنا ، فالجمال هو موضوعي من خلال الأفعال واللغة الإنسانية التي نمارسها.
في الغرب تحسّن وضع المرأة تحسّناً ملحوظاً ، لازال قمع الذكور وسيطرتهم مستمرّ في شرقنا، ويعتبر ضرب الرّجل لزوجته طبيعيّاً لو رفضت ممارسة الجنس على سبيل المثال في جميع الدّول العربية، والاغتصاب من قبل الزوج هو فعل يبيحه له القانون، والشرع، والعرف.
احترام المرأة لذاتها هو احترام لإنسانيتها، حيث يمكنها أن تعيش عازبة، ولا يكون الزّواج عندها من أجل التّخلص من لقب اجتماعي أوجده المجتمع وهي كلمة" عانس" ويمكن أن تختار الشّريك الذي يناسبها، وحتى لو تمّ الطلاق فإنّ الأمر ليس نهاية العالم، ويجب أن لا يسبب الأمر بانتكاستها، فالطلاق هو بيد الأقوى ماديّاً، وما نسمعه من قصص مثل قصة ساندريلا. ليس موجوداً. بل العكس هو الموجود، فقد انتقم رجال من زوجاتهنّ بالقتل، أو بإيصالهنّ إلى مشفى أمراض عقليّة، وقد يسأل أحدنا: ألا يوجد ظلم للرّجل من قبل المرأة؟
هي لا تستطيع، لأنّها لا تملك القوّة في المجتمع، والنّساء اللواتي يملكن القوة المادّية، والسّلطة يمكنهنّ أن يمارسن القمع ضدّ الرّجل، ولكنّهن ربما غير موجودات في مجتمعنا الشّرقي، فلو وجدت امرأة تملك بعض المال لتحايل الرّجل في الحصول عليه بالحبّ تارة، والحرب أخرى، وعندما ينتهي من ذلك قد
يرحل دون وداع.