الحل يكمن في سائق متهور



عدوية السوالمة
2017 / 7 / 5

الحل يكمن في سائق متهور

مقتل سيدة وأطفالها الخمسة في حادث سير في اول ايام العيد عنوان أثار موجة سخط عارمة احتجاجا على القيادة المتهورة لسائقي السيارات العمومية . إلا أن الفاجعة كانت أكبر حين تم تسليط الضوء على التفاصيل الحياتية لهذه الاسرة مظهرة اعتيادها القسري على التنقل في السكن بفعل اعتراض المتساكنين على مجاورتهم بدون معيل ذكر . والذي يبدو أنه وضع كشرط اساس لقبولهم اجتماعيا .الآراء التي رصدت على شبكة التواصل الاجتماعي بينت مدى امتعاض الشارع من سلوك الزوج الغيرمسؤول تجاه أسرته التي هجرها وذهب لينشئ أخرى علما أن الانتقال المتكرر حدث بفعل عدم التقبل الاجتماعي للأسر وحيدة الوالدية تحت رعاية امرأة . حدث للحماية القانونية التي تعفي الزوج من مترتبات ترك الاسرة بلا معيل في مجتمعات تعاني النساء فيه من ارتفاع نسبة البطالة . وهو ما تؤكده نتائج مسح القوى العاملة في فلسطين التي أشارت الى تدني مشاركة الاناث مقارنة بالذكور خلال الربع الاول من عام 2016 فقد بلغت 19.4% في حين أنها شكلت بين الذكور 71.6% ووصلت نسبة البطالة بين الإناث المشاركات في القوى العاملة إلى 42.8% مقابل 22.3% بين الذكور .
اذا كانت ظاهرة النساء المعيلات للأسر تتحمل جزءا لا بأس به في انتاج الفقر المدقع فكيف يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام القوانين الجائرة بحقهن .

وانتهت القصة بعد ذلك . وكالعادة في القضايا الكبرى نتفاعل لفظيا ومشاعريا مدعين اننا من صفوة البشرية التي تذرف الدموع في القضايا الانسانية مربتين على كتف الزوايا الاخلاقية التي نطمئن اننا قد اشبعناها .
هي قصة الكثير من النساء في مجتمعاتنا الخاضعة للتأثر المشاعري اللحظي وسكونها دون محاولة التفكير بايجاد الحلول حتى لا تتكرر المأساة .
المبادرة الوحيدة التي حظيت بالترحيب هي تصوير السيارات العمومي اثناء ارتكاب المخالفات والتفاعل الايجابي معها من قبل اجهزة الشرطة علما ان الحادث كما تبين لاحقا لم يكن بفعل القيادة المتهورة للسائق .جهود مشكورة الا ان المشكلة الحقيقية التي كشف عنها الحادث واوجع ضمائرنا كما ادعينا كانت اكبر بكثير من اعتقادنا وطرق حلنا . القضية الحقيقية كانت تتعلق بالمعاناة الكارثية لهذه الاسرة بسبب تخلي المعيل والمجتمع عنها.
الطلاق دائما وارد في العلاقات الزوجية حتى وان بنيت على حب وتفاهم منذ البداية .
الكثير من الدراسات النفسية اوضحت ان الاطفال لاسر تعرضت للانفصال اكثر صحة نفسية من الاطفال في ظل الاسر المنهارة . طبعا هي دراسات غربية التشريعات فيها تكفل حقوق المرأة والطفل بعد الطلاق. بمعنى انهم في ظل ظروف تكفل لهم العيش الكريم بأمان في حين ان الطلاق لدينا كارثة حقيقية تمنى بها المرأة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا .ويبدو أن الفرج الحقيقي لهذه الاسرة في ظل هذه الاوضاع المبشرة بالأسوأ كان مجاورة الرفيق الاعلى .فهل عجزنا عن تقديم حلول للنساء في نفس الوضعية حتى يكون الموت هو خلاصهن الوحيد من المعاناة .