سحر عشق الرجل و أثره في إيقاظ أنوثة المرأة و جمالها



عبير سويكت
2017 / 7 / 14

الأغاني النسوية الشعبية في السودان كالحماسه و الرق لها تأثير سحري في نفس الأنثى السودانيه فعندما تستمع الأنثى إلى أغاني الحماسة السودانيه تنطرب و تتفاعل مع الأغنية بكل جوارحها و تفاعل الجوارح بعمق مع الكلمات و النغمة التي تصف و تمدح فارس الأحمال الذي تعشقه المرأة السودانية له أثر كبير في نفس الأنثي فالأغاني النسويه تسرد صفات الرجولة التي تهز كيان الأنثى السودانيه من شجاعه و بساله و قوة وصمود و تحدي و عدم مباله و كرامة و عزة نفس و كرم و جود و إخلاص و وفاء بالعهد و غيرها من الصفات التي تبحث عنها السودانيه في رجل أحلامها الذي إذا ضرب أوجع و إذا تكلم أسمع لذلك تهتز الأنثى السودانيه عند سماعها لكلمات أغاني الحماسة و يكون تفاعلها مع الطرب في شكل تمايل شجرة البان السودانيه و هكذا تبدأ لوحة رقص البنات الفنية في تشكيل معالمها و ملامحها، و رقص البنات التراثي التقليدي السوداني يجمع بين صفات الرقص الشرقي و الأفريقي في آن واحد حيث نري أن الرقص العربي يعتمد بشكل كبير في هز زوايا الجسم أي الارداف و تحريك الخصر و البطن و الرقص الأفريقي يتمركز بشكل كبير في تحريك المؤخرة لأن الافريقات يتميزن بمؤخرات مثاليه صنفت بالأولى عالمياً و بما أن المرأة السودانية هي مزيج عربي أفريقي لذلك فهي تتمتع بجسد اجتمعت فيه المحاسن الانثوية العربية و الأفريقية في آن واحد فكان الرقص السوداني بلمسته الإبداعية الفنية الإفريقية العربية حيث تقوم الأنثى السودانيه بتحريك جميع أجزاء جسدها ( خصر، مؤخره، ارداف ، نهود ،العنق... إلخ) و هكذا يتحرك الجسد بأكمله مع دقات الخلخال في رجلها التي شبهه الشعراء السودانيين قدمها بقدم الحمامه في صغره و نعومته، و الخلخال من أدوات الزينة الأساسية للمرأة السودانية فالمرأة السودانية بطبيعتها تتمتع بانوثه طاغية عدا أقلية من النساء تجد نفسها في أخر الأمر مضطرة لإتباع المركب الانثوي السوداني السائد ، لذلك المرأة السودانية هي أكثر النساء العربيات و الأفريقيات اهتماماً بأنوثتها و نري ذلك واضحاً في العادات والتقاليد السودانيه مثل الدخان الذي يعطي الانثي لونا طبيعياً برونزيا جذابا و يعمل بخاره علي إذابة بعض الدهون الفرعية و يعمل أيضاً علي تفتيح مسمات الشعر الأمر الذي يساعد على سرعه نمو الشعر و يعالج بعض الأمراض مثل الرطوبه، و الدلكه السودانيه التي تعتبر مقشر طبيعي للجسم مزيل للقشرة و الجلد الميت بالإضافة إلى أن حركة التدليك بإستخدام الدلكه يعمل على تفعيل سريان الدم و مرور الأوكسجين بطريقة جيدة الامر الذي يساعد على تجديد الخلايا مما يعطي جسم المرأة الشكل الشبابي المرن الناعم الحريري، و المرأة السودانية بخلاف النساء العربيات و الافريقيات تقوم بصنع عطرها النسائي بنفسها مستخدمة مواد سودانية و هندية باهظة الثمن لتقوم بصنع عطرها المسمي بالخمره و الخمرة فيها عدة أصناف و أنواع لكل الأذواق و تسمية هذا العطر السوداني بالخمره هي تسميه في مكانها لأن أثر هذا العطر في نفس الرجل هو بمثابة مفعول الخمر الذي يذهب عقل الرجل و نعلم جيدا أثر العطر النسوي الجميل المتميز في الرجل لذلك بعض الشرقيين و الإسلاميين يحرمون تعطر المرأة لغير زوجها لمعرفتهم باثر العطر النسائي في الرجال، و تتميز أيضاً المرأة السودانية ببخورها السوداني الذي يعلو و لا يعلو عليه و هو عبارة عن صناعه محليه من يدها المبدعة مستخدمة المواد الخام النادرة و الغالية الثمن من عود الصندل و غيره من المواد، و هنالك بعض الطقوس النسائية السودانية المتعددة التي اعتادت المرأة عليها كتبخير و تعطير ملابسها الخارجية و الداخليه بعطرها التقليدي الخاص مصحوبا بالبخور الذي يتفاعل مع العطر و يظل ثابتاً بطريقه قوية و لفترة زمنية طويلة بتلك الرائحة الجميلة التي تذهب العقل و تسلب القلب، و المرأة السودانية تحرص دائماً علي أن يكون جسدها نظيفا خالياً من الشعر و القشرة و الجلد الميت لذلك تزيل شعر جسمها من أعلي الوجه الي أسفل القدمين بالحلوي التي تصنعها بنفسها من المواد المحلية الطبيعيه مثل : الليمون و العسل و السكر و الماء. و قبل أن تقوم بإزالة الشعر من جسمها تعمل علي تهيئة جسدها مستخدمة محلول عصير الليمون مع السكر و العسل و يتم مسح الجسم به لعدة دقائق ليصبح الجسم مهيأ لاستقبال الحلوي و يسهل عملية إزالة القشره و الشعر الناعم من جذوره و هكذا يصبح الجسم نظيف ناعم ولامع، و من أشهر تقاليد الزينة للمرأة السودانية الخطاب السوداني تلك الحنه السودانية ذات الأشكال الهندسية الفنية الرائعه و الحنه السودانية غنية عن التعريف فلقد تربعت علي عرش الخطاب مقارنة بالحناء الهنديه و الخليجية و المغربيه و السبب هو تعدد ألوان الحنه السودانية و سر سواد اللون الداكن الذي يستمر لفترة زمنية طويلة و شكل الحنه السودانية الفريد المتميز الذي يدل علي عبقرية و فن اليد الهندسية التي تقوم به علما بأن الإنسان السوداني ذكر و انثي بداخلهم فنان عبقري عاشق للجمال لذلك أشكال الحنه السودانيه تترجم عن عبقرية الفنان الذي يرسمها و يخرج لنا إبداعه الداخلي في شكل رسوم فنيه لنستمتع بهذا العرض الفني ، و الشعب السوداني رجالا و نساء يحرصون علي الشكل الخارجي و علي الأناقه و قواعدها لذلك يراعون تنسيق الألوان بشكل يتماشى مع لون بشرتهم و يتماشى مع الطقس و مع نوع المناسبة... إلخ لذلك حتي في أنواع الحنه نجد تنوع كبير علي سبيل المثال الحنه الساده البسيطه تتماشى مع تشكيلة الثوب السوداني اي كان نوعه بسيط أو مبهرج و نوع المناسبه اي كان نوع المناسبه فرح أو طرح إحتراما لقواعد الاتيكيت الجمالية، أما إذا تحدثنا عن رائد جمال المرأة السودانية الثوب السوداني الذي يظهر جمال المرأة السودانية و سحرها المتميز عندما يلف الثوب السوداني الحريري أو الشفاف أو التوتلي علي الجسد الاسمر و الأبيض و القمحي الناعم الحريري و يربط طرفه في الخصر النحيل ليظهر تقاسيم الجسم و من ثم تجدع اللفه اليمين في الكتف الرياضي لتكتمل صورة الثوب السوداني النسائي راسماً لوحه فنيه أخري لسحر الجمال السوداني الأفريقي العربي النادر في الروعة و الجمال الخلاب و حتي نكون صادقين مع أنفسنا فالمرأة بصفه عامه تتزين و تتجمل لنفسها في المقام الأول حتي تشعر بجمالها و تعزز من عامل الثقه في نفسها و لكنها تتزين أيضاً لرجلها للفت انتباه تارة و للإغواء أحياناً و تارة أخرى لكي يزداد سحرها في عينيه و تعزز من موقعها في قلبه و تتأكد من أنها الملكه الوحيدة المتربعه علي عرش مملكته، و كلما زاد عشق المرأة لرجلها كلما زادت جمالاً و رونقا و ظهرت أنوثتها الطاغية ، مع العلم بأن ليس الجمال الخارجي فقط هو الذي يخطف القلوب و يقوي من حميمية العلاقة العاطفيه و لكن هدف المقال هو طرح موضوع إجتماعي بعينه لذلك ركزنا علي هذا الجانب و الذي نفسه بغير جمالاً لا يري في الوجود شئ جميلا، و كي نعزز ثقافة حب الجمال و استشعاره كن جميلاً تري الوجود جميلا و الله جميل يحب الجمال .

عبير سويكت
كاتبه صحفية و ناشطة سياسية
14/07/2017