ابنة السيد



مارينا سوريال
2017 / 7 / 15

احتجت الاختباء فى ذلك القبو شهرا قبل ان اعرف النور من جديد. لم يحتج منها الامر سوى دقائق لتهرب من بيت سيدها العامر ..لم تعرف سواه فى ذلك القبو تذكرت كيف بيعت وهى دون الثامنة لم تعد تذكر ملامح امها مهما جاهدت فى الظلام لتفعل ..كانت تجوع جسدها عقابا له على نسيانه لوجه امها بالايام حتى تاكل بامر السيد ..كان فيما مضى ابيها ولاتدرى متى تحول سيدها الاب الى عشيقها فى الليل من دون علم السيدة ..تعلمت فى الظلام ان تصنع شمع وتنتظره حتى ياتيها لاتحب ان يكون الامر فى الظلام التام انها لاتطيق الاترى وجه انها تسجل بعيناها كل شىء يحدث هنا ..علمها السيد كيف تكتب وترسم الاحرف القديمة بلغه اجداده قال لها انها قد اندثرت الان لم يعد سوى قله يعرفونها ..كان يحزن عندما يذكر كيف نفر كل اولاده من تعلمها ! كيف ينفرون من لغه جدهم الاكبر انهم يهينون روحه الان..
تعلمت كل الاحرف واتقنتها لتكتب من خلف السيد كتابة ..عندما امر الوالى بطرده اقسمت الا تترك السيد حتى لو ازهقوا روحها لكن السيدة طردتها السيدة الثالثة ..كانت دوما تحزن عندما تتذكر زوجات السيد الثلاثة ..حتى انهن فى قصصه على لسانه لم تنجح ولا ليلة فى جعل الحكايات اخرى لغيرهن ..كان يتحدث عن سيدات قادمات من وراء البحار مثلها قبل ان يتحولن الى سيدات قصر السيد ..طرب قلبها هل يهيأها السيد لتكون السيدة الرابعة ؟..
لم تقبل ان تعتق عندما جاء نصف الكتاب عندما سألها السيد قالت لا لم تهتم ببقية السيدات كانت مزهوة وسط الفتيات لانها من اختيرت منهن كانت بالامس ابنة مباعة ثم طمعت فى ان تكون ابنة السيد وهاهى الان معشوقة السيد وسيدة قصرة الرابعة ..كانت تسمع حكايات الوالى وسيدها سيدها سيد مجلس حرب يخطب فى الناس فى تجمع منتصف الايام ..يراقب الوجوه انه يعرف كيف يشعلها مثلما يفعل معها ..كان للسيد صندوقا واحجيات حفظتها جميعا ..فى ذلك اليوم عندما هربت اقسمت له بالعودة ..
عندما فتحت القبو بعد مرور الشهر وجدت الضوء عاد من جديد وضجيج السوق ايضا..مشت بحذر خائفة من ان يهاجمها الجند لكنهم قد اختفوا ايضا بل تجولت طيلة النهار والمساء ايضا على قدميها تراقب البيوت والوجوه التى لم تراها من قبل ..منذ ان صارت عبده لم ترى سوى وجه السيد وزوجاته اولاده الثلاث وزوجاتهم ..مر يوم واثنين كانت تنام فى العراء تعلمت كيف توقد نار لتتدفىء ..راقبت السماء شعرت انها ستمكث هنا دائما..نائمة سمعت هذا الصوت من جديد..انه هو السيد قد عاد من جديد كيف خرج من عتمتها لاتعرف ..عندما راته نسيت وعدها السابق فى سكنى الغابات عادت واتبعت السد حتى خيمته من جديد ..