فوبيا المرأة في الثقافات والاديان!(8).



ماجد الشمري
2017 / 7 / 15

ويستمر مسلسل أبلسة المرأة بلاقطع او هوادة.فهي-اي المرأة-:"شيطان في المنزل"!.وعلى الرجل ان لايتردد ابدا في ضرب الزوجة المتمردة!.-افليس لها سبع طبقات من الجلد؟!-زودها الله الرؤوف بهذه الطيات من الجلد حتى تحتمل الضرب من بعلها!-...ومن صفاتها (الطبيعية )بشكل عام ايضا:انها خائنة بالسليقة!.ومغرورة بنفسها،وبؤرة للرذيلة ونارها،وهي الغاوية والطعم الذي يعده ابليس ليصطاد به ابناء الجنس الآخر الابرياء الاغرار،ليمضي بهم الى الجحيم!.حول مثل هذه الافكار والتصورات والمخيال البائس نسجت عقدة (الانثى الغولة)والتي دارت وتمحورت حولها،مواعظ وخطب وتوجيهات وتحذيرات الكهنوت الديني طيلة قرون.ف:"الجمال عند المرأة سبب لآفات لاتحصى"و"ذيل الفساتين الطويلة،يستكمل اوجه الشبه بين المرأة والبهيمة"!.و"العقود الثمينة والسلاسل الذهبية الموثقة بأحكام الى جيدها"تشير الى"ان الشيطان يقبض عليها بأحكام ويجرها معه،موثوقة ومربوطة"!.والنسوة ايضا تستهويهن مطالعة"الكتب البذيئة التي تتحدث عن الحب الآثم وعن المتع الجنسية بدلا من ان يطالعن في كتاب الضمير والتعبد"!.وهكذا نرى دائما كيف جرى مسخ انسانية المرأة بأصرار،وبمنتهى القسوة والتطرف.فلم تكن المواعظ وسيلة لنشر المسيحية فحسب.بل كانت خطابا رهابيا مريضا،كرس بلا ملل توطيد الشعور،وبالتالي اللاشعور:الخوف،والنفور،والخطر،والسلامة بأجتناب المرأة والنأي عنها بداية من القرن الثالث عشر.وماكان في مفتتح القرون الوسطى نهجا للرهبان،والحياة في الاديرة والصوامع،اصبح نظاما ونهجا مع التوسع المتصاعد،والقواعد التي تهدف اليها تلك الوعظيات والتوجيهات،كأنذار مذعور متشنج،موجها للكنيسة برمتها،ودعوة لها لاسقاط كل تمييز بين حياة الاكليروس،والعلمانيين.بين الجنس والخطيئة،وبين حواء وابليس!!!.
فألابحاث والادبيات المكتوبة للرهبان والمبشرين والوعاظ ومراقبوا وموجهوا الضمائر مترعة ب"رذائل وسيئات" المرأة التي لاتعد ولاتحصى،تدعمها:الاستشهادات والمقتبسات الكثيرة من النصوص الدينية:سفر الامثال،القديس بولس،آباء الكنيسة،والقديسون،الخ من النصوص الثانية للاتباع.واجتزاء شذرات من تلك النصوص،مقطوعة او مسلوخة ،بل وخارج سياقها الظرفي والزمني العام،ومنتقاة بعناية،وبعقلية متزمتة ومنحازة بوعي او لاوعي ضد المرأة،انحيازا صارما وسافرا ومطلقا!.تؤكد بوضوح على عداء وكراهية رجال الدين للمرأة،ودعوة للجهاد المقدس ضد حليفة الشيطان وربيبته!.فالاتهام والادانة،ودون اي مجال للدفاع او المراجعة هو الحكم الصادر بلا نقض بتجريم الجنس الملعون(المرأة).فالمرأة لاتنصف كشريكة،بتقاسمها لرذائل الرجل-يبدو ان الرجل بريء من الرذائل!-بل تتفوق عليه برذائلها الخاصة والكثيرة،والتي حددتها الكتابات المقدسة بجلاء:"كلامها نفاق،انها مخاتلة،انها المكر متجسدا،وما من مكر او فسق الا وهي مصدره،وانها ثرثارة ولاسيما في الكنيسة،كثيرا ما يركبها الجنون فتقدم على قتل اطفالها،فاسدة لاينفع معها اي تأديب او اصلاح"!.
كل مادون او قيل ماهو الا مزج وخلاصة لاتهامات لاهوتية:الخوف الميتافيزيقي والرهاب المزمن من المرأة،استبدادية المجتمعات البطرياركية وتحكمها في الثقافة السائدة،كبرياء وغرور،والطهرانية الزائفة لرجال الدين الذكور.وكل تلك السهام المسمومة الموجهة ،باصبع الادانة والخطيئة بحق حواء-الانثى،فهي:"أم الخطيئة"التي بدأت بفعلها المتمرد على التحريم الالهي،الذي اورثته لذريتها البائسة:"الخروج من الجنة".وومايترتب على ذلك اذا:هو ان المرأ’:"اداة الشيطان"و"انتهاك لكل ناموس".ومصدر اللعنة والضياع والهلاك الابدي!.انها:"هوة عميقة"و"بئر ضيقة"و"انها تقتل من ضللتهم"و"سهم لحظها ينفذ الى قلب ابسل الباسلين".وقلبها:"شباك صياد".وهي"الموت الزؤوام"!.وبسببها حكم علينا بالموت!.وانها تجتذب الرجال بغواية مفاتنها الخادعة وتقودهم لهاوية الشبق المميتة!.والحال كما نرى،ان:"مامن قذارة الا ويقود اليها الفسق والشبق"!.ومن اجل اغواء الرجل تتبرج وتتعطر وتتخضب،بل تذهب الى حد تغطية رأسها بشعر الاموات!.لكنها فاسقة في اعماقها وحقيقتها،فهي تمثل بميلها للرفض،لتزيد من سعير نار الرغبة!.وهي:"تقلب الخير الى شر"و"الطبيعة الى نقيضها".وخصوصا في المضمار الجنسي،فهو لعبتها المتقنة.وهي ايضا فاحشة في دنسها واهوائها:"تضاجع البهائم"!.وتركب الرجل في الممارسة الجنسية(وهذه الرذيلة هي التي تسببت بحصول الطوفان)!.-حتما اغضب الله ان تعتلي هي الرجل وتنكحه!_.وايضا توافق زوجها على فعل الجنس بتقليد اسلوب الحيوانات!.وسرعان ماتقدم النسوة على ممارسة الجنس عقب قترة وجيزة من انجابهن اطفالهن،او في فترة الحيض!.وثمة منهن:"عرافات زنديقات"ويصبن بالعين واللعنة!.وبعضهن من"المغرقات بالاجرام"و"يقطعن النسل بلجوئهن الى السحر"والى"الرقية المؤذية والى فنون ابليس"!.وهن يحكمن على ضحاياهن بالعقم،عن طريق استخدام الاعشاب،وعظام الموتى،والتراكيب السحرية!.و"كثيرا ما يخنقن،نتيجة اهمالهن،وقلة احترازهن،الاطفال الصغار الراقدين الى جانبهن في اسرتهن،وكثيرا مايقتلنهم في نوبات الجنون!.وايضا يساهمن في تيسير علاقات الزنى،اما بدفع العذارى الى الدعارة،او بمساعدتهن لفتاة اقامت علاقات جنسية غير شرعية على الاجهاض".و:"ان المرأة خادمة عبادة الاوثان"وهي"تدفع الرجل الى الفساد والبغي وتخرجه من دينه"!.،وتسفر عن نفس النتائج وهي:غياب العقل والارادة!.فمن يستسلم للذات الجسد يشيد معبدا لوثن،ويهجر الاله الحق ليعبد آلهه شيطانية!.وهذا مافعله سليمان الملك الحكيم الذي كانت له سبعون زوجة:"وقد رفعهن جميعا الى مصاف الملكات"وثلاثمائة محظية،وقد ذهب في ضياعه وكفره الى حد تقديم الذبائح للاصنام التي كن يعبدنها:عشتار،تموز،مولوخ،الخ..وعلى خطى سليمان يسير المسيحيون الضالين عندما يضاجعوا نساء من غير دينهم!..
يمكننا ان نجمع كم هائل من الرذائل والمزايا السلبية المثقلة بالادانات والتفحيش والتفسيق والشيطنة التي صبت على رأس المرأة لتصبح موسوعة ضخمة متخمة بالتنديد الابدي:"حمقاء،متقلبه،ثرثارة،جاهلة،تريد كل شيء دفعة واحدة،وتحب الشجار،سريعة الغضب،وليس هناك من يفوق غضبها حدة،حسودة،تحب تعاطي الخمرة ولكنها لاتحتملها،وما من منظر اقبح من امرأة ثملة"!..وهنا وبعد هذا السيل المدرار من القذارة والشرور،الا يحق لنا ان نسأل سؤالا منطقيا لظالمي المرأة:اذا كانت المرأة فعلا وحقا على هذه الصورة المنفرة بل المقززة،والقاتمة والمخيفة واللاانسانية،فعلام اوجدها الاله ؟!.فما كان جديرا بالرب ان يخلقها لو كان يملك ذرة من عقل او منطق،وهي اصل الشرور كما جرى تقديمها ووصفها في اغلب الاديان؟!............
...........................................................................................................
يتبع.