انسبوا أبنائكم الى أمهاتهم



حنان بديع
2006 / 2 / 7

هل لديكم شك بأن الجنة تحت أقدام الامهات ؟
وهل نختلف على أن فضل الأم على أبنائها أكبر من فضل الأب ؟
وهل منا من لا يحفظ الوصية " أمك .. ثم أمك .. ثم أمك .. ثم أباك" ؟
برغم كل ذلك ..
قوبل خبر القانون الجديد الذي طبق للمرة الاولى في فرنسا ويعطي الام مثل الاب الحق في اعطاء اسمها للمولود ليحمل الاسمين معا (اسم الاب واسم الام) باستهجان ونشر الى جانبه علامة استفهام(!)..
مع أن المولود سوف يحمل اسم والديه معا.
هذا القانون الذي جاء ليلغي القانون القديم المعترف به عند العصور الوسطى والذي يحتم اعطاء المولود اسم ابيه فقط وان تعددت الامهات حظى بتأييد نسبه كبيرة في استفتاء اجرته مجلة (جينيا لوجي) الفرنسية، مما يعكس تقبل المجتمع الفرنسي الذي لم يواجه الفكرة أو القضية بالاستهجان والاستنكار.
يحدث هذا في الوقت الذي تواجه فيه مجتمعاتنا التي لا زالت في بعض فئاتها تخجل من التصريح باسم الزوجة او الام باعتباره عورة مشاكلها وقضاياها بأسلوب متحجر جامد كما حدث في قضية هند والفيشاوي وابنتهما لينا التي خرجت الى الحياة بعد فضيحة مدوية كانت في غنى عنها لكنه الاصرار الغريب على استجداء او انتزاع اسم الاب حتى وان لم يكن يستحقه أو يريده، وهي لم تكن الا واحدة كما كثير من القضايا التي تفضح عورات النظام الطبقي الابوي بشكل صارخ.
إذا كان نسب الولد يثبت من أبيه بالفراش أو الاقرار أو البينة، فان نسب الولد من أمه يثبت بمجرد ولادته الا أننا مستعدون دوما لان نغفر للوالد حتى سؤ أخلاقه في سبيل تصدقه بالاعتراف بهذا النسب وكأن الام بلا نسب يذكر أو يكفي لحل المشكلة مؤقتا الى أن يتم اثبات نسب الاب.
تاريخيا.. وقبل أن يثبت النظام الطبقي الابوي أقدامه على الارض كان هناك من الاعلام الكثيرين ممن نسب الى أمه دون حرج أو استنكار فأمير العراق (المنذر بن ماء السماء) في عصر المناذرة قبل الاسلام كان نسبه الى أمه "ماء السماء"
والشاعر الرماح ابن ميادة المري نسب الى أمه ميادة وكانت فارسية فيقال (الرماح بن ميادة) ، كان من الشعراء المخضرمين في الدولتين الأموية والعباسية.
كذلك محمد بن علي بن أبي طالب كان ينسب الى أمه "الحنفية" فيقال (محمد ابن الحنفيه) ... الخ
ويبقى المسمار الأخير الذي يتكئ عليه معظمنا في حالة تعدد الزوجات وهي حالة يفترض أنها خاصة وليست للعموم، فإننا اذا ما قبلنا بها في عصرنا هذا فان ذلك سيبرر للمرأة مستقبلا تعدد الازواج بعد اكتشاف فحص (دي .ان. ايه) للمولود الذي لم يكن معروفا في أزمان سابقه، من منطلق أن ظروف ما قبل 14 قرنا تختلف عن ظروفنا الحالية التي تتطور وتتغير باستمرار.
يقول "البرت اينشتاين".. "المشاكل الموجودة في العالم اليوم لا يمكن أن تحلها عقول خلقتها"
وأحيانا لا نحتاج لأكثر من ثلاثة دقائق لكي نتخلى عن قناعاتنا .. لكن كيف ومتى ؟
طبعا لا اتوقع الحل لكثير من مشاكلنا المعلقة لأننا نريدها كذلك.. انما بعضنا فقط يهوى القاء الحجر في المياه الراكدة ليس الا...
وأنا منهم.