حين ينسب المرء الى امه



سلمان محمد شناوة
2006 / 2 / 8

حين ينسب ,, المرء الى امه
احببت الكتابة فى هذا الموضوع ,,من زمن ,,,

المتعارف عليه الان بين كل المجتمعات الانسانية على الكرة الارضية هو الحاق نسب المرء الى ابيه دون امه ,, والمعروف كذلك ان نسب الابن يلحق بالام بمجرد الولادة ,,لان الولادة حقيقة مادية لا يستطيع انكارها احد ,,اما نسب الاب,, فهي التي تحتاج الى اثبات ,, فكان الاثبات لدينا حسب الشريعة الاسلامية اما (( الفراش ويعني به العلاقة الزوجية الصحيحة او الاقرار ,, وتاتي بالاردة المنفردة للاب,, و البينة ,, اذا كانت هناك بينة تثبت نسب هذا الابن الى هذا او ذاك ))

الملاحظ ان كل القوانين وحتي الاعراف التي اوجدها الانسان لتنظيم حياته نجدها تناقش كيفية اثابت النسب من جهة الاب واغفلت تقريبا النسب من جهة الام لانه امر مسلم به لا يحتاج الى اثبات .

اذن لنتناقش بالموضوع بشكل منطقي وحيادي قدر الامكان ,,,,

مع حقيقة كون المجتمعات التي نعيش فيها تعتبر مجتمعات ذكورية ,, ربما حين تكون حاجة هناك لتقنين عرف معين ليتحول الى قانون يناقشون به الجانب الذكورى اكثر من الجانب الانثوي,, ومع تسلمينا بهذه الحقيقة ,,

الا اني اعتقد ان المجتمعات حين الحقت الابن الى ابيه فى بداية الامر,, حين كان وضعها البدائي ,, كانت تريد الزام الرجل بالحاق الابن به ,,لانه لايوجد هناك اى اثبات فى هذا النسب سوي الامور التي قلناها سابقا والمجتمع يحتاج الى التزام من الرجل ,,والحاق الابن يحتاج اقرار او سكوت على الاقل كون هذا الابن ابنه ,, وهذا لايتحقق الا بالاردة المنفردة للرجل ,, وبدون هذه الأرادة لا يكون هناك اى اثبات للنسب ,,,
نجد ان الموضوع هو قدر كبير من الالتزام والمسئولية تقع على عاتق الرجل مقابل هذا الاقرار بالنسب ,
فتخيلوا ,, معنا كون المجتمع نسب الابن الى امه منذ البداية بحيث يصير عرفا ثم قانونا ,, كأننا ,, نطلب من المجتمع التخلي عن كل الحدود الاجتماعية وتضرب الفوضي فى المجتمع ,,
هناك من الاحاديث النبوية التي تقول انه فى يوم القيامة ينادي الانسان باسم امه وليس باسم ابيه ,,ربما لان نسب الام اثبت للحقائق التي قلناها ,,
نجد ان هناك ازدواجية فى المقاييس
ففى مجتمعاتنا العربية القديمة والحديثة نجد ان الحاق الابن بامه يعتبر وصمة عار كانهم يقولون من هو ابوك وهذا فمثلا (( كان زياد بن ابيه )) ينادي زياد بن سمية تحقيرا له لانه لا يعرف من هو اباه ,, والقصة معروفة .
مقابل ذلك ,, نجد ان(( محمد بن علي بن ابي طالب )) كان يسمي محمد بن الحنفية اعتزاز بامه ,,كذلك نجد ان عمرو بن كلثوم كان ينادي باسم امه كذلك ,, وعمرو بن هند كان ينادي باسم امه كذلك ,, والقصة معروفة بين عمرو بن هند وعمرو بن كلثوم حين اراد احدهم ان تخدم ام الاخر امه ,,فكانت النتيجة ان قتل احدهم الاخر ,, وبدون الاسهاب بتفاصيل القصة ,, الا ان اعتزاز بالام والتشرف بها جعل هؤلاء ينتسبون اليها دون الاب ,, ولكنها تبقي هذه استثناء من قاعدة ,,

ولكن حتي هذا الاستثناء له دلالاته فى مجتمعنا ,, حول المراة ومن تكون وما هي وهذه الدلالات تعود الى ازدواجية نظرة المجتمع للمراه بين المراة المدنسة والمراة المقدسة ,, حالة التدنيس والتقديس الموجود فى مجتمعاتنا بحيث دخلت الى كل شي فى عقلية الانسان العربي والمسلم ,, حيث كل شي لدينا نقيضان لا يوجد حالة وسط بينهما ,,,
فالمراة اما تكون مدنسة بحيث لاحق لها ويحقركل من ينتسب لها ,,او تكون مقدسة بحيث يعز كل من ينتسب لها ,,,
الموضوع فيه اشكاليات كثيرة ,, وتعقيدات اكثر,, واعرافنا هذه من قساوتها اننا حتي فى انكارنا لكثير من مفرداتها ,, نجد انفسنا احيانا ,, لا نستطيع الوقوف بوجهها ,, ,,
الموضوع شائك ومعقد واذا كانت المجتمعات الغربية طرحت من القوانين ما يستطيع به ان ينسب الانسان الى امه دون ابيه ,, لا تستطيع مجتمعاتنا ولوج هذه الخطوة ,, لانه فيها الغاء لكثير من المسلمات من قواعد النسب والارث فى المجتمع .

سلمان محمد شناوة