كيف تروض المرأة رجلها و تتجنب أزمة هروب الأزواج من عش الزوجية



عبير سويكت
2017 / 8 / 5


هروب الرجل من عش الزوجية مسبباته و حلوله


كيف تروض المرأة رجلها و تتجنب أزمة هروب الأزواج من عش الزوجية

كيف تحافظ حواء على مملكتها الأسرية و تتجنب أزمة طفشان الأزواج


من أخطر الظواهر الإجتماعية السلبية المنتشرة في الأوساط السودانية في الآونة الأخيرة هي هروب الرجل السوداني من البيت الأسري الصغير و طفشانه من عش الزوجية، فمن خلال تواجدي في وسائل التواصل الإجتماعية و بالتحديد القروبات المغلقه الخاصة بالنساء التي تحكي عن هموم المرأة السودانية و تعكس واقعها الأليم صرنا نسمع كل يوم شكاوي المرأة السودانية العديدة المتكررة عن فرار الرجل السوداني من عشه الزوجي الأسري و اجتماعياً هذه الأزمة تعتبر مهدد لسلامة الكيان الأسري و إستقراره، و طرحنا لهذا الموضوع هو بمثابة دعوة للنقاش و التفاكر كخطوة بدائية لإيجاد حل جزئي أو كلي، و الإعتراف بوجود هذه الأزمة من قبل العنصر النسائي يعتبر خطوة إيجابية نحو العلاج و الأهم من ذلك معرفة أسباب هذه الأزمة الإجتماعية لفهم أبعادها ففهم السؤال نصف الإجابة، و من خلال الإحصائية المتواضعة التي قمت بها وجدت أن السبب الرئيسي و المباشر في محاولة الرجل السوداني الهروب من بيته الصغير هو الفرار من المسؤولية الأسرية التي صارت حملاً ثقيلاً على عاتقيه بسبب وضعه المالي السئ الناتج عن تدهور الوضع الاقتصادي وليد الوضع السياسي الذي تعيشه البلد منذ عام 1989 حيث كثرت العطالة و قلت فرص العمل إلا لفئات موالية للنظام بينما كثر حاملي الشهادات الجامعية و العليا الذين صرفت عليهم أسرهم أموال طائلة حرمت منها نفسها أملاً في أن تكون هذه الشهادات باب النجاة و لكن للأسف سرعان ما تحطمت الآمال و صار مصير الشهادات الحائط و البرواز و مصير حامليها المكوث تحت ظلال الأشجار أمام طاولة شطرنج أو تحت راكوبة بالقرب من بائعات الشاي حيث تبدأ جولة الهروب من أرض الواقع بخرشه و تنتهي بمجرد انتهاء مفعولها بالعودة إلي حقيقة المأساة الأليمة اليومية الحياتية بينما تحاول مجموعة أخري من الرجال مجاراة الواقع و إيجاد أي وظيفه أياً كان نوعها و قلة دخلها لتمشية عجلة الحياة هذا اذا نظرنا إلي مسببات الأزمة من ناحية سياسية و إقتصادية و حلها قد يكون من خلال إحداث تغيير سياسي ديمقراطي يضمن نهضة عدالة إجتماعية في العيش و بالتي تغيير إقتصادي نحو الأفضل أما إذا نظرنا إلى الجانب الإجتماعي للأزمة نجد العوامل المؤثرة عديده أهمها الزوجة و دورها الفعال و من ثم الأسرة الكبيرة و مروراً بالمجتمع الذي من حولهم حيث يؤثر بصورة كبيرة في نمط حياة الأسرة السودانية التي تتبع مسار المجتمع الذي يعتمد على المظاهر الخارجية الخداعه الغير عقلانية حيث صارت المرأة السودانية أسيره لها فعلى سبيل المثال تفضيل المدارس الخاصة للأطفال بدلاً من الحكومية و مصاريفها الشهرية الباهظة و نلاحظ أن دخول المدارس الخاصة صار نوع من الموضه مصاحباً بالتقليعات التي تتبع هذه الممارسات مثل تخريج البراعم في الروضه الخاصه و الاحتفالات الضخمة و البهرجه التي تشبه العرس بالإضافة إلى الأفراح العائلية التي باتت مكاناً للاستعراض بينما يجد الرجل نفسه مجبراً لتدبير الميزانية الأسرية من شراء ملابس للأطفال بالشئ الفلاني بالإضافة إلى ميزانية المرأة الخيالية من شراء أفخم الثياب و ميزانية الحنة و الكوافير و شيل الجسم و الحواجب و المناسبات لا تتوقف عند الأعراس فقط فعليه أيضاً أن يحضر ميزانية الأعياد من شراء خرفان الأضحية و الخبيز بمختلف أشكاله و أنواعه و تبديل أساسات المنزل و شراء الملابس للأطفال و مصروفات المأكل و المشرب و الملبس و غيرها من الإلتزامات التي لا تحصي و لا تعد إضافة إلى أن الرجل السوداني تكون لديه التزامات إضافية و إنسانية تتمثل في عائلته الكبيرة من الاب و الام و الإخوان كواجب إنساني مقدس و جميع هذه الأسباب مجتمعه و غيرها تجعل الرجل السوداني يعيش تحت ضغط نفسي خطير و غالباً الأغلبية العظمي من النساء السودانيات لا يخففن على الرجل حمله الثقيل حيث يشتكي العديد من الرجال من أن المرأة السودانية بمجرد أن تقع عينيها على زوجها و هو في حافة الباب تبدأ بسرد متطلباتها الأسرية التي يشيب لها الرأس و يضيفون قائلين أن القليل من النساء تعمل حتي تشارك زوجها في تقاسم المسؤولية و الشهادة الجامعية بالنسبة لها هي نوع من البرستيج و المظهر الإجتماعي فقط لكنها نادراً ما تعمل بها و ما زالت هنالك فئة من النساء تظل متقوقعه في الفكر الرجعي الذي يعتبر أن العمل و حمل المسؤولية الأسرية هو واجب ذكوري و إذا فعلت المرأة و كسرت القاعدة التقليدية و توظفت فإذا بها تسعي أحياناً الي تقزيم وضع الرجل في البيت و الشكاوي التي تتردد من قبل الرجال تتمثل أيضاً في إنعدام لغة التافهم و الحوار المرن بين الطرفين حيث يتحول الحوار و النقاش البسيط إلي إلي معركة هجومية من أول نقطة خلاف و يأكد الرجال على أن ما يزيد تعقيد الأزمة أيضاً إنعدام روح الحب و العاطفه و الرومانسية في البيت بعد الزواج مباشرة و الإنجاب و تراكم هموم الحياة و هكذا أكون قد حاولت أن اعكس جزء بسيط و صورة مبسطة عن مسببات هروب الرجل السوداني من عش الزوجية و الحياة الأسرية و تحدثنا عن العناصر السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية أما دور المرأة الفعال في السيطرة على الوضع الداخلي للأسرة و تجنب هذا النوع من الأزمات يتمركز في عدة محاور منها : مشاركة المرأة في تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي للبيت عن طريق العمل، أن تحاول المرأة بقدر الأماكن علي أن تتبع عقلية اقتصادية و إدارية لتقليل من الأعباء المالية المتراكمة على عاتق الرجل، التنسيق فيما يخص عملية الولادة و الإنجاب لأن الخلفه الكثيرة في الوضع الاقتصادي الصعب تزيد من تعقد الأزمة و تقلل من فرص أن ينعم الأطفال بحياة جيدة و مستقرة، أن تحاول المرأة بقدر الإمكان أن تقوي من علاقته العاطفية و الإنسانية بزوجها حتي في ظل أصعب الأزمات لأن التقارب العاطفي و النفسي بين الزوجين يخلق رابط قوي بينهما الأمر الذي يسهل عملية الحوار و النقاش و يولد شئ من المرونة حتي في حالة الجدل و الخلاف فالعاطفة تولد الرحمه و المودة و التسامح و التعايش و كلما أقترب الطرفين من بعضهما كلما زاد تعلقهما ببعضهما البعض الأمر الذي يخلق أهم عامل في استمرارية الحياة الأسرية و هو الصبر و طولة البال حتي ينعم البيت السوداني بالاستقرار و الأمان و الدفء الإجتماعي الأمر الذي يقلل بشكل كبير من الأزمات الإجتماعية التي تنعكس سلبياً و تكون لها آثار غير إيجابية على المجتمع و البيئه المحيط بهم و يمتد خطر الأزمة الإجتماعية و يتخطى الأسرة و يأخذ حيزاً كبيراً يطال المجتمع بأكمله الذي يتأثر بطريقة مباشرة بتصرفات الكائنات البشرية سلبية كانت أو إيجابية .

عبير سويكت
ناشطة سياسية و كاتبة صحفية
مقيمة بباريس