زابيل يسايان



ميسون البياتي
2017 / 8 / 9

صرحت عمدة باريس ( آن هيدالغو ) في 27 آذار 2017 بإطلاق إسم زابيل يسايان على أحد شوارع باريس تكريماً للزياره الرسميه التي قام بها الرئيس الأرميني سيرج سارجيان الى فرنسا

زابيل يسايان كانت مواطنة عثمانيه من طائفة الأرمن ولدت عام 1878 وتوفيت في أحداث غامضه عام 1943 وما زال البحث جارياً عن نهايتها حتى اليوم , وهي روائيه ومترجمه وأستاذة أدب وناشطه في حقوق الإنسان

ولدت زابيل في ضاحية سلحدار في منطقة أسكدار / إسطنبول خلال الحرب الروسيه العثمانيه 1877 _ 1878 التي وقعت بعد فشل مؤتمر ترسانه , وترجع أسباب الحرب الى تصاعد حدة المد القومي في عموم أوربا ودول البلقان بشكل خاص بعد قيام نابليون بغزو دول اوربا وإسقاط ممالكها وتعيين أخوته ونسبائه ملوكاً عليها . دار قتال هذه الحرب في البلقان وكانت روسيا تبغي من ورائها إستعادة أراضيها التي خسرتها في حرب القرم بزعمها نيتها تحرير منطقة البلقان من الإحتلال العثماني

أسفرت الحرب عن تمكن روسيا من المطالبه بعدة أقاليم في القوقاز بعد حوالي 5 قرون من السيطره العثمانيه , فأعيد تأسيس دولة بلغاريا بعاصمتها الجديده صوفيا , أما دبروجه فقد منحت الى رومانيا وسمح للإمبراطوريه النمساويه المجريه ( دلمسيا ) بموجب مؤتمر برلين احتلال البوسنه والهرسك , أما بريطانيا فقد سمح لها بفرد نفوذها على قبرص

إلتحقت زابيل يسايان وهي بعمر 7 سنوات بمدرسة الصليب المقدس الإبتدائيه عام 1885 ثم واصلت تعليمها في باريس حيث درست الأدب والفلسفه في جامعة باريس وتأثرت بالأدب الرومانسي الفرنسي ونشرت أول قصائدها ( أغنية ليل ) عام 1895 وكانت وقتها في 17 من العمر

نشرت العديد من القصص القصيره والمقالات والمواضيع المترجمه باللغتين الفرنسيه والأرمنيه أثناء إقامتها في باريس وتزوجت من الرسام ديكران ياسايان وأنجبت منه إبنتها صوفي وولدها هرانت

عام 1908 وقع انقلاب قامت به جمعية تركيا الفتاة أدى الى خلع السلطان عبد الحميد الثاني وتنصيب أخيه محمد الخامس حيث تم إعادة العمل بالدستور الذي علق عبد الحميد الثاني العمل به منذ العام 1878 وعرفت الفتره التي تلت هذا الإنقلاب ب ( المشروطيه الثانيه ) وهذه الفتره هي التي مهدت لسقوط الدوله العثمانيه بعد نهاية الجوله الثانيه من الحرب العالمية الأولى والتي تعرف بإسم : الحرب الأهليه الروسيه , التي قاتل فيها الأمريكان بالمال والسلاح والرجال الى جانب البلاشفه , فيما قاتلت بريطانيا وفرنسا , استراليا , كندا , الهند , تشيكوسلوفاكيا , فنلندا , اليونان , ايطاليا , اليابان , بولندا , رومانيا , صربيا ضد البلشفيه


عادت زابيل إلى إسطنبول بعد إنقلاب تركيا الفتاة وفي العام 1909 انتقلت إلى قيليقية ونشرت سلسلة من المقالات المتعلّقة بمجزرة أضنة عندما قامت الحكومه العثمانيه وبمساعدة بعض سكان أضنه الترك بقتل حوالي 30 ألف أرمني من سكان المدينه , وكان مصير الأرمن في قيليقية أيضاً موضوع كتابيها ( بين الأطلال ) و ( اللعنة ) اللذين أصدرتهما عام 1911 مع قصص قصيرة بعنوان ( صفية ) و( العروس الجديدة )


كان إسم زابيل يسايان هو إسم المرأه الوحيد في قائمة أسماء الرجال المطلوب إعتقالهم وترحيلهم عن تركيا لأنهم من الأرمن المثقفين , صدر القرار في 24 نيسان1915 لكن زابيل تجنّبت الاعتقال وهربت إلى بلغاريا ثم إلى القوقاز حيث عملت مع اللاجئين على توثيق روايات شهود الأعيان عن الأعمال الوحشية التي وقعت خلال مذابح الأرمن


في هذه الفتره كتبت العديد من المجاميع القصصيه كان من بنها ( الكأس الأخير ) التي ترجمت الى الإنكليزيه عام 2014 و ( روحي في المنفى ) حيث عرضت في قصصها الكثير من المظالم التي تعرض لها الأرمن


دعمت زابيل يسايان الجمهوريه الأرمينيه السوفييته الإشتراكيه ووصفت في روايتها (القوات المنسحبه ) الوضع الإجتماعي والسياسي السائد وقت تأسيس تلك الجمهوريه , ثم قامت بزيارة الجمهوريه عام 1926 ونشرت إنطباعاتها عنها في رواية ( برومثيوس الحر ) عام 1933 وقررت العيش في هذه الجمهوريه مع أولادها منذ ذلك الحين


عام 1934 شاركت في الإجتماع العام للكتاب السوفييت في موسكو وقامت بتدريس اللغة الفرنسيه والأدب الأرمني في جامعة يريفان , كما نشرت كتاب مذكراتها المعنون ( حدائق سلحدار ) عام 1934 الذي تمت ترجمته الى الإنكليزيه عام 2014


خلال فترة التطهير الأعظم التي دبرها ونفذها ستالين في الإتحاد السوفييتي بين عامي 1936 _ 1938 بقيام سلطاته بحملات منظمه من القمع والإضطهاد السياسي التي شملت عمليات قتل واسعه لمسؤولي الحزب الشيوعي والحكومه والفلاحين وقيادات الجيش الأحمر , والمراقبه البوليسيه الصارمه وتوجيه تهمة ( التخريب ) للمواطنين دون قيد أو شرط والتي تكون عقوبتها التعذيب والنفي والإعدام


عام 1937 تم توجيه تهمة التعصب القومي الى زابيل يسايان وقامت السلطات الروسيه بإعتقالها وسجنها , ومنذ العام 1943 إختفت أخبارها تماماً , يقال أنها غرقت في سيبيريا لكن ذلك ليس مؤكداً

في العام 2009 قامت كل من لارا أهارونيان مسؤولة مركز نساء أرمينيا وتالين سوسيان مراسلة صحيفة ( أجوس ) الأرمنيه في جامعة يريفان بإنتاج فيلم تسجيلي عن حياة الراحله عنوانه : العثور على زابيل يسايان

https://www.youtube.com/watch?v=s9ZcBJO1Yzg&t=80s