دفاعا عن المفكرة نوال السعداوي.. ضحالة وبؤس الفكر.. وسطحيته تفضح أصحابها



ابراهيم حمي
2017 / 8 / 15

قدوم رائدة الفكر التحرري الدكتورة، الاديبة، الكاتبة والمفكرة نوال السعداوي إلى المغرب، يفضح ضحالة الفكر وبؤس التفكير لدى البعض.
مما جعلهم يظهرون بجلاء وجهالة سطحية معرفتهم، و إبراز عقدهم ضد المرأة وعدائهم للحرية والمساواة بالخصوص فتراهم يخرجون كل احقادهم الدفينة، وكرهم لكل فكر يناهض الخرافة والأدلجة والاستعباد القرطوسي.
وقد وصل بهم الأمر إلى إستعمال كل مصطلحات القدح في شخصها كامرأة، تارة يشتمونها بكل انواع الشتائم المستقاة من قاموس لغة المراحيض .. وتارة أخرى يهاجمونها باسم الدفاع عن الذات الإلهية، وكأن الله عاجز على الدفاع عن نفسه .. وتجاهل هؤلاء ان جل المفكرين والفلاسفة في العالم ومنذ بداية الفكر إلى الان عبروا عن افكارهم وفهمهم للذات الإلهية كما يعرفونها، وكما وتوصلوا إليها نتيجة لابحاثهم الفكرية وليس كما يتصورها الجاهلون.
ان الذات الإلهية عند المفكر والفيلسوف ليست كما يدركها او يعرفها أصحاب الفكر المحدود والمنغلق وكذلك كما يتصورها التابعين لشيوخ الطوائف والمذاهب، أو عند الناس العاديين.
إن للمفكر والفيلسوف والاديب والفنان بشكل عام، مساحة كبيرة و واسعة من الحرية في التعبير والتخيل والتصور، دون تدخل من اي كان وهذه الحرية في التعبير والتصور لا يمكن كبحها أو منعها تحت رغبة عواطف الرعاع وأصحاب المصلحة في ركود الفكر الإنساني المتنور، من أجل فسح المجال أمام الفكر الخرافي المنحط، الذي يشجع الاستعباد عامة واستعباد المرأة على الخصوص. لينفرد بالساحة وبالجماهير التي اكتوت من نار التخلف الفكري وضحالته لقرون خلت ولا زالت تحترق من نيران هذا الجهل الموروث عبر ثقافة الاقصاء .. إن هؤلاء أصحاب الفكر الخرافي المحدود تفزعم المرأة الجريئة وخاصة إذ كانت مفكرة وكاتبة ولها شجاعة سياسية وادبية وتستطيع دحر كل فكر رجعي متخلف، عندها يكون حقدهم وهمجيتم وجهلهم وضحالتهم وسطحيتم واضحة للعيان من خلال تقمصهم رداء المحاماة للدفاع عن الله والدين والأخلاق دون أن ينصبهم أو يكلفهم او يطلب منهم أحد ذلك.
فقط جهلهم وبلادة عواطفهم المريضة وادمغتهم الفارغة هي من يقودهم لاظهار تفكيرهم البائس .. هذا إن كان لهم تفكير أصلا.
إن الدكتورة نوال السعداوي انسانة لها خطها المبدئي ومسارها الفلسفي ورصيدها الفكري والعلمي الذي لايكمن منازعتها فيه ابى من ابى وأحب من احب .. قد يختلف معها الإنسان أو يتفق المسألة سيان وعادي وهذا من باب السماء فوقنا، انما لن يستطع أحد ان ينكر بصمتها الفكرية بأسلوبها النقدي ونهجها الفلسفي، كما لن يستطع إنكار ان التاريخ سيسجل لها حضورها الفكري بفخر بل سيسجل إضافتها النقدية والعلمية في المجال الاجتماعي والسياسي والحقوقي و سيعترف لها التاريخ أيضا بأنها تفوقت على خصومها أكثر من مرة في كل المناظرات والمنتديات الدولية والعالمية مما يؤكد فرضية ان المرأة إنسان عاقل و ليست ((ناقصة عقلا ودينا)) كما أنها .. اي المرأة بشكل عام مثلها مثل شقيقها الرجل في الفكر والعقل .. بل قد تتفوق عليه احيانا وهذا لا يشكل عقدة إلا للمتخلفين والرجعيين وأصحاب العقول القصيرة....الذين يحلمون صباح مساء بالحوريات وعددهن.