لماذا خانتني زوجتي ؟



اخلاص داود
2017 / 8 / 18

بعد صمتٍ مطبق بكبرياءٍ مشروخ وتمثيل فاشل أمام الناس ليبين انه غير مهتم وقوي ولم يهتز ، سالت دموعه أمامي كطفلٍ موجوع متسائلاً بحيرةٍ كبيرةٍ لماذا خانتني زوجتي ؟.
هكذا وصفت السيدة (م.ح) حالة ابنها عندما اكتشف خيانة زوجته ودوامة الألم والتفكير والندم التي عاشها بعد الطلاق .
لماذا تخون الزوجة ؟!.
هذا التساؤل أصبح يتردد على مسامعنا كثيرا مع تزايد الخيانات الزوجية
السيدة (ز.م ) التي طلبت عدم ذكر اسمها سردت تجربتها المريرة بكل صراحة وشجاعة لتبين لنا احدى اسباب خيانة الزوجة حين قالت : وأنا صغيرة كانت أختي الكبرى تضع ورقة بيدي وتقول أرسليها الى (ج) وهو شاب يملك محل حلاقة قريب من بيتنا رغم إنها متزوجة ولها أولاد ومن طريقة كلامها وتأكيدها بعدم البوح بهذا السر أحسستُ انه خطأٌ كبير، وحملت هذا السر معي حتى كبرت وفهمت ماذا كان يجري بينهم ، رغم إني لم أجرؤ يوماً أن أسالها ولم تتطرق هي لهذا الموضوع ، حتى ماتت فترة سقوط بغداد،لكنها عاشت حياة زوجية مستقرة وحزن زوجها كثيراً على فراقها وكان يترحم عليها ويذكرها بكل خير.
ثم تعرفتُ على شخص بالصدفة لم أحبه لكن أعجبتني شخصيته المرحة وكلامه الدافئ بعكس زوجي الذي كان عصبي وجاد بكل شيء وكثير الملامة، وللترويح عن النفس والمتعة والتجربة كنا نتكلم ونضحك بشكل يومي تقريبا لكن الله لا يلقي رداء الستر على جميع ذنوبنا وأخطائنا فقد وقعت أحدى الرسائل بيد زوجي ليكشف خيانتي وحدثت مشكلة كبيرة بسببها طلقني وحرمني من ابني الوحيد ولولا رحمة الله ولطفه لفضحت أمام الناس وفقدت سمعتي، وأنا نادمة كثيرا واشعر بالخجل من ذنبي الذي اقترفته ولن أكرره أبدا والحمد الله ان لي رب يغفر ذنبوي
ولا أنكر أن السبب الرئيس هو تقليد أختي، ولهذا يجب على الأهل أن يعتنوا جيدا بتربية الابن البكر ليكون قدوة لإخوانه لأنهم سيقلدونه بكثيرٍ من الأمور، ويجب أن تكون الأخت الكبرى مسؤولة وحذرة بجميع تصرفاتها.
أما (ف.ه) فقالت لنا : الخيانة خطوة من خطوات الشيطان التي تؤدي الى الهاوية والتهلكة والحمد الله الذي جنبنا إياها.
أتذكر يوم اكتشفت خيانة زوجي وبعد الشجار الحاد بيننا قال لي : إنها أفضل منكِ ويقصد عشيقته !!.
كلامه جرحني وافقدني أعصابي وفي ليلتها أخذتُ عهدا على نفسي لأقيم علاقات مثله تماما!، لكن في اليوم التالي جاء واعتذر مني وتوصلنا الى حل أرضاني به ووعدني أن لا يخونني بعد وفعلا اثبت ذلك، لكن كلما أتذكر مخططي الجهنمي اضحك واحمد الله أني لم افعلها.
واحد أسباب خيانة الزوجة هي الانتقام من الزوج ورد الاعتبار .
السيدة علياء العبيدي مدربة في التنمية البشرية بدأت بحديثٍ شريفٍ : يقَولَ رَسُولُ اللَّه (ص): (قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّكِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً).
لو يأخذ الرجال بهذه النصيحة وغيرها ممن أكد عليها الرسول وال بيته كالاهتمام والود والتسامح لما تفشت الظواهر السلبية والمشاكل الأسرية الهدامة فتعامل الزوج له دورٌ كبيرٌ في انحراف سلوك الزوجة كالخيانة ، خصوصا أذا كان الزوج بخيل فهذا يدفعها لتذهب وراء من يطمعها بالمال والهدايا او يعوضها بالكلام الناعم والزوج الصالح يعي جيدا أن عليه واجبات كثر وان زوجته كائن يحركه المشاعر والعواطف أكثر من العقل، لكن للأسف الرجال لاهون في الحياة ومشاكلها ثم يأتي ويحاسب وينتقم وهذا ليس معناه أن الزوجة التي لا تجد اهتمام من قبل زوجها يحق لها الخيانة او تجده سببا وجيها أبدا ومطلقا، لكن انا احمل الزوج نفس مسؤولية الزوجة ولا ننسى أن نسبة خيانات الزوج الأكبر دائما.
وكان رأي الشابة (وفاء الخفاجي) ناشطة مدنية وأدمن في كروب ثقافي نسائي يهتم بمشاكل المرأة : كثيرة هي الأسباب التي تدفع او تساهم في حدوث الخيانة الزوجية ومنها:
1ـ كثرة العلاقات التي تقوم بها الفتاة قبل الزواج فتعتبرها متنفسا وعادة أدمنت عليها ،ونحن نعلم أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكلٍ كبير بسهولة العلاقات بين الجنسين.
2- الزواج بالإكراه او الزواج التقليدي الذي يجعل الفتاة تتزوج من شخصٍ تجهل صفاته وطباعه ثم تكتشف بعدها أن لا تفاهم ولا تقارب فكري بينهم وبمرور الأيام يولد برود في المشاعر وإهمال للاحتياج النفسي من اهتمام وحب وبدل من البحث عن حلول للخروج من حالة البرود وعدم الاهتمام يصيبهم الخدر رغم انزعاجهم من الوضع بسبب الجهل بإيجاد الحلول واليأس في التغيير قبل المحاولة !، وعندما تصادف شخص تشعر باتجاهه براحة نفسية ويعوضها ما تفقده تتعلق به متوهمة أنها تحبه وهنا تكون المشكلة فهي تراها رحلة حب تنتهي بالفوز وهو يراها مغامرة جديدة تنتهي عندما يشعر بالإشباع و الملل !،وهؤلاء هم ذئاب وسائل التواصل الاجتماعي الذين بدأوا يتكاثرون يوما بعد أخر بمختلف المستويات العمرية والثقافية .
3- المعاملة السيئة كالعنف والقسوة والضرب الذي يتعامل به بعض الأزواج يجعل الزوجة تبحث عن الاهتمام والاحترام المفقود .
ختاما، ليس هناك أفضل من الطريق الذي أرشدنا له رسول الأمة (ص) في اختيار شريك الحياة وسبل أبقاء الحياة الزوجية متماسكة وسعيدة فقد أوصانا (ص) بقوله: (تخيّروا لنطفكم ، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهنَّ وأخواتهن).
فكثير من الصفات المعنوية والجسدية والأخلاقية سيرثها الإنسان من أهله
ويقول (ص): ( من سعادة المرء الزوجة الصالحة ) فالزوجة الصالحة هي من تتمسك بدينها ليعصمها من الخطأ والزلل وتستعين بالله وتصبر و تضع أُسس متينة تقوم عليها الحياة الأسرية وتبحث عن الحلول الجذرية والعادلة لمشاكلها وهي مدركة تماما أن الخيانة خسارة لكرامة الإنسان وثقة الآخرين به وإثارة معول الشك الذي يهدم البيوت المرصوصة والمستقرة وتفهم جيدا لا يوجد رجلٌ مؤمنٌ يهوى المرأة المتزوجة لتكون زوجة المستقبل وإنما هناك رجلٌ مخادعٌ وغادر لا يريد سوى قضاء الوقت والتسلية
فهي تواكب عصرها وتدرك التغيرات التي تطرأ على نفوس البشر وطباعهم .