هل يموت الكاتب كمدا



مارينا سوريال
2017 / 8 / 19

مصر اول من عرف الحروف اول من صنع من الكاتب مهنة تعيش فى القصور تكتب معاهدات الملوك وتؤرخ لحياتهم ..تلت مصر الحضارات العظمى فشيدت مكتبة الاسكندرية ثم كانت مدرسة الاسكندرية تنجب اعظم مفكرى العصر حتى صارت قبلة لكل من يحلم بدراسة الفكر والفلسفة او المنطق ثم تحول الحال من حال الى حال فلم يعد هناك من يعتنى بالكلمة فى شرقنا بعد ان كان الشرق هو صاحب الكلمة فمن الشرق خرجت الاديان السماوية الثلاث وكانت الاسكندرية فى معاندتها لروما تنتصر للشرق ضد الغرب.

تحول النظام من حال الى حال فتدنى التعليم وتدنى حال المراة فماتت الكاتبات كمدا كما ذكر ناقدنا استاذ شعبان يوسف ولكن الحال ان الكتابة والاحرف قد ماتت كمدا فى الشرق بعد عصور ظلام طويلة لانزال نحيا بداخلها .؟

العقل لايفهم ولا ستوعب بل تحشر المعلومات الخاطئة فى رأسه حشرا لتصبح ما يشبه المقدس لديه فاصبحت العادة التى تخالف كل منطق هى السيادة لديه .واصبح العقل الناقد المفكر يسبح بمفرده وسط عقول اصم لاتريد ان تتزحزح وكأن التاخر اصبح معضلة جينية نتوارثها وليست مشكلة مجتمعية يمكن حلها بالتعليم فالانترنت اصبح متاحا ووسط التواصل الاجتماعى تتيح لاى شخص بضغطة زر ان تتيح احدث املعلومات والتقنيات العلمية ..الرؤى الجدالات المختلفة كيف تخطى الغرب الكثير من التابوهات كيف تقدمت الامم .

لايمكن ان نستقى تجربة الامم التى تعانى اكثر منا بل وتصنف من الدول تحت مستوى الفقر ونتخذ منهم عبرة فى المدينة او مكافحة الفساد فمن منهم لايتلقى معونات املجتمعات الاروبية لاجل طعام وماء وهم اصحاب الماء !!!

كيف يحيا من يحب الكلمة فى هكذا مكان .

الكثير من الاسئلة تشغل عقل العالم هل الوعى هو من يسير كل ظروفنا الحياتية الوعى الذى يدخل الى عقل كل فرد منذ ان كان طفلا البيئة المجتمعية المحيطة العادات التقاليد اهداف المجتمع اسرته المبادىء .

التاريخ حضارات تقوم وتسقط فاليوم الحضارة الغربية والغد للحضارة الاسيوية فمن يحكى عنا عمن عاشوا على تلك الارض هل يكون الكتاب صاحب الكلمة هو وسيلتكم الوحيدة لتصرحوا نحن كنا هنا ..ان الكلمة اقوى من انجاب البشر فالبشر يفنون بينما تظل الكلمة باقية فهل من يستأل عن جدوى كل هذا ان كان كل صاحب قلم انسان كان نوعه رجلا ام انثى يموت كمدا من قلة الاهتمام

“أريد لأطفالي فهم العالم، ولكن ليس فقط لأن العالم مدهش وساحر والعقل البشري مثير للفضول . أريدهم أن يفهموه لجعله مكانا أفضل. المعرفة ليست مثل الأخلاق، ولكن علينا أن نفهم انه إذا أردنا تجنب أخطاء الماضي والتحرك في اتجاهات إنتاجية. فجزء مهم من هذا الفهم هو معرفة من نحن وماذا يمكن أن نفعل… في النهاية، يجب علينا فهم أنفسنا”.(هوارد غاردنر 1999

فى كتاب تغيير ابلعقول الصادر عن سلسلة عالم المعرفة لسوزان غرينفيلد

كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على عقولنا

تشير المؤلفة هنا ابتداء لظاهرة الانغماس المفرط في شبكات التواصل ففي 2011م اعترف 24% من مستخدمي مواقع شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة بأنهم غابوا عن فعالية رئيسية أو لحظة مهمة في حياتهم لأنهم كانوا مستغرقين تماماً في تحديث مواقعهم على الشبكات حول هذه الفعالية أو اللحظة. كما تلاحظ ظاهرة التحول الكبيرة في الكيفية التي يتواصل فيها البالغون اجتماعياً في العقدين الأخيرين، فبحسب بعض التقديرات كنا في العام 1978م نقضي في المتوسط 6 ساعات يومياً من التفاعل الاجتماعي وجهاً لوجه، و4 ساعات في التواصل عبر وسائل الإعلام الالكترونية، وفي العام 2007م بتنا نقضي ما يقرب من 8 ساعات يومياً في التواصل عبر وسائل الإعلام الالكترونية، وساعتين ونصف فقط من التفاعل الاجتماعي وجهاً لوجه. ويلخص عنوان كتاب عالمة النفس شيري تاركل (بمفردنا معاً) تأثير شائع لشبكات التواصل، وهو أنه كلما ازداد تواصل الناس عبر العوالم الافتراضية ازداد شعورهم بالوحدة. وتسهب المؤلفة في بيان مسببات انتشار الإفصاح عن الذات عبر شبكات التواصل ونشر المعلومات الشخصية، والتخفف من الخصوصية، ومن النتائج البحثية الهامة في هذا الصدد تلك التي تقول أن غياب التواصل وجهاً لوجه يؤدي إلى ارتفاع معدل الإفصاح الذاتي، لأننا لا نملك تلميحات بصرية، ولا نشاهد لغة جسد الطرف الآخر والتي قد تثنينا عن الاستمرار بالاعتراف والكشف عن ذواتنا، فلغة الجسد وتجنب التقاء العيون والمسافة المادية ونبرة الصوت قد تعمل جميعها بمنزلة تحذيرات تدعو لعدم إعطاء أكثر من اللازم في مرحلة مبكرة من العلاقة. وفي السياق نفسه تشير المؤلفة لظاهرة نقصان التعاطف و”التنمّر” في الشبكات التواصلية للسبب نفسه تقريباً الذي أدى لازدياد الإفصاح الذاتي، فعدم مشاهدة ردة فعل الطرف الآخر ولغة جسده وما يحتف بها قد تسهل من إيذاء مشاعره والتهجم عليه، كما يفتقر الفضاء الافتراضي للظروف التي تتيح الاعتذار أو القيام ببعض الإجراءات التعويضية. ويخبرنا الكتاب عن نتيجة لافتة في دراسة أجريت بجامعة هارفارد وهي أن مشاركة المرء للمعلومات الشخصية عن نفسه كما يحدث في شبكات التواصل ينشط أنظمة المكافأة في الدماغ بالطريقة نفسها التي يفعلها الغذاء والجنس.

..