اختي...احتسبيه في ميزان حسناتك



مريم نبيل
2017 / 8 / 21

فاجئتني صديقة بمكالمة من احدي أقسام الشرطة بالمملكة العربية السعودية منهاره من البكاء تبكي بكاء الأطفال.. انزعجت كثيرا ما السبب في وجود شابة بالعقد الثلاثون من عمرها بقسم البوليس ومعاها طفل يبلغ من العمر 5 سنوات وطفلة لازالت رضيعة...
ما السبب؟؟؟؟؟ اَي جرمًُُ فعلت قالت لي "جوزي ضربني وكسر كل البيت عليا...انا مش مزعلني غير انه ضربني قصاد ابني وعشان كده عملت له محضر بالبوليس" صٌدمت جداً فهي وحيده بالسعودية تركت وطنها لتكون بجانب زوجها...
سألتها " طيب وبعدين كلمتي اهلك؟!" قالت لي بنبرة حزن بابا بيقولي لازم تتنازلي عن المحضر وإذا كان ضربك احتسبيه في ميزان حسناتك... اَي ميزان تتحدثون عنه
الميزان رمز العدل والانصاف صار الان رمزا لتكميم الضمير لجعل من الحر عبد تحت وطأة الدين والشرائع والعادات والتقاليد...
أين العدل في ان تكبل المرأة بقيود الحسنات والسيئات وتخويفها بحجة ان الملائكة ستلعنها لعصيانها لزوجها وماذا ستفعل تلك الملائكة لزوج استباح جسد زوجته ليصرعها ضربا ولكماً..أين العدل الالهي في اذلال المراه وجعلها ناقصة عقل ودين لا تقدر ان تأخذ حقها وجدن بمجتمعات ذكوريّة إسلامية بحته تنظر للمرأه علي انها عورة ناقصة..
الشي الوحيد الذي وقفت كثيرا أفكر فيه هو موقف والد صديقتي ان تحتسب ذلك الضرب والاهانة والذل في ميزان حسناتها... الام كانت الاغرب علي الإطلاق قالت لبنتها الملكومة " بلد ايه دي اللي تخلي الست تحبس جوزها؟؟" صدق من قال ان اكثر من يقف ضد المرأة هي المراه نفسها" لماذا تريدين لابنتك ان تمشي نفس طريقك!
الخلاصة:
اتضربي وانتي ساكتة لانه في ميزان حسناتك او الملائكة هتلعنك حتي الصباح..
ما تحاوليش تاخذي حقك لأنك ببساطة ناقصة عقل ودين..
الواقع انه صدقت الدكتوره وفاء سلطان عندما قالت "عندما تصبح الجريمة في مجتمع حدثا مألوفا بل طريقة حياة، تتبلد أحاسيس الناس ويفقدون قدرتهم على كشف النقاب عن اللامعقول لأنه صار بالمطلق مألوفا!