قصة صفية!



محمد مسافير
2017 / 9 / 11

أخبرها عن كل تفاصيل مغامراته الغرامية السابقة، ولأن مثل هذا الصنف من المغامرات هي من شيم الرجال، ومرحلة أساسية وضرورية نحو اكتمال الرجولة والشهامة، فلم يكن لها مبرر للاحتجاج...
جاء دورها، حكت له عن تجربتها مع شاب أحبته في بدايات شبابها، وصارحته بتجاربها الحميمية معه... لكنه أيضا لم يعترض، ومن النادر جدا أن تجد شرقيا يقبل بزوجة خبَّرت الحب مع غيره، مهما تعددت وتنوعت عشيقاته... لكن بالنسبة له لم يعترض، اتفقا على طي صفحة الماضي، وإعلان بداية حبهما الجديد...
تزوجا، كان أستاذا، وهي مضيفة طيران، عاشا بدايات زواجهما سعيدين لا يعكر صفو علاقتهما أحد، متوافقين في أغلب الأمور، عشقها كثيرا وكذلك عشقته، يفاجئها كل حين بهدايا رمزية، يقضيان أيام الإجازات في السفر والسهر، كانا سمنا على عسل!
وقد شاءت الصدف ذات أيام نحس أن يتعرف على شاب كان صديق أحد زملائه في العمل، جلسا مرتين أو ثلاثة في المقهى، فلمح صديقه الجديد، في إحدى المرات، صورة على هاتف الزوج السعيد، استفسره عن صاحبة الصورة، فأخبره أنها زوجته، ثم أضاف:
- هل تعرفها؟
- لا لا... لا أعرفها...
ثم خاضا في موضوع آخر...
بعد أسبوع من ذاك اللقاء، بلغت صديقنا أخبار من زميله في العمل، فقد قيل له أن زوجته كانت على علاقة حميمة بذاك الشاب الذي سأله عن الصورة، ثم انتشر الخبر في المؤسسة انتشار النار في الهشيم!
لم تكن مذنبة، فقد صارحته منذ البداية، لكن منذ ذاك الحين، بدأت تصيبها لعنات ماض تابت منه !
تغيرت كثيرا علاقته بها، فقد أصبح اسم زوجته على طرف كل لسان، حتى أصبحت الوساوس تربك مشيته كل ما مر جوار تجمع لزملائه في العمل، ربما كان موضوعهم، كيف يهرب من وخز نظراتهم التي يتحسسها تحُط ثقيلة على ظهره...
منعها من العمل، استقالت دون مقاومة، فقد اقتنعت أنها فعلا مذنبة، وأنها سبب شقاء زوجها... لكنه لم يتوقف عند ذاك الحد، فقد غدا عصبيا جدا، ضربها مرات متفرقة، عجزت عن الاحتمال، طالبت بالشقاق... أصبحت بلا زوج ولا وظيفة!