مذكرّات - وصمة عار - للباكستانية مختار ماي التي تعرضت للإغتصاب الجماعي، لكنها نالت لقب - أشجع امرأة في العالم! - الجزء الثاني



عدنان حسين أحمد
2006 / 2 / 18

عن دار نشر " " OHفي باريس، و " Droemer verlag " في برلين صدرت في آنٍ واحد، وبالتعاون مع الكاتبة الفرنسية ماري تيريزا كوني، " قصة حياة " المواطنة الباكستانية مختاران بي بي، والتي تُسمّى أيضاً بـ " مختار ماي " ويعني هذا الإسم بالأوردية " الأخت الكبيرة المحترمة ". وقد شاع هذا الإسم عبر وسائل الإعلام العالمية برمتها بعد أن تعرضت لحادث الإغتصاب الجماعي من قبل ثلة من الشباب القرويين الذين ينتمون إلى قبيلة " Mastio " المتنفذة في إقليم البنجاب. وقد جاءت الطبعة الفرنسية تحت عنوان " وصمة عار "، بينما إنضوت الترجمة الألمانية للكتاب نفسه تحت عنوان " خطيئة. . أن تكون امرأة " والغريب في هذا الكتاب أن صاحبته لا تجيد القراءة والكتابة، فهي امرأة " أميّة " لم تدخل المدرسة من قبل، ولم تنل قسطاً من التعليم يؤهلها للقراءة والكتابة على الرغم من إمتلاكها ذاكرة قوية حفظت بواسطتها القرآن الكريم، وبدأت تجوّده وتتلوه للأطفال والنساء الذين تطوّعت لتعليمهم وتحفيظهم إياه.، فلا وجود للمدارس في القرى النائية الفقيرة من إقيلم البنجاب، وبالذات في قرية ميروالا التي تبعد نحو 650كم جنوب غربي العاصمة إسلام أباد. يا تُرى، ما الذي دفع بكاتبة معروفة مثل ماري تيريزا كوني لأن تشمّر عن ذراعيها وتكتب كتاباً كاملاً عن امرأة معدمة تعيش في ركن منسي من عالم لا يعير شأناً للمرأة، بل يعتبرها آلة عمل، أو وسيلة لحل النزاعات في كثير من الأحيان، أو فدية إذا ما إرتكب فرد من أفراد الاسرة جريمة مروّعة أو اقترف خطأً ما. لا بد من سبب مغرٍ حفّز هذه الكاتبة الفرنسية لأن تشد الرحال إلى ميروالا، لتلتقيها هناك وجهاً لوجه، وتسمع منها حكايتها التي أقلقت الحكومة الباكستانية لمدة طويلة من الزمن، وما تزال تؤرق المسؤولين الكبار بما فيهم الرئيس الباكستاني برويز مشرّف، وبقية أقطاب حكمه الذين إضاقوا ذرعاً بها، وإتهموها بأنها تشوّه الصورة الحسنة لباكستان أو " البلاد النقية " كما يشي معناها باللغة الأوردية! لقد كتبت عنها صحف أمريكية وبريطانية معروفة مثل الـ " نيويورك تايمز " و " كريستيان سايز مونيتر " و " ذي غارديان " و تناولتها المحطات الإعلامية الخطيرة مثل الـ " بي بي سي " و " و الـ " سي أن أن " ومنحتها محطة " أي بي سي نيوز " لقب " شخصية الأسبوع " فيما منحتها مجلة " غلامور " الأمريكية لقب " امرأة عام 2005 ". كما تدخلّت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايز غير مرة من أجل رفع إسمها من قائمة الممنوعين من السفر في الباكستان، كما وجهت لها دعوة لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية في أي قت تشاء للتعبير عن حقها المشروع في الدفاع عن حقوق المرأة الباكستانية. وقد تضمّن الكتاب شرحاً مفصلاً لمرجعيتها الثقافية والإجتماعية والدينية. ومن المناسب هنا أن نسلّط بعض الضوء على سيرة هذه المرأة المتحدية، الصابرة، الشجاعة التي صنعت قدرها بنفسها رغم سكاكين الموت التي تتلاصف قرب عنقها، وقد تنْحرها في اية لحظة.
سيرة ذاتية متواضعة
وُلدت مختاران بي بي عام " 1972 " في قرية ميروالا التابعة لمدينة " مظفرخارج " في إقليم البنجاب في باكستان. ولولا قضية الإغتصاب الجماعي الذي تعرضت له " مختار ماي " على أيدي أربعة رجال من قبيلة الـ " Mastio " لظلت هذه القرية النائية مدفونة في زوايا النسيان. ولولا إصرار " مختار ماي " على مقاضاة المجرمين الأربعة، والمجلس القبلي الذي عقدته العشيرة لما شاع إسم " مختار ماي " وعرفه العالم من أقصاه إلى أدناه. كما يجب التنوية بالدور الذي لعبته الصحافة الإستقصائية العالمية، وبالذات الأمريكية والبريطانية، ومنظمات المجتمع المدني التي أحرجت الحكومة الباكستانية، وأجبرتها على أن تأخذ قضية مختار ماي على محمل الجد، وتقاضي كل من له علاقة بعملية الإغتصاب الجماعي أو التحريض عليه من دون وجه حق. فقد أثبتت الوقائع ومتابعات التحقيق أن عائلة مختار ماي برمتها كانت بريئة من كل التُهم الزائفة التي وُجِّهت إليها. فما هي قصة هذه المرأة المنسية التي أصبحت أشهر من نار على علم، بحيث أنها نالت جائزة مجلة " غلامور " الأمريكية المعروفة بعد أن نالت لقب " امرأة عام 2005 "، وأصدرت كتاب مذكراتها الأول تحت عنوان " وصمة عار " وباللغتين الفرنسية والألمانية؟ سنبدأ من الشرارة التي سببت الحريق!
القيم القبلية في قرية ميروالا
يقيم في هذه القرية النائية عدد محدود من المزارعين الذين ينتمون إلى قبائل مختلفة، لكن أبرز هذه القائل هي قبيلة " Mastio " التي تُعد نفسها أرفع شأناً من بقية القبائل، وبالذات قبيلة " Gujjar " التي تنتمي إليها أسرة الآنسة مختار ماي. وفي أحد الأيام، وتحديداً يوم السبت المصادف 22 حزيران أُختُطف " عبد الشكور " الأخ الأصغر لمختار ماي. وكان عمره آنذاك " 12 " سنة على خلفية تهمة أخلاقية مفادها أنه أقام علاقة غير شرعية مع " سلمى " التي تنتمي إلى عائلة من عوائل الـ " Mastio " وقالوا إنه مارس الزنا معها. وقد تبين لاحقاً، ومن خلال الفحوصات الطبية، أن هذه التهمة لا صحة لها، وإنما هي مجرد ذريعة للتغطية على جريمة إغتصاب كان قد إرتكبها ثلاثة رجال من عائلة " سلمى " بينهم شقيقها عبد الخالق، الذين لاطوا بعبد الشكور في حقل لقصب السكّر، وقد أثبتت التقارير الطبية أنه تعرض للإغتصاب فعلاً، ولكي يموهوا على جريمتهم راحوا يطالبون بالإنتقام من عبد الشكور بوصفه مُغتصِباً لإحدى بنات القبيلة التي تلوثت سمعتها، وفقدت شرفها وكرامتها وفقاً للتقاليد القروية. وفي لحظة الإختطاف أطلق عبد الشكور صيحات الإستغاثة التي وصلت إلى سمع أمه وأخته مختار وأقربائه، وحينما هبت الاسرة لنجدته كان عبد الخالق قد أدخله إلى منزله عنوة، وحبسه في غرفة مغلقة مدعياً أن عبد الشكور قد إرتكب جريمة الزنا مع أخته سلمى لذلك لم يعر أي إنتباه إلى توسلات عائلة مختار وأمه وأقربائه الذين جاؤوا لإطلاق سراحه. لم تجد أم مختار بداً من إرسال شقيقها لإبلاغ مركز الشرطة بالحادث. ومن سوء الحظ لم يكن في ميروالا هواتف أو مركز شرطة، بل كان مركز الشرطة على مبعدة ثلاثة عشر كيلومتر في " Jatoi " والطريق المؤدية إليه موحلة. عقدت قبيلة " Mastio " إجتماعاً لمجلسها القبلي مع أفراد من قبيلة " Gujjar " الأقل شأناً ومنزلة منهم، وأخبروهم بأن عبد الشكور قد إقترف جريمة الزنى مع سلمى، بينما يقول واقع الحال بأن هناك أناساً قد شاهدوه هو وسلمى يتنزهان معاً في حقول ميروالا. عند المساء جاءت الشرطة وأطلقت سراح شكور من الحجز القبلي، وإقتادته إلى مركز الشرطة، وسُجلت عليه دعوى إنتهاك شرف فتاة باكر.
صرخات خرساء
ما إن هبط الليل حتى حلّ الظلام سريعاً لأن القرية تفتقر إلى الكهرباء. وفي تلك اللحظة التي إنعقد فيها المجلس القروي كان عبد الخالق يفكر بطريقة ما لإختطاف مختار ماي وإغتصابها، لذلك اضمر نواياه السيئة، ووافق على فكرة حضور مختار ماي صحبة أبيها وخالها للإعتذار، وطلب المغفرة، وتسوية الأمر، فقد إقترحت مختار أن تتزوج سلمى من عبد الشكور، وأن تصبح هي نفسها زوجة لعبد الخالق كتعويض عن الخطأ الذي إرتكبه أخوها عبد الشكور. وما إن وصلت إلى مكان الإجتماع حتى تصدى لها عبد الخالق، وأجبرها بقوة السلاح أن تدخل معه إلى غرفة مظلمة. بدأت تصرخ، وتشتغيث، مطالبة أن ينقذها أحد من هذه المحنة. إذ تم إغتصابها على التوالي من قبل أربعة أشخاص من قبيلة اللـ "Mastio " ، ولم يستطع أي من أفراد القرية أن يقدم لها يد العون والمساعدة، وكل ما فعله إمام الجامع الذي كان حاضراً في هذا المجلس هو أنه غادر المجلس بعد أن رفض فكرة الإغتصاب من قبل عبد الخالق الذي تذرع بحق " العين بالعين، والسن بالسن، والبادي أظلم " كي ينتقم لشرف اخته المستباح " كما يدّعي " من قبل عبد الشكور، شقيق مختار ماي. وما أن إنتهت عملية الإغتصاب حتى قذفها عبد الخالق خارج الغرفة بينما كان سكان القرية برمتهم ينتظرونها في الخارج. وعلى مرأى من " 200 " شخص قروي وجدت مختار ماي نفسها عارية لا يسترها سوى قميص ممزق قُدّم في اثناء التحقيق على أنه أحد الأدلة الثبوتية. وكان الفحص الطبي أحد إجراءات المحكمة لكي تتأكد من صحة إدعاءات المجني عليها، إذ قدمت الدكتورة شاهدة سافدار شهادة طبية في الثلاثين من حزيران، أي بعد تسعة أيام من حادثة الإغتصاب، وقالت بأنها وجدت جرحين لدى الضحية، الأول بطول 1.5 cm x 0.5 والثاني بطول3 cm x 1 cm كما وجدت قطعتي قماش ملطختين بالسائل المنوي. غطاها والدها بشال، وأخذها إلى البيت بعد أن طاف بها القرية مجبراً. في الليلة نفسها أحيط مركز الشرطة علماً بأن العشيرتين قد تصالحتا، وسويتا النزاع الذي كان قائماً بينهما، وأن عائلة سلمى تسحب الشكوى التي رفعتها ضد عبد الشكور. ذهب خاله إلى مركز الشرطة، وأعاده من هناك الساعة قرابة الثالثة بعد الظهر. في خطبة الجمعة لم يرضَ الملا عبد الرزاق، إمام الجامع، عن حادثة الإغتصاب حيث شجبها في خطبته يوم الجمعة ثم جلب أحد الصحفيين المحليين وإسمه مريد عباس لكي يلتقي بوالد مختار مختار وأقنع العائلة أن ترفع قضية ضد المغتصبين. ذهبت مختار وعائلتها إلى مركز شرطة جاتوي في الثلاثين من حزيران وقدموا الشكوى التي لا تزال مرافعاتها قائمة حتى الآن.
التغطيات الإعلامية
في الأيام القليلة القادمة أصبحت القضية عناوين رئيسة على صفحات الجرائد في باكستان، وبقيت كذلك لعدة أشهر وقد نُقلت القضية بروايات مختلفة في الأيام التالية، وظلت الإختلافات قائمة إلى هذا اليوم. ربما يكون لنيكولاس كريستوف الدور الأكبر، فهو الذي فجّر هذه القضية في الإعلام الغربي، فما أن نشر عموداً في النيويورك تايمز حتى شاعت هذه القضية بين الناس، وأصبحت شغلهم الشاغل. وفي الثالث من تموز إلتقطت البي بي سي هذا الخبر، وتابعت تداعياته إلى الدرجة التي أرقت فيها برويز مشرّف وباقي رجال سلطة القرار في باكستان. تدخل كثيرون في هذه القضية التي دُوِّلت، وصارت تتحدث بها الإدارة الأمريكية إلى الدرجة التي طالبت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس الحكومة الباكستانية إلى رفع الحظر الحظر المفروض على سفر مختار ماي، والسماح لها بالسفر إلى أمريكا أو أية دولة أخرى في العالم.

قرارات المحكمة
حكمت محكمة مكافحة الإرهاب كل الأشخاص الذين هاجموا مختار ماي بما فيهم رجال من الماستوي أو ما يسمى بالمجلس القبلي " بنجايات " والذين تآمروا على إغتصابها بالموت من قبل ديرا غازي خان قاضي المحكمة. ومحاكم ضد الإرهاب، كما هو معروف، هي نوع من المحاكم المتخصصة في الباكستان تتناول القضايا التي لها علاقة بالإرهاب والترويع الجماعي. غير أن محاكم مكافحة الإرهاب في الباكستان تتعرض دائماً إلى إنتقادات شديدة من قبل منظمات حقوق الإنسان لأن لديها معايير أقل وأضعف من الأدلة والإثباتات المتوفرة المحاكم العادية. وفي النهاية أدانت المحكمة ستة اشخاص وحكمت عليهم بالموت في 31 أب أغسطس 2002، لكن خمسة أشخاص من الستة الذين حكموا بالموت برّئوا من التهمة بطلب من محكمة لاهور العليا، وهي أعلى محكمة في إقليم البنجاب. ثم قررت الحكومة الباكستانية أن تستأنف الحكم، وطالبت مختار ماي من المحكمة ألا تطلق سراح الرجال الخمسة الذين بقوا محتجزين بموجب القانون الذي يسمح بإبقاء أي شخص محتجزاً لمدة 90 يوم من دون تُهمة أو قضية.
التطورات الأخيرة
أطلقت محكمة لاهور العليا في العاشر من حزيران 2005 سراح المغتصِبين، وبعد إسبوعين علقت المحكمة العليا هذه التبرئات وحكمت على ستة آخرين وكل الذين برئوا في المحاكمة الأصلية، وأوجبت أن تعاد محاكمتهم من جديد. وفي 10 حزيران 2005 وقبل مدة قصيرة من تخطيطها للسفر إلى لندن بدعوة من منظمة العفو الدولية وضع إسم مختار ماي على قائمة الممنوعين من السفر. وهذا الأجراء هو الذي سبب في خروج تظاهرات إحتجاجية غاضبة في الباكستان وبعض دول العالم. في 17 حزيران 2005 كشف الرئيس برويز مشرّف في مؤتمر صحفي في أوكلاند في نيوزيلاند بأنه أراد من خلال هذا المنع أن يحمي صورة الباكستان في الخارج من التشويه. وقال مشرف بأن مختار ماي قد أخذت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة منظمات غير حكومية " لتنتقد الباكستان بحقد " وتتحدث عن الحالة المرعبة لللنساء في المجتمع الباكستاني. وقال عن منظمات المجتمع المدني تغرْبن عناصر محددة وهي سيئة مثل سوء الإسلاميين المتطرفين. وفي 15 حزيران أمر رئيس الوزراء شوكت عزيز بأن يُرفع إسم مختار ماي من قائمة الممنوعين من السفر. وفي 19 حزيران 2005 قال نيكولاس كريستوف، كاتب العمود المشهور في النيويورك تايمز بأن ماي عندما رجعت من السفارة الأمريكية في إسلام آباد بعد أن أخذت جواز سفرها المختوم بتأشيرة الدخول إلى أمريكا صودر منها مرة ثانية وأخبروها بأنها غير قادرة على السفر إلى خارج القطر. وفي 29 حزيران 2005 وعلى موقعه الشخصي كتب برويز مشرّف بأن " مختار حرة في أن تسافر إلى أي مكان تحب، وأن تلتقي بالأشخاص الذين تريدهم، وأن تقول الأشياء التي تحب أن تقولها. " وفي 2 من آب كرّمت الحكومة الباكستانية مختاران بوسام فاطمة جناه الذهبي للشجاعة والجرأة. وفي 2 نوفمبر" تشرين الثاني" 2005 إختارتها مجلة " غلامور " امرأة عام 2005 وعن زيارتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية قال الرئيس برويز مشرّف للواشنطن بوست " إن الإغتصاب قد أصبح هماً لجمع النقود. وفي 12 يناير 2006 وتزامناً مع نشر المذكرات ستكون مختار ماي في باريس منذ 12 ولغاية 17 يناير وستحضر مؤتمراً صحفياً يوم الثلاثاء 12 في المقر العام للإتحاد الفيدرالي لحقوق الإنسان. بعد إدانة المغتصبين أصبحت مختار رمزاً للدفاع عن أمن المرأة وصحتها في الإقليم، وقد جذبت الإهتمام محلياً وعالمياً لهذه القضايا. وقد كرّمها الرئيس الباكستاني بمبلغ مادي قدرة ثمانية آلاف دولار كتعويض مادي لكنها استعملت هذا المبلغ في بناء مدرستين للأطفال في القرية لإيمانها بأن التعليم هو الخطور الأولى نحو لإنقاذ المجتمع الباكستاني من الجهل والتخلف والظلامية. لم تكن هناك أية مدرسة في ميروالا، ولم تحضَ مختار بأية فرصة للدراسة والتعلّم. وقد تلقت معونات مادية من قبل متبرعين أجانب. قالت مختار عن التعليم " أتمنى أن أجعل التعليم متاحاً للفتيات. أن أعلّمهن بأنه يجب ألا تمر أية امرأة بما مررت به، . وتضيف " أنا في النهاية آمل أن أفتح أكبر عدد ممكن من فروع المدارس في هذه المنطقة من باكستان. أنا أحتاج إلى مساعدتكم لكي نقضي على الأمية وأن نساعد في أن نجعل مستقبل المرأة أقوى. وهذا هو هدفي في الحياة. ". لم يخلُ الكتاب من بعض الهنّات التي وردت فيه، والتي لم تعجب الآنسة مختار ماي، وقالت بأن هذه الأخطاء " المقصودة أو غير المقصودة " ستؤثر في سير التحقيقات الجارية، خصوصاً وأن الرئيس الباكستاني نفسه لم يكف عن إتهام الضحايا المغتصبات بأنهن يتاجرن بقضايا الإغتصاب ويتخذن منها ذريعة لجمع النقود، وكسب التعاطف، والظفر باللجوء السياسي أو الإنساني والحصول على جنسيات أوروبية أو أمريكية أو كندية، في حين أن عدد حالات الإغتصاب التي تم إخبار السلطات الباكستانية بها قد يلغ " 320 " حالة إغتصاب خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2004، و " 350 " حالة إغتصاب جماعي في المدة نفسها، وقد ألقت السلطات المعنية على " 39 " شخصاً متلبساً بالجوم المشهود، وهناك العديد من الحالات التي لم يتم الإخبار بها خشية من تلويث السمعة. وغالباً ما تنتهي قضايا الإغتصاب بالإنتحار، غير أن مختار ماي قررت المواجهة، ونجحت حتى الآن لتنتزع لقب " اشجع امرأة في العالم! "