سيّدُها صدّام .. سيُّدها العاشق ..سيّدُها الطالباني .. سيّدُها الجعفري



نادية فارس
2006 / 2 / 20

في رحلة ِ بحث ٍ .. ليست رقيقة ً .. في أدبنا النسوي .. تطالعنا لغة ُ التذلّل ِ والتوسل ِ والأستماتة ِ في رحاب ِ سيادتهم .. وذوبانهن ّ متوسلات ٍ وخانعات ٍ وضعيفات ٍ حد ّ اللعنة ِ والقرف .



هؤلاء الذين احتقروهن ّ ووضعونهن ّ في مرتبة ٍ أدنى من مرتبة ِ القرود.. تكبر ُ لديهم إيكَو الأنا..لأن البعض من أديباتنا .. يسحلن َ النساء ِ بكتاباتهن ّ سحلا ً.. ويقدّمن صورة ً ضعيفة ً عن النساء العراقيات !



هؤلاء الذين يمارسون سادية الأختلاف بين الجنسين .. يجدون تشجيعا ً أكثر فأكثر .. حين تخاطبهم كاتبة ٌ , أو إحدى المحشورات حشرا ً قسريا ً في عالم الكتابة .. بعبارة ..سيّدي .. مع افتراض مضامين سيادته .



فذلك صدام الذي انتفخت فيه الذكورية .. يوعز ُ لرجال نظامه ِ .. أخوة هدله.. أن يمارسوا الجنس أينما وكيفما شاؤوا .. ومع من شاؤوا .. على أن لايخونوا نظامَه ُ.. وأن لايتدخلوا بسياساتِه ِ!



صار اغتصاب ُ النساء .. والاغتراف من متعة الجنس مع العراقيات .. مكرمة ً مرافقة لنيل درجة رفيق أو أعلى

.. شرطي أمن أو أعلى ..

بواب في مديرية المخابرات أو أعلى

.. حارس سجن .. طبّاخ في أحد ِ بيوت هؤلاء .. أو حتى قواد ٍ يحمل ُ صفة .. مثقف !



أما هن ّ .. فينادينه ويكتبن له .. سيدي!

حتى صارت جريمة كبرى أن لاتخاطب المواطنة العراقية كلّ السفلة بكلمة .. سيدي!

سيدي .. أنت البرَكة !

سيدي أنت الشريف العفيف !

أنت سيف الله وراية المجد !

أنت النخوة والمرجلة!



زادت مراجله ُ .. ومراجل من معه .. حتى انتفخت كل ّ أعضاء جسمه ورغباته السادية .. فحاول اغتصاب الدول الأخرى ونسائهم ورؤوساء حكوماتهم .. ومطرباتهم.. ورياضييهم !



لم يعد اغتصاب امرأة عراقية ليثير دهشته .. أوغريزته .. فهي موجودة ٌ و متوفرة ٌدائما ً على فراش بغيه ..

طائعة أو مجبرة على الطاعة ..

سجينة أو طليقة ..

راضية وسعيدة أو مظلومة ..

هو لايكلّف ُ نفسه ُ مشقّة استرضاءِها أو عناء مساءلة رضاها من عدمه!



كاتباتنا .. ولاأقول جميعهن .. التبست عليهن ذكورة الرجل بذكورة الموقع السياسي لصدام حسين!



استغرقن في أحلام اليقظة التي أوحت لهن ّ أن ّ أية واحدة منهن ّ ستكون المرشحة القادمة لحيازة لقب .. محظية السلطان !



والتبست عليهن مفاهيم الرقّة ِ .. بمفاهيم ِ العبودية!



هل تعلمنا الدرس من صدام حسين؟



واضح ٌ أن ّ الكثير من كاتباتنا لازلن يجسدن َ العبودية في كتاباتهن تحت أردية الرقة ِ والديبلوماسية!



فهذه التي تخاطب الجعفري .. الذي يسعى جاهدا ً للدوس على النساء .. بكلمة سيدي .. وبك ننتخي!



وتلك التي تخاطب الطالباني .. الذي لايدري أن نصف سكان العراق تشكلُه ُ النساء .. بكلمة سيدي !



ونحن ُ نساء ُ العراق مبتليات ٌ .. ليس فقط بالمنافقين والدجالين من رجال العراق .. بل من بعض كاتباتنا اللواتي يعانين من كساد فهمهنّ لفرز مفاهيم الأنوثة من مفاهيم العبودية والتملق.



نهرب ُ من السياسة كعالم ٍ ملئ بالعفونة ِ والرداءة.



نلجأ أحيانا ً الى قراءة قصيدة ٍ كتبتها إمرأة عاشقة الى حبيبها !

هي تعتقد أنها تصور ُ عمق الحب الذي يربطهما .. بقصيدة !

لكن ّ لغة التوسل والنياح واللطم على الخدود وشقّ الجيوب .. تجبر القارئ على غلق كل ّ مايمكن قراءته .. الموقع كلّه .. بل النهوض من أمام الكوميوتر .. هاربا ً من كل ّ هذا القرف الذي يُدعى علاقة عاطفية رغم عدم التجانس في الموقف

الأنساني .. والأستعباد لشخص الأنثى .. وغرائزها .. وقيمتها الأنسانية.



من خلال قصيدتها .. أو سلسلة قصائدها .. تصوّر ُ نفسَها كعاشقة ٍ.. هي الراكعة ُ المصليّة عند قدميه .. كي يحتضنها ويقبّلها !

هي المتوسلة ُ إليه كي يسمح لها أن تدخل َ جنته ُ ..

هي التي ستلعن القمر لأنه يذكرها بجبين حبيبها ..

وهي التي أغرقت وسائدها ووسائد جيرانها بالدموع لأن ّ حبيبها لم يلتفت اليها حين مرّ من أمامها ذلك الصباح.

توسلات لانهاية لها .. تدعى قصيدة !



وأخرى .. تتوسل هي الأخرى .. بأيروتيكية لامبرّر َ لها !

تعال خذني الى سرير عينيك الساحرتين ..

هاك َ أجزاء جسمي ( تعدّد ُ الشاعرة أجزاء جسدها في قصيدتها .. غير آبهة ٍ بقيمة ذلك الجسد معتقدة ً أنه ملك ُ ذلك الرجل وليس ملكها ) .. مزقها .. الثمها .. تصارع معها !



شنووووووو السالفة؟



وأخرى .. تتحدث ببرود ٍ لامتناه ٍ عن ليلة حمراء قضتها مع حبيبها .. لازالت ذكراها تدغذغ مشاعرها ..رغم أن ّ الحبيب طنش ذكرى تلك الليلة.. والذكريات.. وحبيبته السابقة !

صاحبتنا لازالت تتذكر تلك الليلة .. وتعتقد أن لتلك الذكرى صدى ًفي نفسِه ِ يشابه صدى ذكرياتها .. فتتوسل اليه .. وتستحلفه .. بانكسارات قمر تلك الليلة وتماهيات عناقيد الرغبة و.. ملابسات القضية ! .. وتنهدات الضفادع في حديقة .. الجيران!



المصيبة ليست فقط في لهجة التوسل والأستعباد الأنثوي لفحولتهم .. بل في قصيدة الحداثة .. أيضا!



قصيدة الحداثة التي فتحت الباب على مصراعيه لمن لايجيدون – ولايجدن َ – اللغة العربية قواعدا ً ونحوا ً وبحور شعر ٍ .. أن ينحشرون بما ليس لهم فيه!



برؤوس فارغة من التحليل والنقد الأدبيين .. يكتبن!



بخلفيات ٍ لاعلاقة لها بالأدب .. يكتبن الشعر معتقدات ٍ أنّ القراء ليسوا أكثر َ من تلاميذ في المدارس المتوسطة أو الأبتدائية!



أنجاملهن ّ؟ نحن المبتليات

ألانجاملهن ّ؟ نحن المبتليات أيضا



الشعر ليس تصفيط كلمات فقط .. بل هو موقف ومضمونٌ إنساني مضاف الى كل متطلبات الأطار الأدبي من نحو ٍ وتفعيلات أيضا!



وحين تكتب امرأة ٌ .. فهي تفترض ُ أولا ً أنها تحمل ُ رأيا يود الكثيرون الأطلاع عليه وتحليله ونقده ! عليها أن لاتستخدم رأسا ً فارغا .. ودورا مرسوما لها كمتوسلة وضعيفة!

إن ّ قصيدة المرأة .. قد تكون علامة بارزة لمرحلة ما.. ليستخدمها علماء الأجتماع كشاهدة على ذلك العصر! كما يحصل مع قصائد الشاعرة الذكية بلقيس حميد.



ألايمكنكن ّ النهوض بعصر ٍ للأدب النسوي الذي يصور ُالمرأة على حقيقتها .. قوية وشجاعة .. وذات كرامة؟



أرحمننا أيتها المتوسلات !

نحن نتحمل الشتائم في زحمة صراعنا مع الباترياركيات الأجتماعية والسياسية والدينية .. في الوقت الذي تتوسلن أنتن فيه .. وتؤكدن سيادتهم عليكن !



ألم يكفنا ما فعلته شاعرات البلاط الصدامي؟



ألا يكفينا ما نحن فيه؟

لاوطن يؤوينا .. لادستور يحمينا .. لاحكومة وطنية ترحم بنا وبأطفالنا!



وأخيرا ً

كلامي موّجه ٌ خصيصا ً للمتملقات من جواري الملوك والسلاطين ..هؤلاء اللواتي ينطبق عليهن المثل القائل

إن سكت َ .. جدار

وإن نطق َ .. حمار!