نخيل من بلادي / نساء من العراق



لؤي الشقاقي
2017 / 11 / 5

نخيل من بلادي

دائما يكون للمرأة دورها الاهم في بناء المجتمع وتربية افراده واي امة او دولة تبرز تقدمها بأفراد المرأة واعطائها مكانها الذي تستحقه كـ ركن اساسي وركيزة مهمة ,وفي العراق ومنذ الأزل كان للمرأة دور كبير في رفد العراق بالعديد من الاسهامات في مختلف قطاعات المجتمع ,وكان مايميز العراق وجود رموز نسائية في كل المراحل فمن الملكات سميراميس الى زوكوتو وشبعاد وأنغيدوانا وصولاً الى العصر الحديث نزيهه الدليمي وسعاد العمري وشرقية الراوي ورينيه دنكور ولطيفة الدليمي وانعام كجه جي وهدى عماش والكثير مما لاتحصى مناقبهم ولا ننسى طبعاً الام ربة المنزل صانعت التاريخ من قلب منزلها شكلت عصب الحياة والثقافة والسياسة والفن والأدب في العراق.

اليوم يراد الى تشويه دور المرأة مع جملة ما تم تشويهه في العراق بشكل متعمد لدرجة ان صورة المرأة العراقية قد مسخت وباتت صورتها الجميلة الراقية امام كل العالم اثراً بعد عين ,البعض يريد اظهار المرأة والبنت العراقية على انها سلعة تباع وتشترى من خلال استغلالهم في الفضائيات والاذاعات وحتى المقاهي والمواخير"نخاسة العصر الحديث" بأسلوب رخيص حتى صارت المراة العراقية كـحال بعض النساء في بعض الدول سلعة تجذب الاموال فقط وليست كما يراد لها كـأم وزوجة وشريكة في صنع الحياة وبناء المستقبل.

ارض العراق دائماً زاخرة بأجمل النساء وافضلهن واذكاهن ولو نظرت الى شوارعه وبيوته واركانه لوجدته مليء بالمثقفات والمتميزات مثل الكُتبية والناشرة براء البياتي والملهمة وجدان النقيب رحمها الله والمبدعة شمم بيرام والرقيقة فرح ابو التمن والمرهفة شهد الراوي والملكة ماغي رياض والكثيرات من المهندسات الطبيبات والمعلمات والموظفات ممن يعملن في صمت وبدون ان تسلط عليهن الاضواء ولكنهن يصنعن الحياة ويبنين المستقبل.

موظفة في احدى دوائر بغداد كانت لدي مراجعة معها وكان في ملفي خطأ كلفني الملايين ظلماً فذهب البنت لتفعل المستحيل لتصحيح الخطأ مع انه لم يكن عملها او خطئها وذهبت لساعات باحثه عن تعديل الخطأ بين الملفات والسجلات القديمة حتى تعيد لي حقي ,اتت وملابسها يملئها التراب ويعتريها الفرح لانها انجزت شيء واعادت حق فاستحقت من الجميع كل الشكر والثناء.

براء البياتي الصديقة الجميلة روحاً واحساساً التي أثرت العمل بشكل مجاني في المتنبي بائعة للكتب تحقيقاً لحلم خامرها ان تكون امتداد لـ شرقية الراوي اول كتبية في العراق حتى صارت قدوة للجميع وبعد سنوات اصبح لديها مكتبة ودار نشر وصار المتنبي يمتلئ مرة اخرى بالفتيات بفضلها وصارت مكتبتها قبلة لكل من يروم الحج للمتنبي باحثاً عن الثقافة وهي تستعد لنشر روايتها الاولى.

شمم بيرام الكاتبة جميلة الحرف والوصف حتى يخيل للقارئ انها تتحدث بلسانه وتصف حاله ,تركت العراق لتصبح من اعضاء المجتمع الثقافي الاماراتي ولتحضر وتعد ندوات وتشارك في مهرجانات عديدة وهي تستعد الان لنشرعمل يعنى بالطفل ستشارك فيه بمعرض الشارقة للكتاب.

سمر جمعة الفنانة الرقيقة الاحساس والمجاهدة صاحبة الريشة الساحرة مبتكرة طريقة الرسم X-style , فتاة شقت طريق النجاح بسكين الصبر والتحمل وحفرت اسمها بجمال ريشتها في عالم الالوان وبابتكارها لطرق جديدة بالرسم , جمال لوحاتها لايعكس صعوبة حياتها فهي مليئة بالحزن لفقد الوالد ولصعوبة الحياة ومليئة بالامل والاشراق بان الغد افضل لها اعمال عديدة وتعرض لوحاتها في معارض كثيرة ولها ايضاً معارضها الخاصة

ماغي رياض او ماگي خاتون الصديقة الجميلة الرقيقة الراقية شابة عراقية طموحة مشاركة في برنامج الملكة لرفع اسم العراق والمرأة عالياً في سماء العرب والعالم تسعى للعمل على المبادرات الانسانية واخيرها وليس اخرها هو انشاء مجلة الخاتون التي تعنى بكل مايهم المرأة وهي خطوة ومبادرة مهمة ليكون للمرأة صوت ورأي من خلال ارسال مشاركاتهم لغرض نشرها في المجلة وتوزيعهم لها وقد اثرت ان تتحمل تكاليف طبعها وان تهب ريعها لهم "اي البنت تكتب وتوزع" ,حيث سيأخذ الموزعين واكثرهم من الفتيات نسخ المجلة مجانناً ليبيعوها ويستفيدوا بثمنها كمصدر دخل اضافي ,فكل الشكر لكِ نيابة عن العراق وفتياته وفتيانه.
دائماً كانت ارض العراق غزيرة بالعطاء الانساني لكل العالم فنساء العراق اليوم يشار لهن بالبنان ويتقدى بهم ويحتفى بهم في كل محفل

انهم نخيل بلادي