الزواج المبكر لعنة الاديان



اياد حسن دايش
2017 / 11 / 18


يتحدث الفريد ادلر عالم النفس النمساوي عن عادة كانت شائعة في بعض القرى الالمانية يجد فيها رمز حسنا للحياة الزوجية .حيث ان الخطيبين حين يقرران الزواج يعمدان قبل العرس الى نشر جذع شجرة ، ويتم اعطاءهم منشار لا يقطع إلا في حالة توازن كفتي المنشار ولا يمكن ان ينشر الا اذا توافر التعاون بينهما، اما اذا تعاندا فلن ينشر الجذع ولن يحدث الزواج .يعلل الفريد على اهمية التفاهم والانسجام بين الطرفين قبل الزواج والاهم التكافىء النفسي والفكري والاجتماعي للزوجين . يعتبر الزواج من اكثر العلاقات الاجتماعية قدسية اذ حثت عليه الاديان السماوية كذلك ذكر القران الكريم ايات عديدة تحث على الزواج منها قال تعالي { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } سورة الروم 21 .كذلك سيرة النبي وال البيت عليهم السلام التي اعطت للزواج اهمية كبيرة والحث علية ،حيث قال رسول الله صلى الله علية واله وسلم (من تزوج أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي). قضية الزواج تعتبر من اهم العقود الاجتماعية والنفسية بين الطرفين والتي يجب ان يكون هنالك تكافى وتفاهم ونضج للطرفين قبل الزواج وبعده . ان ما يجري الان بالعراق من حالات الزواج المبكر او خارج اطار القانون والتي بدورها تثير حالات الرعب نتيجة حجم الطلاق الحاصل في المحاكم العراقية .حيث ان اي زيارة الى اي المحاكم العراقية نجد الارقام الهائلة لحالات الطلاق التي تحدث يوميا ،وتعتبر هذا الظاهرة منتشرة باغلب المحافظات في مقدمتها بغداد .حيث تتم عملية التزويج لفتاة صغيرة بموافقة والدهاحسب قانون الاحوال المدنية الذي يعتبر وصي عليها وهي لا تتجاوز 15 عام، اغلب اسباب الزواج للاسف بسبب الدافع المادي او الوضع الاقتصادي المتردي للعائله او الثقافة الاجتماعية التي تحث على تزويج البنت وهي صغيرة ، كذلك حجم العوائل الكبيرة مما يضطر الاب الى تزويجها، الكارثة تحدث حين تضع طفلها الاول او في مرحلة الحمل تتم عملية الطلاق ، حيث نجد الان الكثير من صغيرات السن وهن مطلقات .حيث لا تستطيع ان تتحمل مصاريفها المادية وعدم وجود فرص عمل لها كذلك قيام الاهل بالتذمر منها .مما يضطرها الى امتهان الرذيلة ،هذا اضافة الى حجم الارامل نتيجة التفجيرات اليومية التي تحدث بالعراق .ان اكبر الكوارث التي نمر بها اليوم هي المشاكل الاجتماعية التي تحصل نتيجة تردي الوضع الامني والسياسي والاسؤء التدهور القانوني وعدم وجود فقرات دستورية واضحة وفاعلة تضمن حق النساء وخاصة في مجتمعات ذكورية. حيث نسمع بين فترة واخرى حالات انتحار لنساء متزوجات نتيجة سؤء المعاملة من قبل الزوج ،ايضا عدم سماع الاهل لشكوى وتذمر البنت من زوجها ووحشية تجاهها .ان حجم التدهور السياسي يغطي على حجم المشكلات الاخرى في العراق.وما ظاهرة البغاء وخاصة لصغيرات العمر هي ثمار التدهور الاخلاقي والاجتماعي الذي نعيشة وحالات الطلاق الكثيره. ان اكثر السلطات تاثيرا وظلما لحقوق النساء بعد الدولة هي سلطة وسطوة رجال الدين في الوسط الاجتماعي ونظرتهم الدونية للنساء كذلك سطوة الفكر العشائري المتخلف الذي يجيز قتل النساء بحجة (غسل العار) الجريمة الاكثر سؤء وظلما للنساء وامتهان لكرامتها في مجتمعاتنا .ان الموقف الاخلاقي والانساني يحتم ان توضع هذا الماساة في اولويات مجلس النواب المسؤول عن التشريعات الخاصة بهذا الشان . اهمها انصاف النساء بسن قانون تجريم ووضع اقسى عقوبة على جريمة (غسل العار ) ثم سن قانون يمنع زواج البنت دون سن 18عشر .تجريم الزواج خارج المحاكم القانونية الذي يسمى بالعراقي (ملجة الشيخ).. من اجل المحافظة على حقوق النساء، كذلك سن قوانين تفرض على الاب عدم منع البنت من اكمال دراستها او اجبارها على الزواج المبكر . سن قوانين الزامية التعليم للاطفال ومنع تسربهم من المدارس .ان ما يجري الان من محاولة سن قانون الاحوال الشخصية التشرعيات الخاصة بالزواج القاصرات والذي لا يوجد دليل قرأني أو تشريعي يثبته كذلك تنافيه مع كل القيم الاخلاقية والانسانية والذي هو قتل بأسم القانون وامتهان لروح النساء في المجتمع، الوقوف بوجهه هكذا قوانين هو واجب اخلاقي وانساني يتحملة كل انسان للوقوف بحزم ضد اي قوانين اوتشريعات جاهلية متخلفة تهدف الى تدمير البنية الاجتماعية والاخلاقية للبلد .

ومضة :
ألمرأة هي روح الحياة ، وبدونها يموت كل شيئ .
عادل سالم "