عوائل الدواعش, ورقتنا الرابحة لتحرير مواطناتنا الأيزيديات !



احسان جواد كاظم
2017 / 11 / 23

عبء وجود عوائل الدواعش التي احتجزتهم القوات الامنية بعد تحرير البلاد من الدواعش وسحق دولتهم, يبدو واقعاً. فمن جانب ان القانون يمنع محاسبة عائلة المجرم بجريرة افعال احد اعضائها بأي حال من الاحوال, رغم ما لما ارتكبته الدولة الاسلامية داعش وارهابيها من فضائع من وقع في ذاكرة وقلوب العراقيين, وتفكير الاغلب من الناس بأنه لولا عائلته لما اصبح مجرماً بهذه البشاعة والسادية, اواننا لا يمكن ان نتعامل مع الدواعش القتلة مطلقاً. لكننا امام حالة انسانية اسمى الا وهي انقاذ بناتنا واخواتنا الايزيديات مع الاطفال المختطفين من براثنهم.
كما ان الاشكال الآخر في وجود هذه العوائل, هو استحالة امكانية ارجاعها الى اماكن سكناها السابقة حتى لو اثبت قضائياً عدم مشاركتها او مسؤوليتها عما فعله احد افرادها, وذلك بسبب الطبيعة العشائرية لمنطقة الموصل وهيت والرمادي وسهل نينوى... التي تضعها تحت طائلة الثأر العشائري السائد في المنطقة وهو ما قد يؤلب منظمات حقوقية عالمية على الدولة العراقية.
لذا فأن اعتقادي المتواضع, بأن اسلم الحلول في التخلص من هذا العبء هو مبادلة هذه العوائل بمواطناتنا الايزيديات والاطفال المختطفين لدى داعش, الذين ما من احد يستطيع ان يحررهم بسبب عدم توفر معلومات عن اماكن انتشارهم ولا يعرف تجمع لهم لكي يجري انقاذهم, مثلاً, بعملية كوماندوس.
لذا فأن الحل الامثل لاستعادتهن مع الاطفال هو بمبادلتهم بعوائل الدواعش التي بحوزة قواتنا الامنية.
يمكننا لتحقيق هذا الهدف, اعتماد ذات الآلية التي جرى اعتمادها في سوريا - وهي بتكليف المنظمات الدولية مثل الصليب الاحمر اوالهلال الاحمرالدوليين لأجراء اتفاق التبادل كما حصل في سوريا بنقل الارهابيين وعوائلهم الى مناطق اخرى مقابل كسر الحصار على منطقة ما وانقاذ مواطنيها السوريين واعادتهم الى كنف الدولة.
لا ازعم بأن هذه المحاولة قد تؤتي أُكلها كاملة, لكن ذلك قد يجعل بعض الارهابيين يضغط على قادته ( لأنقاذ ) عائلته وعوائل ( الشهداء والمجاهدين الآخرين ) من الاعتقال ونكون بذلك قد ضربنا اكثر من عصفورين بحجر, انقذنا بناتنا واخواتنا المختطفات مع الاطفال من قبضة الدواعش وتخلصنا من عبء عوائل الارهابيين, والتزمنا بالقانون ولم ندخل في نزاع مع المنظمات الحقوقية الدولية, وربما زرعنا, على اقل تقدير, بذرة للنزاع فيما بينهم, اذا لم يتفاعلوا مع المبادرة.
بالنهاية فما يعنينا هو ارجاع نسائنا واطفالنا الى ذويهم, ولن نكون مسؤولين عما سيحدث لعوائل داعش لاحقاً بعد ان حققنا لهم جمع الشمل.