يقدّسن الزّوج الخائن



نادية خلوف
2017 / 11 / 25

قالت امرأة في التسعين من عمرها لحفيدتها في ليلة عرسها: لا تتابعي كذب زوجك، فتتعبين. تبحثين عن الزّواج والأطفال لا بأس. لا تنتظريه حتى يأتي كي تأكلي، فقد يأتي متخماً، ويتحجّج أنّك لا تجيدين الطبخ. لا تسهري مع زوجك إن كان يشرب الكحول، ولا تنامي معه في تلك اللية.
رفعت العروس الإكليل عن وجهها، وقالت: لماذا يا جدتي؟ أنت تزوجت، وأنجبت عشرة أطفال، ودائماً تتحدثين عن جدي بالخير. لماذا تطلبين أن أكره حبيبي.
-معاذ الله يا ابنتي. أحبيه كثيراً، وأبعديه عن خصوصيتك. آسفة لم أقصد أن أعكر عليك صفوك. أتمنى لك السعادة.
لا تعرف حفيدتي شيئاً عن الرّجال، هي مغفلة كجدّتها. أترحم على الحاج زوجي أمام الناس نوع من حفظ ماء الوجه، وبينما أقول رحم الله الحاج. أقصد في قلبي" العرصة"
كان المرحوم الحاج لديه المال، أنا زوجته الثالثة. كنت في السابعة عشر عندما تزوجته، وهو في الستين. أهلي قالوا لي أنه غنيّ وسوف ترثينه، وصدقت. في اليوم الأول من زواجنا شعرت بعدم مقدرته الجنسية، لكنّني دخلت في جوّ الضرائر، وهو جو ممتع، فكنا نتشاجر طوال النهار، لكن الحمد لله كنت أستطيع أن أنجب الأطفال. كان على أيامنا أشياء تشبه الفياغرا اليوم. كان الحاج يأخذ حقنة بين الفترة، والأخرى، وعاشرني عشر مرات أنجبت فيها عشرة أطفال. الذكور نسخة عن الأب، والإناث نسخة عني، ومنهم حفيدتي.
بعد شهر من زواجها. عادت حفيدتي من بيت الزّوجية. لم تقل انها " حردانة" قالت لي: أفتقدك يا جدتي. قولي لي هل أنت أفضل من جدي أم جدي أفضل منك؟
-سؤال صعب يا عزيزتي، ففي الكرخانة التي يملكها جدّك كانت تحتاج إلى إدارة رجل قوي، وهو لم يكن رجلاً.
-ماذا؟ هل كان امرأة؟
-قصدت انه عاجز جنسياً يشمّ زوجاته لشهر ثم يأخذ حقنة فتكون ليلته الحمراء، وهؤلاء الأولاد الذين أنجبتهم ليسوا أولاده هم أولاد الحقن، ولا أعرف ماذا كان في الحقنة.
-لا أرغب بالعودة إلى زوجي يا جدتي.
-لماذا يا حبيبتي؟
عليك ان لا تتركيه، فكلهم في النهاية رجال، وكلنا نساء. هل تعرفين كيف تميزي بين نحلة وأخرى أو دبور وآخر؟
-لا. هو من خدعني. لقد كتب رسالة لنفسه ووضع ختم شركة كبيرة على الرسالة، وكان مدعواً لمقابلة لوظيفة كبيرة وفق الرسالة، وكنت حريصة أن أفتح الرسالة. قرأتها وألصقتها وأعدتها إل صندوق البريد، وعندما أتى وقت الظهر جلب لي باقة ورد، قال: أتفاءل بك. كاد قلبي يطير من الفرح، وعندما فتح الرسالة. قال لي: ألم أقل لك انني أتفاءل بك؟ أكبر شركة توزيع أدوية أرسلت خلفي لمقابلة في دمشق. قلت له يا رب نستطيع العيش في دمشق، أمنياتي لك بالتّوفيق. ابتسم ابتسامة اعتقدت أنها تعبّر عن الحب، واكتشفت فيما بعد أنها ابتسامة استصغار لي. وعندما أخبرتني إحداهن بأن زوجها رآنا في الفندق معاً فوجئت، وابتسمت لها. عدت إلى المنزل أبحث عني هل ذهبت معه أم لا، واكتشفت ان دفتر العائلة غير موجود. ثم عرفت القصة كاملة. استعمل دفتر العائلة واسمي لينام معها تلك التي يسميها أخته بالرضاعة، وتزورنا بحريّة. وعندما واجهته بالحقيقة قال لي: كاذبة، وملعونة. يحرضونك عليّ، وتستجيبين لهم. اذهبي من وجهي فرائحة فمك ملأت المكان، فأتيت ولن أعود.
-ليس لي رأي يا جدتي. الرأي رأي والديك، لكنّني أظن أنك ستعودين له بإرادتك.
بعد أسبوع
-جدتي. سوف أعود إلى بيتي. لقد خابرني وقال لي أنه يشتاق لي. هو طيب القلب ويحبني، وأنا أحبه يا جدتي.
-أحبيه يا جدتي قدر ما تستطيعين فالمرة الأولى في التنازل هي المرة الأخيرة. أتمنى أن تكون حياتك أفضل من حياتنا. حفيدتي أكثر غفلة منّي. تعرفه جيداً، لكنها مستعدة للتنازل، ثمّ التنازل، ثمّ التنازل، وعندما تتنازل تتهم نفسها بالحب. أجيالنا لم تكن مغفلة إلى هذا الحد. كنت أتعامل مع الحاج كزوجة مخلصة كي أسرق منه، وأربي أولادي. . .
. . .
ملاحظة:
هذه الحكايات حقيقيّة وأنا حريصة على عدم ذكر الأسماء من أجل عدم الإساءة، قد تكون أكثر من حكاية دمجتها في أخرى، وحبكت الموضوع، لكن الحوار جرى حرفياً.