كتب اثرت فى حياتى الحرافيش محفوظ



مارينا سوريال
2017 / 12 / 5

“لو أنّ شيئاً يدوم على حال فلم تتعاقب الفصول؟”
محفوظ له عالمه الخاص انه مصرى ولكن له سحره ..سحره جعل منه صاحب نوبل قيل عن لسانه ان ادريس صاحب موهبه طاغية والحكيم رشح لها
محفوظ اجتهاد كل يوم لايتوقف..من نمط الكتاب الذى استطاع ان يجعل من حياته ادار ونظام برغم ان هناك من انتقده لذلك
بدعوى ان الابداع فوضوى لكنه ال ان الابداع يخرج بجدول منظم اصبح يعرف توقيتاته حين ياتينى
الحرافيش ثانى رواية وقعت عليها يدى فى مراهقتى واحتفظت بها الى الان فى رحلة تنقلاتى من مكان لاخر
جعل ت من الصعب عليه الاحتفاظ بكل شىء ..سبقته رواية خان الخليلى ولكن الحرافيش والثلاثية وابناء لجبلاوى
حالات خاصة من وجه نظرى ربما لانه وضع قالب الفكرة الوجود مخاوفنا كبشر وتساؤلاتنا القلقة حول كل شىء لما نحن هنا
“عاشر الزمان وجها لوجه بلا شريك. بلا ملهاة ولا مخدر. واجهه في جموده وتوقفه وثقله. إنه شيء عنيد ثابت كثيف وهو الذي يتحرك في ثناياه كما يتحرك النائم في كابوس. إنه جدار غليظ مرهق متجهم. غير محتمل إذا انفرد بمعزل عن الناس والعمل. كأننا لا نعمل ولا نصادق ولا نحب ولا نلهو إلا فرارا من الزمن. الشكوى من قصره ومروره أرحم من الشكوى من توقفه.”
“الناس تراقب وتتذكر، تحصي اللفتات والنوايا، تؤول الأوهام بأوهام، تتعجل تحقيق الظنون، تتستر بالتقوى والبراءة.”
“وكلما ضاق صدره مضى إلى ساحة التكية ، يؤاخي الظلام ، ويذوب في الأناشيد. وتساءل مرة في حيرة:
ترى أيدعون لنا أم يصبون علينا اللعنات؟
وتساءل مرة أخرى في أسى:
وتنهد طويلا ثم استطرد:
إنهم يغلقون الأبواب لأننا غير أهل لأن تفتح في وجوهنا الأبواب!”

“شعر بأن كائنًا خرافيًا حل بجسده. إنه يملك حواس جديدة ويرى عالمًا غريبًا. عقله يفكر بقوانين غير مألوفة وها هي الحقيقة ذي تكشف عن وجهها. إنه ذكرى لا حقيقة. موجود وغير موجود. ساكن بعيد منفصل عنه ببعد لا يمكن أن يقطع. غريب كل الغرابة، ينكر ببرود أي معرفة له. متعال متعلق بالغيب. غائص في المجهول. مستحيل غامض مندفع في السفر. خائن، ساخر، قاس، معذب، محير، مخيف، لا نهائي، وحيد. أغلق باب الأبدية. تهدمت الأركان تماما. لسان يلعب له هازئا. ثمة عدو يتحرك وسوف ينازله. لن يتأوه. لن يذرف دمعة واحدة. لن يقل شيئا. السماء تشتعل بالنيران. كبركة الدم الأحمر. رأى وعده المجهول بإدراك كل شيء. وسمع صوت يقول "وحد الله" رباه أيوجد معه آخرون؟ أيوجد آخرون في الدنيا؟ من قال إذن أن الدنيا خالية؟ خالية من الحركة واللون و الصوت. خالية من الحقيقة. خالية من الحزن و الأسى والندم. إنه في الواقع متحرر. لا حب و لا حزن. ذهب العذاب إلى الأبد. حل السلام. ثمة صداقة مطروحة على القوى العاتية. هنيئًا لمن يروم أن تكون النجوم خلانه، والسحب أقرانه، والهواء نديمه، والليل رفيقه.”
كان الخير متمثل فى عاشور الناجى ومن بعده شمس الدين رغم سقطاتهم لكن الوجوه الباقية كانت تميل الى الرمادية فلم يعد هناك سوى السير فى قلق والتحقق من ان لعنة الخطيئة هى فى كل مكان
“وعقب منتصف الليل ذهب إلى ساحة التكية لينفرد بنفسه في ضوء النجوم ورحاب الأناشيد. تربع فوق الأرض مستنيما إلى الرضى ولطافة الجو. لحظة من لحظات الحياة النادرة التي تسفر فيها عن نور صاف. لا شكوى من عضو أو خاطرة أو زمان أو مكان. كأن الأناشيد الغامضة تفصح عن أسرارها بألف لسان. وكأنما أدرك لم ترنموا طويلا بالأعجمية وأغلقوا الأبواب.”