كتب اثرت فى حياتى هيا نشترى شاعرا افونسو كروش



مارينا سوريال
2017 / 12 / 7

لم يعد هناك قيمة للكاتب او الشاعر او الفنان ..اصبحوا امورا ثانوية جوار الامور المادية التى تحولت لاساس راسخ
فى تلك الرواية يتحدث الكاتب شكل ساخر لما اصبح عليه حال الفن فى عالم يتقدم نحو المادية فحسب بشكل اكثر شراسة فى قرون مقبلة
ستحملنا ربما بالاطباق الطائرة التى سخرنا منها بالامس فهل سيكون هناك فن فى ذلك عالم الجديد
الشعراء لايوسخون كثيرا مثل الرسامين والكتاب هكذا ترد على لسان بطلة العمل التى تريد شراء شاعرا لها بالمنزل
كروش (1971)، صاحب روايات تحمل دائماً عناوين وقصصاً إشكالية وغريبة، صدرت أولاها في العام 2008 ولها عنوانان أحدهما "مغامرات كونرادو فورتيس ولولا بينتيس" والثاني "لحم الرب". أما روايته الثانية والتي صدرت بعد عام واحد من الأولى فهي "موسوعة قصة العالم"، وهذه حققت ضجة كبيرة ولقيت مراجعات نقدية هامة ثم نال عنها جائزة "كاميو كاستيلو برانكو"، وفي 2011 كتب رواية بعنوان "الكتب التي افترست أبي" ثم "التناقض الإنساني"، و"المسيح يشرب البيرا" والتي اعتبرت أهم رواية برتغالية صدرت خلال نصف قرن، وفقاً لآراء نقاد برتغاليين، أما الصحف الأوروبية فقد اعتبرت أن اسم كروش سيكون من بين أهم 40 روائياً عالمياً في السنين المقبلة.
نرى البطلة التى طالبت بشراء الشاعر فى المنزل كنوع من التحف الكمالية فيه قد بدأت تتوتر من وجوده ذلك الذى يخربش على الجدران
يتحدث عن الكلمات الكلمات انها فى كل مكان..الكاتب فى تلك الرواية الصغيرة ينقل مخاوفنا من عالم الغد المادى المعتمد على الريبوتات اكثر من البشر
ربما كبسولة زمنية تنقلا من مكان لاخر ولكن اين المشاعر والفن فى هذا كله هل ستختفى
هل ستنتهى اسطورة شكسبير وتولستوى ومستوفسكى هل سيموت الحاليين من كتاب اثروا فى حياتى وهم احياء على قيد الحياة
هل اذا قدر لى الكتابة ستمحو الماده كلماتى هل سينتصر المال ام الفن؟
لا يكتفي أفونسو كروش بالرواية كإجابة على هذه الأسئلة بل يردف الرواية بمقالة صغيرة يناقش فيها كل هذه الأسئلة، مستعرضاً أرقاماً من الواقع الثقافي البرتغالي وما تم صرفه حكومياً على الثقافة والفن في البرتغال وكم كانت العائدات، بالطبع لا يمكن النظر إلى الثقافة والفن بهذه الطريقة الحسابية، ولكن كروش أراد الإشارة إلى أن الثقافة والفن تحقق الربح أيضاً إلى جانب ما تحققه للإنسان من شعور بالسعادة والرضا والامتلاء الداخلي وهذه أشياء لا يمكن قياسها كمياً ولكن لا يمكن الاستغناء عنها.
في ٧٥ صفحة من القطع المتوسط، تقع هذه الرواية القصيرة الساخرة، التي كتبها الروائي البرتغالي “أفونسو كروش”، ونشرتها دار مسكيلياني بترجمة عبدالجليل العربي. يمتلئ نص الرواية بالتهكم على المجتمعات المعاصرة التي استبدت بها المعايير المادية، فصار كل شيء وكل شخص يقاس بمقدار نفعه المادي وحسب.. في تجاهل تام لميل الإنسان الطبيعي إلى تذوق الجمال وتوقه إلى العيش في حالة من التراحم والعفوية. تصور الرواية بسخرية مضحكةٍ حالة مجتمع يقوم أفراده بحساب كل شيء، تناول الطعام فيه يجري بناءً على الحساب الدقيق لاحتياجات الجسم، وحتى الخطوات محسوبة ومعدودة، وكل شيء في عالم الرواية خاضع للتسليع والتنميط. “أكلت ثلاثين غراماً من السبانخ هذا اليوم. سعر الكيلو باثنين من اليوروهات وثلاثين سنتاً، وحسابياً نحتاج يومياً إلى ثلاثين سنتاً لكي نحصل على الفيتامين “ك” حسبما تذكر إحدى الدراسات. استهلك أبي عشرين غراما من القوة عند باب المطبخ.. قال بصوت عالٍ: نمو وازدهار. فأجبته بالأسلوب نفسه”. كان هذا مطلع الرواية. ينبني جسد الرواية على فكرة طريفة، حيث تطلب فتاةٌ من والدها أن يشتري لها شاعراً من السوق، كما يشتري الناسُ لأنفسهم قططاً وكلاباً وببغاوات ونحاتين ورسامين!. وتصف الروايةُ أحداث الشراء، وبعض يوميات الشاعر في المنزل، طارحة في أثناء الحكايةِ قضيةً فلسفية، هي: ما هي مكانة الشعر وما أهميته بالنسبة للإنسان؟ وهل سينتهي زمنه ذات يومٍ أم لا”.