كتب اثرت فى حياتى نادين جورديمر



مارينا سوريال
2017 / 12 / 14

يسوع صغير في رداء أبيض قذر ومعه حلقة من الأتباع ذوي العرف المجعد. فتيات بشراريب الهنود الحمر يستندن على صبيان بسترات صائدي الفراء. غجر متسولون شرقيون. قطاع طرق وسيمون ذوو شوارب، وكلهم يهجمون عليها. مالذي كان يعرفه هذا المهرجان البارد عن حقيقة الشمس الحارقة في سيارة محروقة؟
لحظة انزياح مفاجيء راودتها مثل السطوع الداكن المدوخ الذي يلي ضربة عاصفة. كان هذا هو المكان الذي انحدر منه براي. ثمة وجوه بإمكانها أن تقتفي أثره فيها. كان من الممكن ذات مرة أن يكون، أو لعله أصبح، أياً من هؤلاء الذين يعيشون بشكل مختلف للغاية عن الطريقة التي عاش بها. كان الأمر كما لو أنها اقتحمت ماضياً تركه منذ زمن طويل أو مستقبلاً لن يسكنه أبداً.
لم يكن التفسير الذي قدمه الناس في العاصمه يساوي شيئاًلها. لا معنى له مقابل حقيقة موته كما سمعتها وشاهدتها وشعرت بها عندما انتزعت الزجاج من خده. أياً من كانوا، فقد قتلوه مثل صوص، ثعبان مدهوس على الطريق، بقة مهروسة على جدار، وما فعلوه كان رعباً خالصاً: جنون الانتظار في الخندق، التراب تحت أظافر يديها، لكنها كانت واثقة من أنه كان يعرف من هم. كان سيعرف لماذا حدث ذلك له.
وهي تتمشى حول البرك المرتعشة، نزولاً إلى جادات أوراق الشجر المخضلو كما الجرائد العتيقة، رأت عقُيدات براعم السنة القادمة على الأغصان الجرداء، جساءة الأرض المتجددة بلا نهاية؛ هل هي، أيضاً، سوف تنشد مرة أخرى ذاك البزوغ لجسد مقابل الجسد الآخر إلى أن يتمزق كما تمزق حصاة صغيرة في النهاية سطح بركة راكدة؟
ضيف شرف
ولدت نادين غورديمير في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1923 في ضواحي جوهانسبورغ من أب ليتوياني يهودي وأم إنجليزية مسيحية. تربت في بيئة بورجوازية بيضاء بمرجعية كاثوليكية. وبسبب معاناتها من مرض القلب في طفولتها ومراهقتها كانت تقضي جل وقتها في المطالعة والقراءة وهي طريحة الفراش.

نادين غورديمر، التي ولدت عام 1923 وتوفيت اليوم 14/7/2014 هي كاتبة جنوب إفريقية، حائزة على جائزة نوبل للآداب عام 1991. حاربت غورديمر في كتاباتها العنصرية ونظام الأبرتهايد في جنوب إفريقيا، ومنع إصدار كتابيها “أهل تموز July’s People” و “إبنة بيرغر Burger’s Daughter”من قبل النظام العنصري. صدرت روايتها الأولى “الأيام الكاذبة The Lying Days” عام 1953، وفيها كانت أفكار الكاتبة الصغيرة تنمو ضد القهر والعنصرية في بلدها.

في روايتها “مناسَبَة للحب Occasion for Loving” الصادرة عام 1963 تناقش غورديمر الحب في سياق العنصرية الطاغي في جنوب إفريقيا، فتسرد قصة آن ديفز الفتاة البيضاء المتزوجة حديثا من رجل أبيض، لكنها تحب فنانا بوهيميا من سكان جوهانسبرغ السود، ذلك الحب الممنوع أساسا من قبل حكومة جنوب إفريقيا العنصرية.

في روايتها “بلد آخر The Pickup” الصادرة عام 2001 (العنوان عن الطبعة العربية) تناقش غورديمر حياة المهاجر العربي عبدو وجولي حبيبته البيضاء. عبدو يسعى إلى الحصول على فيزا للإقامة في جنوب إفريقيا، لكن طلبه للحصول عليها يرفض، فيضطر عبدو أن يأخذ جولي إلى بلاده، حيث تواجه ثقافة أخرى وقيم أخلاقية أخرى.



من مقولات نادين غورديمر:



الفن رائع، لا عقلاني، بلا هدف محدد، لكنه ضروري. بلا هدف لكنه ضروري. من الصعب على إنسان متزمت أن يفهم ذلك



تعلمت من قصص همنغواي أن أستمع الى ما لم تقله شخصيات قصصي



الحقيقة ليست دائما الجمال، إنما الجوع لذلك الجمال