رسائل إلى النساء .. الأولى ..



هيام محمود
2017 / 12 / 14

هذا خطاب "مجنون" أُواصل فيه "مزاعمي" و "ادّعاءاتي" الكثيرة ؛ هو رسالة حبّ إلى كل إمرأة ستقرؤه , رسالة أقول لها فيها وبـ "طريقتي" : اِسمحي لي أن أحبّكَ كما أريدُ لا كما تُريدينَ , سأكونُ "دكتاتوريّة" لأنّي سأرفضُ كلّ الطّرق التي تُحبّين بها وستعلمينَ أنّي على حقّ عندما ستستيقظينَ من كلّ أوهامكِ .

ولأُخيفَكِ أكثر من حبّي سأقول لكِ أنّ من أحلامي المجنونة أنْ أجمعَ كلّ نساء الأرضِ في كوكبٍ آخر وأعيش معهنّ ( وحدي ) بعيدًا عن كوكب الرّجال هذا وأديانهم وآلهتهم وإيديولوجياتهم : حلم يُراودني كثيرًا وعندمَا يخطر ببالي أضحكُ ثم أحزنُ لأنّ الرّغبة في بعض الأحيان تتجاوز الأحلام لتُصبح "حقيقةً" مجنونة , ليستْ ( لي ) ! .. تمامًا كظنِّكِ أنّ كوكبَ الرجال الذي تعيشينَ عليه اليوم , ( لكِ ) ؟ [ للرجال : رجاء ! لا تركبْ قطار الـ "Sexism" / قُل فيَّ ما شئتَ إلّا أن تتّهمني بـ "العنصريّة" ] .. خدعوكِ فقالوا ! .. لأنّ هذا الكوكب ( لا ) و ( لن ) تتساوي فيه مع الرجال وعذرًا : إما جاهل أو منافق من سيقول لكِ العكس ؛ لن تتساوي لأنّكِ أوّلا لا تستحقّينَ المساواة وثانيًا لأنّه "قدركِ" المحتوم والمشؤوم فالمستحيل بعينه أن يتجاوز مجتمعكِ إرثا ثقيلا توارثته الأجيال منذ قرون .

المساواة والكرامة الحقيقية والكاملة أبدًا لن تُوجدا في مجتمعكِ لكنّكِ تستطيعينَ كـ ( فرد ) أن تعيشيهما في عالمكِ "الضيّق" أو "الشّخصي" مع منْ قرّرتِ الحياة : هذا ليس "تشاؤما" لكنّه "الـ" حقيقة التي يجبُ أن تَعيها جيّدًا كي لا تُخدعي والأهمّ من ذلك كي لا تَخدعي نفسكِ .

أعيدُ التذكيرَ أنّ فكري الذي أنشره في الحوار هدفه بالدرجة الأولى ( الفرد ) وللأسف سأضيف أنه أيضا ،ومن غير إرادتي، مسألة تخصّ الملحدات والملحدين و "زنادقة" المتديّنين الذين يُسمّون أنفسهم "علمانيين" , لأنّه سيكون من العبثِ إنتظار "شيء" من الذين لا يزالون يرون المرأة عورة وفتنة و "شرف" الأمّة و .. و .. إلخ من ترّهات تلك الثقافة البدويّة البالية التي يفتخرنَ / يفتخرون بها إلى اليوم .

أسألكِ وبـ "سخرية" : هل الذي تعيشينه في بُلداننا "حبّ" ؟ أم "وهم" أعظم حتّى من كلّ أوهام الآلهة والأديان ؟ .. رغم كل المزاعم التي تسمعينها في تلك البلدان المتخلّفة والتي لا تصدر من قائليها عن جهل بالطبع بل عن قصد , تَبْقَى الحقيقة أنّ الدّينَ أصلُ الثقافة التي يعيشُ على "بركاتها" الجميع , والدّينُ بداوةٌ مقيتةٌ لا يُمكن لعاقل أن يقول أنّها تحترم المرأة أو تُكرمها , مِنَ الدّينِ نشأتْ هذه الثقافةٌ التي لا يُمكن للمرأة أنْ تَحظى فيها بالمكانة التي "تستحقّ" من جهة الحقوق وأيضا من ناحية الواجبات .

وعلى ذكر "الواجبات" , في بعض الحالات تُمَيَّزُ المرأة "إيجابيًّا" فتكون النتيجة كارثيّة عليهَا , لأنّها قَبلتْ "المودّة" الخطأ في المكان والزمان الخطأ , وهي في الحقيقة ليستْ "مودّة" أو "بادرة طيّبة" بل إذلال وتحقير للمرأة من قبيل "عطف السيّد على العبد" فالسيّد قد رأى أنّ العبدَ قد اضطُهد أكثر من الحدّ فرقّ قلبه ( وهو الذي بلا قلب ) وقرّر أن يمنحه بعض الإمتياز ليُسكته فيضمن ولاءه وتواصل عبوديّته .

ينتج عن تلك المواقف نساء "لئيمات" "إنتهازيات" لا فرق بينهنّ وبين المجتمع المتخلّف الذي هضم حقوقهنّ .. خدعوكِ فقالوا أنَّ ذلك "حبّ" أو "تكريم" .. فالمرأة مثلها مثل الرجل إذا كانتْ "جاهلة" بحقيقةِ وَضْعِها ومُيِّزتْ يكون حالها كأولئك البدو العبريين الذين ميّزهم إلههم المزعوم كما إدّعوا فكانوا أكبر كارثة حلّتْ على البشرية , ومثلهم ستكون هذه المرأة وَبالا وكارثةً على كلّ النساء وعلى كل الرجال وستساهم في تعزيز وُجود تلك الثقافة العُنصرية ضدّ بنات جنسها وبذلك عوض العمل على النهوض بمجتمعها تكون بعلمٍ أو دون أن تعلم قد لعبتْ الدور الأهم في ركوده وتخلّفه .

مثال على ما مرّ : إعفاء المرأة من الخدمة العسكريّة عكس الرّجال , وترحيبها وقبولها إلى درجة أنّ ذلك صار عندها "حقّا" وأمرا "بديهيّا" لا يُناقش .المرأة التي تقبل بالتمييز "الإيجابي" من ثقافة بدوية عنصرية ضدّها لا تستحق المساواة مع الرجل , أذكركِ أني لا أتكلم عن مجتمع بل عنكِ أنتِ فقط , ولكي لا تتفاجئي بالقادم سأبيّنُ لكِ أنّ كلّ عالمكِ الذي تفتخرين به وترينه جميلا ليس إلا إمتهانا لإنسانيتكِ ولكرامتكِ وأهمّ مثال سأتكلّم عنه لن يكون شيئا آخرَ غير ( الحبّ ) بالطبع .

..

يتبع ..

___________________________________________________________________
أكيد سأعود لأكمل موضوعي عن الإيديولوجيا المسيحية والذي بدأته في تأملات 8 , لكن ليس الآن ..