رسائل إلى النساء .. الثانية ..



هيام محمود
2017 / 12 / 15

الثانية ستكون "شرسة" و "غريبة" بعض الشيء ولا أعلم هل سأعتذر عن ذلك أم لا ؟ فهذه أنا وأنا هكذا فهل أعتذر عن أن أكون أنا ؟ لا أعلم .. قد تتساءلينَ : من أعطاني الحقّ ؟ وسأُجيبكِ بكلمةٍ : حُبّي ! وهو سببٌ من الأسباب الرئيسية لتواجدي في الحوار ؛ صحيح أنّ ما أكتبه يدخل فيما يُسمّى "تنويرًا" لكنّي لن أُنكر أنّ ،وقبل هذا "التنوير"، أَصْلَ كل حرف أكتبه هو حبّي لإمرأة ومن خلالها حبّي لكلّ نساء الأرض , سيُسعدني أن تعودِي إلى كتاباتي السّابقة لتعلمي عن أي حبّ أتكلم وإذا لم تفعلي : لا يهمّ ! لأنّي سأحدثكِ قليلا .. عنه .

إذن إيّاكِ أن تظنّي أنّ المسألة مجرّد كتابات كأي كتابات أخرى هدفها النهوض بالوضع المزري للنّساء في بلداننا , فقد قلتُ مرارا وتكرارا أنّ ( أغلب ) ما أكتبه شأن ( أفراد ) حصرا [ وبالمناسبة لو كان هدفي "أعداد" قراء لكنتُ كتبتُ في النقد المباشر للأديان فقط ] : ليس علوما بالتأكيد بل "ثقافة" أزعم أنّها نادرةُ الوُجود حتّى في تلك المجتمعات الغربية التي "نتمنّاها" كنموذج لمجتمعاتنا لكن ليس ( لي ) وليس ( لكِ ) .

إذا لم "يُعجبكِ" كلامي و "استفزّكِ" سأقول لكِ : ليسَ ذلك قصدي لكنّي سأتحدّاكِ وسأتحدّى معكِ كل رواد الموقع من قراء وكتّاب وأدعوهم أن يجدوا "حبّي" للمرأة التي أحبّ : هل تُوجد إمرأة في الموقع منذُ تأسيسه إلى اليوم حدّثتكم عن حبّ شبيه ؟ سأزعم والتحدّي باقٍ ما كتبتُ في الحوار أنكِ وأنكم لن تجدوا إلا الجنس : إمرأة "Straight" أو "Gay" أو "Bi" أو "Asexual" فقط ! غير ذلك لن تجدوا شيئا ! والدعوة للجميع : من يجد فليعلمني , تستطيعون البحث في الأدب والفنون والسينما , اِبحثوا أين تريدون ومن يجد شيئا فليشعرني .

ربما ستسخرين أو ستتعجّبين , وربّما قال معك القارئ ما هذا الهراء ؟ أو غنّى أحدهم "حبّ إيه الي إنتِ جاية تقولي عليه" , وربّما قُوبِل كلامي بأكثر من ذلك من رفضٍ وسخريةٍ , لكنّي سـ "أزعم" ( وما أكثر مزاعمي ! ) أنّ ما أصفُه لكِ "قِمّة الهرم" الذي لن تصله من بقتْ فيها "ذرّة" ثقافة دينية . قلتُ : "ثقافة" , أي نحن هنا تجاوزنا الدّين مئات السنين إلى الأمام والمشكلة الباقية هي "الرواسب" التي من الصعب جدا أن تُتجاوز .

الحبّ الذي أتكلّم عنه يتجاوز أيضا مُعضلة كبيرة جدا عند إدّعاء العلمانية وثقافة قبول الآخر وهي قبول المثليين بـ "الكليّة" : أُذكّر الجميع أنّنا كلّنا ندّعي قبولهم لكن بيننا وبين أنفسنا "نتقزّز" من "فعلهم" عندما يخطر ببالنا , "كنتُ" هكذا وصرتُ اليوم أتعجّبُ من ذلك التفكير البائس الذي حملتُه لمدّة وإن كانتْ قصيرة , أتعجّب تماما كتعجّبي من فكرة الإله ويا للعجب فتفاهة الأخيرة هي التي أَصَّلتْ لبؤس الأولى .

الحبّ الذي أصفه يتجاوز كل المفاهيم الجنسية ويصل إلى مستوى عدم التفريق بين المرأة والرجل ومعاملتهما فقط كـ "إنسان" وإلى تجاوز "أجسادهما" بالكليّة فيُنظر إليهما فقط كـ "وعي" وكـ "شخصيّة" يُمكن أن تُحَبَّ ليس كصديقة أو أخت أو أم أو ... لكن كـ "حبيبة" , والأمر يمكن أن يحدث للجميع : نساء , رجال و ( من بينهما ) .

ثقافة الملكيّة القذرة لا وجود لها لذلك "الغيرة" لا تُطرح أصلا , لذلك أحبّ إمرأة وأستطيع أن أحبّ كل نساء الأرض . أيضا المفاهيم الجنسيّة التي "شوّهتْ" مفهوم الجمال لا وجود لها أصلا لذلك أستطيع أن أحبّ كل النساء مهما كانت أعمارهن وأجسادهن وأعراقهن و .. و ..

لماذا النساء فقط ؟ , بالطبع ليس لأني "أُنكر مثليّتي الجنسية" كما قِيل لي ! , أستطيع أن أحبّ كل رجال الأرض أيضا لكن الأمر أصعب فالثقافة البدوية حاضرة عندهم أكثر وأبدًا لن يصلوا إلى ما أتكلّم عنه وستكون القصّة "صداقة" لا غير , أعرف رجلا تجاوزَ كل قاذورات البداوة لكنّي لا أستطيع أن أحبّه هذا الحبّ الذي أصفه ! فأنا أحبّه الحبّ الذي يعرفه الجميع أي الحبّ الذي يعكس "الهويّة الجنسية" .

سأعود إلى المثليّات اللاتي يحملن نفس الثقافة البدوية الجنسيّة وصعب جدا أن يعرفن حبّا خارج ثقافتهنّ : كم أتمنّى أن تتجاوزنَ هذه الثقافة فأنتنّ الأقرب لفهم ما أتكلّم عنه وربما إكتشفتنّ شيئا فريدا لا تعرفنه .

أرجو أن يفهم قصدي : الحبّ الذي أصفه لا علاقة له بالهويّة الجنسية لا من قريب ولا من بعيد , هويتي الجنسيّة هي التي من خلالها أحبّ رجلا كأي "مُغايرة" ولا "غرابة" في ذلك , لكن الفريد هو حبّ إمرأة ولمَ لا أكثر , المُستحيل هو وجود رجل أو رجال مع المرأة .

أريد أن أوضّح لكِ مرة أخرى أنّ هذا الحبّ الذي أصفه في كتاباتي يستحيل وجوده مع الثقافة البدويّة الجنسية وقد شرحتُ قصدي مرارا في كتابات سابقة : المشكلة ليست في "الجنس" لكن في "حصر الحب في الجنس" وهو زعم باطل تنسفه نسفا جلّ كتابات كاتبة المقال التي لا علاقة لها بالمثليّة الجنسية "المعروفة" لكنها تُحبّ إمرأة ! لذلك , وغيره , أسمَى أمانيَّ ( القطعُ جملة وتفصيلا ) مع الأديان وثقافتها وعندما أتكلّم عن الثقافة الأمر يخصّ بالطبع كل بداوة في الإيديولوجيات الأخرى , وسأقول ما حييتُ أنّ فكرةَ الإله والأديان "شرٌّ مُطلقٌ" لا يصلح للإستعمال البشري , والملحدات / الملحدون اللاتي / الذين يَعشن / يعيشون ببقايا ثقافة الأديان سيخسرن / سيخسرون الكثير في حياتهن / حياتهم .

( ملاحظة جانبيّة : لاحظوا من الذي مَرَّ مدى عنصرية اللغة في التمييز حسب الجنس , لن تخسر اللغة شيئا لو أُلغي هذا التفريق لكنّ مستعمليها سيربحُون الكثير , حاولوا المقارنة مع لغات أخرى ستجدون أيضا بعض التمييز لكن ليس بالفظاعة التي في اللّغة العربية : للعنصرية ضد المرأة في بلداننا "دين إلهي" يرعاها , ولغةٌ يزعمُ المُستلبون أنّهم سيستطيعونَ تطويرها .. يا للبلاهة ! / كلمة "بلاهة" تَعني "ضَعْف الرأي وتَشَتُّت الفِكر" )

سأزعم هنا أن الكثيرات ( والأمر يخصّ الرجال أيضا ) قدْ مَررْنَ يومًا بهذا الحبّ لكنهنّ لم يفهمنه وأغلقنَ البابَ في وجهه لأنهنّ "خفن" أن يكون ذلك الشعور "نزوات مثلية" : هؤلاء خسرنَ الكثير والكثير جدا من أجل ثقافة عنصرية منحطّة أصلها كمشة بدو عبران هَمَج لا تساوي كتاباتهم عند أصحاب العقول الحبر الذي كُتبتْ به .

أترك سؤالا لـ "أبناء وبناتِ العشيرة" والسؤال مِنْ ثقافة أولئك البدو أي مِنَ "المفاهيم البدوية الجنسية" : ألستم تقولون بالنسبيّ ؟ من قالَ أنّكم "مُغايِرون" مئة بالمئة ؟

قلتُ سابقًا في كتاباتي أنّ حبّي هذا لا أراه يهمّ إلا "صِغَارَ السّنّ" وهو قول "منطقيّ" فلن أنتظر مثلا من سِتّينيّة أو سبعينيّة وإن كانت ملحدة أن يعنيها ما أقوله , بالرغم من أنّي أستطيع أن أحبّها ! يا خسارة ! أيضًا أنا لا "أدعو إلى .." لكن "أُعلم بوجود .." .. فمن يدري , ربما زارَكنّ أو زاركم هذا "المجهول" يومًا مَا .

..

نُواصل بعد هذا .. لنتحدّث عن "أنواع" "الحب" عندكِ .. أنتِ .

..

https://www.youtube.com/watch?v=HOCQLW7YU_M

..

كلّ هذا الصمت الذي ..
يُحيط بي ..
كلّ هذا الموت الذي ..
تنقصه نسمة حياة ..
كل هذه القلوب التي ..
تلزمها صعقة كهرباء ..
أنتِ الحياة ..
أنتِ الكهرباء ..

أحبّكِ .

..

قلتُ لـ "أبي" :

إِذا غضبتَ يومًا وقُلتَ في النِّسَاءْ ..
اِستثنها ولا تقتلـني مَرَّتينِ رَجـَاءْ ..

غنّيتُ له ..
رقصتُ ..
صرختُ ..
لكنه ..

لم يهتمّ .