كتب اثرت فى حياتى ارجوك اعتنى بامى كيونغ سوك شين



مارينا سوريال
2017 / 12 / 17

بعد أن اختفت أمنا، أدركت أن هناك تفسيراً لكل شيء. لقد كان في وسعي أن أفعل كل ما أرادتني أن أفعله. إنها أمور غير مهمة، ولكنني الآن لا أدري لماذا تعمدت إزعاجها. لن أسافر بالطائرة إلى أي مكان بعد الآن". هكذا كان لسان حال أحد الأبناء الخمسة الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بعد أن اختفت، الأم فجأة. في تلك اللحظة فقط، أصبحت الأم حاضرة في حياتهم، بعد أن كانت غائبة. وكأنهم يستطيعون مدَّ أيديهم إليها ولمسها.. ولكن هيهات أن يعود الزمن إلى الوراء.. "أرجوك اعتنِ بأمي" رواية تدور أحداثها حول فقدان أم في محطة سول لقطار الأنفاق، بعد أن سبقها زوجها مخلفاً إياها خارج القطار. في ذاك اليوم، ذكرى ميلاد كلّ من الزوجين، تبدلت حال حياة أفراد العائلة، وبدأ الندم يدب في أوصالهم، فبدأت مسيرة البحث عن الأم المفقودة، الأم التي ضحّت بنفسها جسداً وروحاً لإسعاد الآخرين. إن هذه الأم واحدة، لكنها اختفت رويداً.. رويداً بعد أن نسيت فرحة وجودها وطفولتها وشبابها وأحلامها؛ إنها المرأة التي لم يُثر شيء دهشتها طوال حياتها، تلك المرأة التي أمضت حياتها مضحية بكل شيء حتى اليوم الذي اختفت فيه... فهل سيجدها أولادها؟ هل ستعود إلى زوجها؟ أصبحوا الآن يعترفون بأخطائهم حيالها، فهل يا ترى إن عادت، عدّلوا من طريقة تعاملهم معها؟ فأين هي؟؟
هى تجربتى الاولى مع الادب الكورى المعاصر ..انها عن لاروح التى افتقنداها والاشياء التى ننسى انها الاهم من الطموح والركض من خلف حصاد كل شىء
فمصدر السعادة يكون مع اشخاص وليس مع مال او جماد تلك فكرة الرواية الانسانية الاساسية كما اصبحنا جاحدين حتى تركنا امنا تضيع تمضى الكاتبة لتفكر كيف تعيش امها الان وتتذكر كيف اعتنت بهم وهى صغيرة والنهاية المنطقية ان امهم ضاعت بالفعل ولم يتمكنوا من استعادتها
ككل الاشياء الهامة التى لانعرف قيمتها سوى برحيلها عنا فحسب.
إنك تعتبرين أمك ، أما فقط وأنها ولدت لتصبح أما وحسب بدأت تفكرين في أمك كطفلة و فتاة و امرأة شابة و عروس جديدة و أم أنجبتك لتوها. -32
• بينما أنت تشعرين بالصداقة من عيون لم ترَ من قبل , تلك العيون التي بَدَت متقبلة لأي عيب فيكِ .

• لطالما اعتبرتِ أمك هي المطبخ والمطبخ هو أمك , ولم تتسائلي قط إن كانت أمك تحب العمل في المطبخ أم لا !.

إن كلمة ماما مريحة وتنطوي على توسل خفي : من فضلك اعتن بي ، من فضلك توقفي عن الصراخ في وجهي وربتي على رأسي بحنان . من فضلك قفي إلى جانبي سواء أكنت على خطأ أم على صواب .

من الممكن للتعود ان يتحول الى مصدر رعب حقيقي، فقط اعتدت ان تتحدث بأدب إلى الآخرين، ولكن كلماتك كانت تتحول الى خناجر قاتلة موجهة إلى قلب زوجتك. لطالما تصرفت وكأن هناك قانوناً يحظر عليك التحدث بلطف إلى زوجتك. إنك الآن فقط تدرك حقيقة معاملتك القاسية لها، ولكن بعد فوات الأوان.
رواية من تأليف الكورية كيونغ سوك شين .باعت الرواية مليون نسخة في غضون 10 أشهر من إطلاق النسخة الأولى منها عام 2009 في كوريا الجنوبية ، حظيت الرواية باهتمام دولي وفاز الكاتب عام 2011 بجائزة مان الآسيوية الأدبية
تدور أحداث الرواية حول فقدان عائلة كورية والدتهم المسنة بارك سو نيو ، عن زوجها بعد أن سبقها مخلفاً إياها خارجاً تائهة بين حشود محطة مترو سيول لقطار الأنفاق ، لتبدأ الأسرة رحلة بحث عنها في تلك اللحظة فقط أصبحت الأم حاضرة في حياتهم ، بعد أن كانت غائبة , متسألين كيف للمرء أن يفقد إنساناً وكأنه لم يكن؟ هل هذا ممكن! أين ؟ كيف؟ ولماذا؟ ستجد نفسك تجري في سباق مع الصفحات لإيجاد الوالدة المفقودة ، تبحر وتغوص في أعماق نفوس و ذكريات هذه العائلة و كيف وجدوا أنفسهم أمام سؤال كبير , " هل التي ضاعت هي أمنّا التي نعرفها ؟!" رموز و أسرار خفية منذ فترة طويلة وأحزان تبدأ في التجلى ، في نهاية المطاف يضطرون إلى التساؤل : كيف لم يعرفوا في الواقع امرأة عاشوا معها , تلك المرأة التي أمضت حياتها مضحية بكل شيء حتى اليوم الذي اختفت فيه , وذلك الندم الذي يجتاحهم , ويقينهم أن مرحلة فقدان تلك المرأة لم تبدأ ذلك اليوم المشؤوم ولكنها اختفت رويداً رويداً بعدما ضحّت بنفسها جسداً وروحاً ونسيت فرحة وجودها وشبابها وأحلامها من أجلهم .