كتب اثرت فى حياتى ذبابة فى الحساء تشارلز سميك



مارينا سوريال
2018 / 1 / 2

علمتني حياتي أن التخطيط للمستقبل مضيعة للوقت، اعتاد أبي ان يسألني مازحا: "إلي أين ستهاجر المرة القادمة؟". مازلت تجربة القرن العشرين في المنافي مستمرة. من هم مثلنا كانوا حيوانات تجارب، اغرب مافي الامر: أن يقوم واحد من فئران التجارب بكتابة الشعر
انه سؤال اطرحه على نفسى منذ اكثر من عام هل التخطيط مضيعة للوقت ربما معظم الامور هى وليدة صدفة يتم انتهازها جيدا مع هذا شعور بالراحة واخر بالخوف الشديد فقد يحدث كل شىء للصدفة ربما اسوأ الامور
ولا شىء يعود الى الخلف ولكن من شعر فى قراراه قلبه بان الكتابة هى مهنته ولم يشعر بالخوف؟!
هل صحيح ان المرء يتلبسه الحنين للأهوال عندما يتقدم في العمر؟ أنا اشتاق إلي ظهيرة من اغسطس ما بعد الحرب. أنا وأمي وأخي تحت تهديد السلاح نمشي على أقدامنا من سجن إلى آخر, في لحظة نمر ببستان ويسمح لنا الحراس بأن نتوقف ونقطف بعض التفاحات، شئ لا مثيل له في العالم: التهام التفاح ونحن نتحدث مع حراسنا
تشارلز سيميك شاعر أمريكيّ من أصل صربيّ، من مواليد بلجرادأصدر أكثر من سبعين كتاباً بين شعر ونثر وترجمة. اختارته مكتبة الكونجرس أميراً للشعراء في الولايات المتحدة الأمريكيّة كما حصل على العديد من الجوائز منها بوليتزر جريفين وجائزة والاس ستيفنز في يعمل سيميك أستاذاً للأدب بجامعة نيوهامشر.
"إن كونك لا أحد أكثر إثارة من كونك شخصا ما".
قريباً من أنفي وأذني طنين ذبابة خضراء تلك التي يجذبها العفن، دفعتها بعيدا عني دون تحقيق أي تقدم لإخراجها نهائيا، كنت قد فقدت صوابي حين انهيت نصف علبة "بف باف" عليها، الشعور بالنصر كان ناقصا لذلك شرعت سريعا لقراءة هذا الكتاب كي أكمل النصف الآخر من النصر.. ها أنا انتهيت .. تبا لك يا سيميك، ادركت بسببك كم كنت سخيفا وكم اشعر الآن بالعار والرثاء لكل ذباب الأرض !
ظهر مصطلح «ذبابة في الحساء» في اللغة الإنكليزية في أواخر القرن التاسع عشر، وتطور كثيراً حتى فقد معناه وتحول إلى نكتة ذكية تُقال بطرق عدة وفي سياقات مختلفة. والثابت في عبارة «ذبابة في الحساء» أنّها تعني وجود مشكلة كبيرة أو موقف في غاية الصعوبة. لماذا يكتب شاعر سيرته، أو بالأحرى ما يشبه السيرة ويطلق عليها «ذبابة في الحساء»؟ (صدرت عن دار نشر جامعة ميشغان ضمن سلسلة «الشعراء عن الشعر» عام 2003).