تمكين النساء من مفهوم الصحة الإنجابية ضرورة وليس ترفا



رهادة عبدوش
2006 / 3 / 3

- تموت امرأة كل دقيقة جراء أسباب مرتبطة بالحمل.
- - تعاني (8) ملايين امرأة أو أكثر كل سنة من عواقب مضاعفات الحمل تدوم مدى العمر.
- انعدام إمكانية الحصول على وسائل تنظيم الأسرة يؤدي إلى نحو (76) مليون حالة حمل غير مقصودة كل عام في العالم النامي وحده ، وفي كل عام تجري (19) مليون عملية إجهاض في ظل ظروف غير صحية أو غير سليمة وهذا يؤدي إلى (68000) حالة وفاة

تمكين المرأة من مفهوم الصحة الإنجابية ومن الوصول إلى مختلف الوسائل التي تساعدهن في تنظيم الأسرة وزيادة الوعي بأهمية ذلك كفيل بإزالة أو تقليص هذه الأرقام المرعبة والنهوض بالمرأة على قدم المساواة مع الرجل
وهذا ما تؤكده المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة في تقرير حالة سكان العالم 2005م بقولها :" إن قدرة المرأة على التحكم بخصوبتها جوهرية تماما لتمكين المرأة وتحقيق المساواة لها ، فعندما يصبح بمقدور المرأة أن تخطط لأسرتها فإنها يمكن أن تخطط لبقية حياتها وعندما تكون موفورة الصحة ، فإنها يمكن أن تكون أكثر إنتاجا ، وعندما تلقى حقوقها الإنجابية تعزيزا وحماية ،تتاح لها أن تشارك في المجتمع مشاركة أوفى وعلى قدم المساواة مع الرجل ، فالحقوق الإنجابية أساسية للنهوض بالمرأة "
فتعتبر مشاكل الصحة الإنجابية السبب الرئيسي لانحلال صحة المرأة ووفاتها على نطاق العالم ومعالجة هذه المسألة تصبح مسألة عدالة اجتماعية وأخلاقيات وتعرف منظمة الصحة العالمية الصحة الإنجابية بأنها: المقدرة على الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في الأمور ذات العلاقة بوظائف وعمليات الجهاز التناسلي وليس فقط الخلو من الأمراض أو الإعاقة فهي تعتبر جزء أساسي من الصحة العامة تعكس المستوى الصحي للرجل والمرأة في سن الإنجاب وتعتبر توفير خدمات تنظيم الأسرة من أهم عناصر الصحة الإنجابية بحيث تتوافر كافة الخيارات المتعلقة بموانع الحمل من مثل 1- موانع الحمل الهرمونية (الحبوب ، الحقن العضلية ، النوربلات ) 2-- اللوالب
3- - -موانع الحمل الطبيعية
4- - موانع الحمل الميكانيكية (الواقي الذكري ، التحاميل الرغوية )
على أن يترافق مع هذه الخيارات الوعي بطرق استخدامها وأهمية ذلك من الرجل والمرأة لأن تنظيم الأسرة سلوك حضاري يوفر للزوجين الخيار المناسب للتحكم بموعد البدء بإنجاب الأطفال وعددهم والفترة الفاصلة بين الواحد والآخر ومتى يجب التوقف عن الإنجاب حسب الظروف والإمكانيات وبموافقة الزوجين معا لما له من فوائد هامة على جميع الأصعدة خاصة صحة الأم كخفض معدلات وفيات الأمومة الناجمة عن مشاكل الحمل والولادة والنفاس وخفض نسبة الحمول عالية الخطورة عن طريق الممارسة الإنجابية لتنظيم الأسرة

لنتساءل الآن أين سورية من مفهوم الصحة الإنجابية وهل خطت خطوات واضحة في هذا المجال ؟
يجاوب على ذلك تقرير اليونيسيف 2004م الذي يقول : ربع فتيات سورية اللواتي في المدرسة لا يعرفن أي وسيلة من وسائل تنظيم الأسرة (ما يدل على تجاهل المناهج الدراسية لهذا النوع من التعليم ) بالاضافة الى التقرير الوطني2005م الذي يؤكد أن النساء اللواتي يمارسن تنظيم الأسرة لا يتعدى 46% من النساء في سورية ،ويجاوبنا أيضا قانون العقوبات السوري الذي يحظر بإحدى مواده بيع وتداول أي وسيلة من وسائل تنظيم الأسرة ويفرض عقوبة على ذلك لا بل يضعة تحت باب المحافظة على الآداب والأخلاق العامة .
إن الحد من الفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين وتحقيق الصحة الإنجابية هي أمور تسير معا ومترابطة وتدعم بعضها ولها تأثيرات إيجابية تدوم لأجيال كلنا مسؤول لنعمل معا لأجل ذلك ..

( المصادر : - الكتاب المرجعي في مجال التربية السكانية
- تقرير حالة سكان العالم 2005 )