كتب اثرت فى حياتى تفتيت الشرق الاوسط



مارينا سوريال
2018 / 1 / 29

ان الموضوع المحور في هذا الكتاب هو الآثار والنتائج في الشرق الأوسط للقرارات المتخذة في مراكز القوى العالمية - الغربية، في القرنين الماضيين، وتقنيات السيطرة والضبط التي استعملتها الحكومات البعيدة التي تتراوح بين الغزو والإحتلال والأساليب السرية الأخرى لممارسة التسلط عن طريق الإتفاقيات، والشيء الأحدث يتجلى في خلق الإعتماد الإتكالي لتلك الدول والدويلات على المعونة الخارجية الكبيرة الحجم.

يغطي الكتاب مساحات لأحداث تاريخية معروفة، كما يحتوي مساحات لأحداث تاريخية ليست معروفة تماماً للقراء (حرب البلقان - 1912 - 1913 والغزو اليوناني لغرب الأناضول عام 1919)، وقد جاء في أربعة فصول: الأول يعرض المشهد على مسرح الأحداث بالنظر في أصل "الحضارة" وتشكيل ما سمّاه "صموئيل هنتنغتن": "حدود الإسلام الدموية"، وبينما فرض المسلمون بالتأكيد حدودهم خلال الصمود الغربي والعثماني، إلا أن حدودهم خلال عهود الإنحطاط فرضت عليهم، ومنذ الغزو الفرنسي لمصر عام 1798 وما بعد...

كانت دماؤهم هي التي سخت بغزارة خلال العمليات، وتتحرك الأحداث من الغزو الفرنسي الثاني للجزائر عام 183 إلى الغزو البريطاني لمصر عام 1882، والمذبحة بالرشاشات للمحاربين القبليين السودانيين في الحركة الوطنية البدائية في معركة أم درمان حيث أعلن ونستون تشرشل "إشارة نصر" العلم على البربرية.

ويُستهلّ الفصل الثاني بإنهيار الإمبراطورية العثمانية، واضعاً نقطة البداية مع أحداث حرب البلقان التي استعرضها الكاتب بكل مشاهدها وأبعادها ثم خروج التريف والحروب الصغيرة في العراق والإستعمار لفلسطين ليتم الإنتقال من ثم للجزء الثالث الذي تناول الصعود الأميركي إبتداء من العدوان الثلاثي وما تلا ذلك من أحداث وحروب وسياسات أميركية وغربية تجلت آخرها في أضعاف لبنان، وأما القسم الأخير فقد تم تخصيصه لحروب بوش أولها حرب الخليج، ثم العراق وفلسطين ولينتهي الكاتب في هذا القسم بتخليص النتائج وآثار قرنين من التورط الغربي في الشرق الأوسط.

وأما مصادر مادة البحث، فقد ذكر المؤلف بأنها شملت العديد من المجلات والوثائق السرية المختارة من الأرشيف البريطاني والأميركي، وكذلك معلومات سرية رفعت عنها السرية موجودة على الإنترنت مختارة من مجموعة أرشيف (سجلاّت) الأمن الوطني الممتازة لجامعة جورج واشنطن، مضافاً إليها مجموعة واسعة من مواد ثانوية وكتب ومقالات ويوميات ومنكرات شخصية وشواهد عيان ومقالات صحفية من القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا، وشواهد وأدلة موثقة، بقدر الإمكان، أسهمت في نص الكتاب لتسمح، وكما يذكر الكاتب، للقارئ بتشكيل رأي ليس على أساس ما نقله من قراءته ومطالعاته، بل على أساس ما رواه بهدوء لبعضهم البعض، السياسيون، ورجال الدين والسياسين
يتحدث الكتاب بسرد تاريخي مفصل عن الـ 200 سنة الماضية و كيف تمكنت دول الغرب العظمى من تفتيت و سيطرة على الشرق الأوسط بالعديد من الوسائل مثل الحروب و الإتفاقيات و الخيانات و المؤامرات و توظيف من يخدم مصالحهم و يتفق مع آرائهم ، يعطي الكتاب صورة عامة لفهم ماضي و حاضر دول الشرق الأوسط و كيف تم هندسة المنطقة بكل وسائل القوى مهما عارضت هذه الوسائل الخسائر البشرية و المفهوم الإنساني فالأهم هنا أن تبنى مصالحهم فوق هذا الحطام ..
وقد جاء في أربعة فصول :
الأول يعرض المشهد على مسرح الأحداث بالنظر في أصل الحضاره ، ويُستهلّ الفصل الثاني بانهيار الدولة العثمانية ، واضعاً نقطة البداية مع أحداث حرب البلقان التي استعرضها الكاتب بكل مشاهدها وأبعادها ثم خروج الحروب الصغيرة في العراق والإستعمار لفلسطين ليتم الإنتقال للجزء الثالث الذي تناول الصعود الأمريكي إبتداء من العدوان الثلاثي وما تلا ذلك من أحداث وحروب وسياسات أمريكية وغربية تجلت آخرها في أضعاف لبنان ، وأما القسم الأخير فقد تم تخصيصه لحروب بوش أولها حرب الخليج ، ثم العراق وفلسطين ولينتهي الكاتب في هذا القسم بتخليص النتائج وآثار قرنين من التورط الغربي في الشرق الأوسط
Jeremy Salt is a former journalist, turned academic. He is based in the Department of Political Science and Public Administration, Bilkent University, Ankara where he teaches courses in modern Middle Eastern history and propaganda. His most recent book is The Unmaking of the Middle East. A History of Western Disorder in Arab Lands (Berkeley: University of California Press, 2008.)
يقول المترجم نبيل صبحي الطويل عن قيمة الكتاب:

(بدأت منذ نصف قرن تقريباً تعريب ما أراه مهماً ومناسباً لنا، نحن أبناء الشرق الأوسط العرب(من الفرنسية والانكليزية) وهذا الكتاب، بدون مبالغة ولا تهويل، هو أفضلها - حتى الآن مزيداً من المعرفة عن الشرق الأوسط أكثر مما ترغب أو تقطيع أجهزة الإعلام التقليدية السائدة) على حد قول الناشر)

عاش المؤلف مدة في بيروت، وشاهد بأم العين المآسي التي سببها الغزو للعرب، كما سمح له عمله في الصحافة أن يطّلع على تاريخ المنطقة العربية، وتدخلات الغرب في كل شيء فيها وفرض التقسيم عليها وبث الفتن بين شعوبها وطوائفها واستلاب خيراتها.

فألف هذا الكتاب بحياد للذين يرغبون بزيادة معرفتهم بالبلاد العربية أكثر مما تستطيع وسائل الإعلام كشفه للقراء ليدرك الغرب الجواب على تساؤله : لماذا يكرهوننا.

يبدأ الكتاب بعرض الخلفية التاريخية للمنطقة، وينتقل بعدها لعرض التدخل الغربي الدموي فيها ابتداءً من غزو فرنسا للجزائر عام 1930 واحتلال بريطانيا مصر، مروراً بالحرب العالمية الأولى وخداع الغرب الشريف حسن بن علي وتجزئة البلاد العربية ثم تورط الولايات المتحدة في المنطقة وغرس إسرائيل فيها ودعم الغرب المستمر لها.

كل ذلك للحفاظ على المصالح الغربية، بل مصالح فئة من الرأسماليين الجشعين، باسم جلب المدنية والديمقراطية والحرية للمنطقة، مستهينين بالخسائر البشرية التي دفعتها وتدفعها شعوبهم، وبالتدمير والإبادة اللاإنسانية للمنطقة العربية.

وهو يعتمد الوثائق التي استطاع الوصول إليها في أرشيفات الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة ما مكّنه من فضح ما قرره الساسة وراء الأبواب المغلقة وفي الغرف المغلقة، وهو يغطي أحداث المنطقة التي حرّفوا اسمها فأسموها الشرق الأوسط.

ويتحدث المؤلف عن الكتاب قائلاً : "وكتاب تفتيت الشرق الأوسط أُلف بمنتهى السرعة الملحة للقارئ العادي الذي يشعر بالحاجة لمعرفة المزيد عن الشرق الأوسط أكثر مما تستطيع أو تريد أجهزة الإعلام العامة ذكرَه وروايته، والكتاب ليس مجرد عدة سنوات من البحث والكتابة، بل كل ما تعلمته ووعيته عن الشرق الأوسط منذ وطئت قدماي رصيف مرفأ بيروت عام 1965، وكذلك لآلاف الوثائق ومئات الكتب والمقالات التي قرأتها"

يبدأ الكاتب بفصل عن: المدنيّة وتناقضاتها ويخلص إلى أن المدنيات -أو الحضارات- بصورة عامة تعتبر عضوية في طبيعتها، تبدأ منذ الولادة حتى الموت المحتوم، ولكنها تولد مرة أخرى في تجسدات مختلفة، فالمدنيات القديمة المتعددة لما كان يعرف بالمشرق أو الشرق الأدنى إلى أن جاء(ألفرد ثاير ماهان) الإمپريالي الأمريكي الرفيع والجغرافي البحري وبدأ يشير إلى المنطقة بتعبير الشرق الأوسط في بدايات القرن العشرين، ونشأ مجدداً تعبير الحضارة العربية والحضارة الإسلامية.

ثم يتحدث الكاتب عن فكرة أن(الغرب) و(الشرق) هي تركيبات سياسية تنوّعت مضامينها مع الوقت حسب التغيير في الأجندات الحكومية، ذاكراً العديد من الأمثلة في ذلك.

وفي أهم فصول الكتاب: [فصل: الحضارات في الخط الأول للجبهة] يتحدث حول رجال دين وسياسيون وكاتبو كراريس قاتلوا من أجل حقوق الأقليات المسيحية المعرّضة لشرور الحكومات المحمديّة في الإمبراطورية العثمانية-حسب دعواهم - لقد رحبوا بهذا الدعم الأكاديمي لوجهة نظرهم بان الإسلام ذاته هو سبب مشاكلهم وليست النزاعات الدنيوية..

ويقرر أن أفكار التفوق الديني والعرقي لمدنيّة الغرب كانت لا تزال في ذهن السياسيين الذين دفعوا شعوبهم إلى الحرب العالمية الأولى، ومواضيع العرق لا تزال مستمرة في السياسات اليوم، وكذلك أعيد موضوع المدنيّة أو الحضارة لمركزيته في النقاش السياسي في نفس الوقت الذي يفتش قيه الزعماء والأكاديميون في الآفاق الواسعة عن تفسير للتوترات القائمة بين الإسلام والغرب.

وعلى ذات المنحى يتحدث في فصل عن مسلمي أوربا، وعن نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم..

ثم يتحدث الكاتب عن الفكرة الغربية التي تهدف إلى تأصيل أن مدنيّة الغرب ذاتية، وأن الإيحاء بعكس ذلك هو تخريب عميق للتقليد الذي استخدم لقرون لتبرير افتراض استثنائية الغرب وروعته.

ويستمر في عرض تاريخي شائق يجوب القارات، ويقطع مفاوز التاريخ، ويصف الملاحم، في شواهد استدلالية على قواعد منطقية حول علاقة الغرب بالإسلام، ومنها حديثه عن الفكرة الغربية التي تهدف إلى تأصيل أن مدنيّة الغرب ذاتية، وأن الإيحاء بعكس ذلك هو تخريب عميق للتقليد الذي استخدم لقرون لتبرير افتراض استثنائية الغرب وروعته.