صنايعية مصر عمر طاهر كتب اثرت فى حياتى



مارينا سوريال
2018 / 2 / 20

“أفتش كل فترة عن التراث الغنائي في محلات صوت القاهرة، كلما توفر المال كنت أدخل محلا أفتح الكتالوج، أطلب أعمال الكبار الذين أعرفهم اسما لكن لا مساحة للتعرف على أعمالهم؛ حيث لا إنترنت بعد.
وفي إحدى المرات بينما أتنقل بين صفحات الكتالوج أطلت أغنية غريبة، تسمرت مكاني أستمع بكل كياني، ثمة نور ساطع يطل من مكان ما، شخص يغني ويقشر القلب كثمرة بندق، ويزيل قساوة ما يحيط بالثمرة، كان يقول :
“نصَّب المصريون الشاي وزيراً لداخلية المعدة ، لقدرته علي "الحبس" بعد الطعام !أصبح لكل طائفها "شايها" من الصنايعية كحالة من الراحة المقترنة بالتأمل الذهني في الشغلانة . وسجل المصريون باسمهم اختراع استخدام الملعقة المعدنية كأداة عزف تعلن أن الشاي علي بعد خطوات .
هناك أشخاص ساهموا في رسم ملامح هذا البلد وتاريخ حياة سكانه، دون أن يحصلوا على نصيبهم من الضوء والمحبة والاعتراف بالفضل. في هذا الكتاب ما تيسر من سيرة بعضهم.
فصول ممتعة تعرفنا على أكثر من 30 شخصية أثرت في حياة المصريين، من مخترع كولونيا 555 وسجائر كليوباترا وشوكولاتة كورونا إلى مهندس برج القاهرة وصاحب فكرة هدم خط بارليف بالمياه.
اتخيل دوما لو عاشت مصر فى مستوى النهضة الذى بدا من اوائل العشرينات حتى الخمسينات اين كانت ستصبح الان؟ وهل يفيد البكاء على عدم اللحاق بتلك الايام حيث كانت تسدد ديون الغرب حيث كانت شوارع عاصمتها رمزا للجمال والاناقة فى العالم
لايمكنك الكف عن لوم من افسدوا فرحتك والنظر باشمئزاز تجاه كل من راى فى اجداده هم قوم لاسيتحقون الجنة ..وانتشار قيم الجهل والاستهلاك الاعمى حتى بات كل قبيح هو المعتاد فاثار تدمير العقل اصبحت جليه على الوجوه الان ولم يعد هناك فائدة لان القماشة اصبحت فاسدة بالكامل او ربما هناك اقمشة جديدة تولد كل يوم ولكن لاتجد سوى الايدى المتسخة لرعايتها ..

بأسلوب سلس شيق يتناول الكاتب المصري عمر طاهر في كتاب جديد قصص كفاح وسير ومشاهد من حياة بعض من أطلق عليهم «الصنايعية» الذين ساهموا في بناء مصر الحديثة متناولاً شخصيات منها المحافظ والمهندس والمذيعة والمنشد والصحفي والممثل ورجل الأعمال.

تناول طاهر في كتابه أكثر من 30 شخصية قال عنها «هناك أشخاص ساهموا في رسم ملامح هذا البلد وتاريخ حياة سكانه من دون أن يحصلوا على نصيبهم من الضوء والمحبة والاعتراف بالفضل.». ويضم الكتاب الصادر عن دار الكرمة للنشر بالقاهرة ملف صور لمن أورد ذكرهم .

جمع الكاتب معلومات سير الشخصيات الواردة بين دفتي كتابه من خلال القراءة أو البحث في الأرشيف أو التوجه إلى مسقط رأس الشخصية .
ومن بين شخصياته الشبراوى صاحب كولونيا الخمس خمسات والخواجة خريستو صاحب شولاكتة كورونا وايضا ابله نظيرة تلك المراة التى وصلت بما تحب الى العالمية فنرى
حينما سافرت إلى لندن فى بعثة تابعة لمعهد معلمات الفنون لدراسة فنون الطهى وشغل الإبرة، لم تقضِ سنوات البعثة الثلاث فى إتقان أصناف طعام جديدة، لكنها تشربت فلسفة ما ساعدتها فى تقديم معالجة جديدة لتراث الطهى.
عقب عودتها من لندن مع بداية الثلاثينيات اختارت العمل فى مدرسة السنية الثانوية كمعلمة لمادة سمتها "الثقافة النسوية"، وفيما بعد أصبحت الثقافة النسوية مادة رئيسية معترفًا بها، اسمها "التدبير المنزلى".حينما أعلنت وزارة المعارف عن مسابقة لتأليف كتاب فى الطهى تعتمده الوزارة كمنهج دراسى للفتيات، قبلها كانت نظيرة نيقولا قد صادقت أبلة بهية عثمان العائدة من بعثة مماثلة فى إنجلترا، فاتفقتا على تأليف الكتاب معًا، فكان كتاب "أصول الطهى" فى أكثر من 800 صفحة، وأهدت المؤلفتان الكتاب إلى مليكة مصر صاحبة الجلالة الملكة فريدة، وقالتا فى مقدمة الكتاب إن سببين وراء العمل عليه: الأول عدم وجود مراجع عربية فى هذا المجال، والثانى هو اتجاه الرأى العام لتنشئة الفتاة على فهم الحياة المنزلية، فكان لا بد من دعم ذلك بالعلم والأصول الصحيحة.قالت أبلة نظيرة: مجموع ما حصلت عليه من الكتاب أنا وزميلتى السيدة بهية عثمان هو مبلغ 525 جنيهًا فقط، اقتسمناها بالعدل، فقد اشترت وزارة التربية والتعليم بهذا المبلغ البسيط حقوق نشر الكتاب منا عندما انتهينا من تأليفه عام 1942 وخصصته لمعاهد البنات، وقد طبعت منه الوزارة آلاف النسخ، نفدت كلها من الأسواق، وفى العام الماضى فقط صرحت لنا وزارة التربية والتعليم بأن نطبع نسخًا من الكتاب على حسابنا ونحصل إيراده، بعد أن استقر الكتاب فى معظم بيوت مصر طبعًا».عندما عادت أبلة نظيرة من لندن نزلت بنفسها إلى ملاعب الطهى الشرقى لتتقنه، فكانت تقضى أيامًا طويلة فى محلات الحلوى لتتعلم أسرار صناعة الكنافة والبقلاوة. بعدها طبقت ما تعلمته فى لندن لتضع قوانين لكل طريقة طهى.