التحرش الجنسي ومنافاته للمدنية



منير الكلداني
2018 / 3 / 10

عندما فتحنا اعيننا ووعينا تدريجيا بحسب الطور الطبيعي الذي يمر به الانسان وجدنا الام بكل ما فيها من عاطفة وحنو وتضحية تواجه المستحيل

في سبيل سعادتنا ورفاااهيتنا وهذا المثل الاوضح والذي لا يجادل عليه االا من فقد الام في ظرف خاص

وما تواجهه المراة اليوم من تلك الظاهرة اللانسانية والمسماة بالتحرش انما هو انكار طبيعي لتلك الام التي ادت ما عليها ولم تبخس منه شيئا وهذا

الانكار انما هو وليد جهل ساعدت عليه مكتسبات ومورثات جيلية ورثها المجتمع من سلف اعتاد على ذلك

ومن اوضح المورثات تلك التي ترى في المراة الرغبة وحسب متناسية انها انسان متكامل خلق وفيه اسمى اياات الخلق والابداع وافراغها بكل محتواها

وجعلها مجرد الة صماء لما يريده الرجل منها

وهذا جعل من تلك الثقافات ثقافات متدنية جدا ولا تستطيع مجاراة المدنية الحديثة التي تتسابق في الابداع بمجالاته المختلفة فبين التحرش الجنسي وابداع

الشعوب علاقة عكسية رياضيا فكلما ازدادت تلك الظاهرة نقص التقدم المدني وتهاوى المنجز الحضاري مما يحول تلك البيئة الى نسيج مفكك اجتماعيااا

ونفسيا يصعب عليه ان يصمد امام المجتمعات التي ااعطت للام مكانة عليا نعم اقول ام لانها تمثل النساء فكل امراة هي ام بالقوة منطقيا فكيف يكون

حال المجتمع اذا اهينت فيه الام بتلك الظاهرة التي لا يرضاها اي من لديه ذرة فكر انساني على نفسه وعلى اسرته ومن يخصهم امره

ومن المورثات التي اكتسبها المجتمع المورث الذي يرى دفن المراة في حياتها بان لا تظهر حتى العينين منها بداعي انها تفتنه وتهيج ثورته الغرائزية

وكان دفنها هو الطريق الوحيد في نجاته وهو امر لا يخلو من غرابة بان تطلب من الاخرين فعل شيء لمصلحتك متناسيا الاخر وكانه لا يرى فيه

انسانا اساسا وكان من المفترض المعرفي ان يتثقف بثقافة تمنعه من النظر الشهواني بدل ان يجبر الاخرين على الفعل الذي لا يرضاه على نفسه

فاذا دفنا تلك المراة وهي حية فنحن بطريق اولى دفنا كل اجيالنا في قاع الجهل وهو ما نراه بوضوح في صغريات تلك القيم متمثلة بالتحرش الجنسي

فما بالك بكبريات القيم التي اندثرت بسبب جهلنا بالمراة وقيمتها الاجتماعية والنفسية والحضارية

ربما لو تعلمنا ان الام هي من امامنا لامتنعنا عن التحرش بها .