للمرأة قوة غير عادية عليها استغلالها



جهاد عقل
2006 / 3 / 11

• اول اضراب نسائي كان في "السلاح الفتاك " الذي تملكه النساء وتم ضد الرجال ،لوقف الحرب ومن اجل السلام.
• هل استطاعت المرأة المشاركة في عمليات صنع القرار؟
• 700 مليون من نساء العالم يعشن في ظروف غذائية متردية.
• المرأة العاملة تعاني من الإستغلال والتمييز.والعبودية ضدها قائمة حتى يومنا.
• رغم اعلان بيجين العام 2005 الا ان المراة مازالت اجازاتها مغمورة.


للثامن من آذار من كل عام ، يوم المرأة العالمي مكانه خاصة لدى نساء العالم ، لأنه يوم ذكرى الكفاح النسائي ضد الإستغلال والتمييز ، ضد فرض هيمنة الرجال على كل ما هو نسائي ، وتحويل المجتمع الى مجتمع تتحكم به سمات القوى الذكورية . لن نعيد ما كتبه العديد من الزملاء والزميلات عن تاريخ الثامن من آذار ، يوم المرأة العالمي الذي اطلقته الأممية الثانية في مؤتمرها الذي عقدته في العاصمة الفرنسية باريس نهاية القرن التاسع عشر ،ولن نعيد ما قامت به عاملات النسيج في نيويورك من نضال واعلان الإضراب للدفاع عن حقوقهن ورفض الإستغلال القائم يومها ، لأن مسيرة المرأة في الكفاح ضد الإستغلال هي مسيرة وتاريخ البشرية جمعاء منذ معرفة تفاصيل هذا التاريخ .

اول اضراب ضد الحرب ومن اجل السلام

في اليونان القديمة كان الرجال يعكفون معظم ايام حياتهم وعلى مدار العام على التدرب على فنون القتال والقيام بالحروب ،مما ادى الى تغيبهم فترات طويلة عن بيوتهم ونساءهم ، من جهة وانتشار ظاهرة النساء الأرامل بسبب هذه الحروب من جهة اخرى، هذا الوضع ادى الى تحرك نسائي ، قادته امرأة تدعى ليسستراتا ، التي لم تتأخر عن تنظيم اضراب نسائي شامل ضد الرجال من اجل انهاء الحرب وفرض السلام ، وكان هذا الإضراب قوي بمفعوله ،والسبب ان النساء استعملن خلاله "السلاح الفتاك" لديهن ضد الرجال الا وهو الجنس ، فكان الإضراب التوقف عن العلاقات الجنسية مما كان له اثر كبير على الرجال يومها ، فكيف لو قامت نساء العالم في عصرنا هذا بتنظيم اضراب نسائي عالمي مشابه ضد موبقات الحرب والعدوان والإستغلال القائم وضد مظاهر التمييز والتجويع والفقر وغيرها ، برأينا سيكون النصر بجانبهن وخلال فترة قصيرة جدا ً.

المشاركة في صنع القرار

منذ "مؤتمر بيجين" العام 1995 الذي اكد في قراراته على ضرورة " تمكين المرأة ومشاركتها الكاملة على قدم المساواة في جميع جوانب حياة المجتمع،بما في ذلك المشاركة في عملية صنع القرار وبلوغ مواقع السلطة ،أمور أساسية لتحقيق المساواة والتنمية والسلم ." لم يطرأ تحسن جدي على مكانة المرأة ، حيث ما زالت المرأة تواجه تحديات القيادة في جميع ارجاء العالم ، ووتيرة التقدم في مجالات المساواة بين المراة والرجل ما زالت بطيئة جداً ، ليس فقط في مجالات الحكم والقيادة بل وحتى في اماكن العمل والتعليم وغيرها . ومع ان معطيات الأمم المتحدة تؤكد ان هناك الآن 11 رئيسة من بين رؤساء الدول أو الحكومات في بلدان من جميع القارات في عالمنا وهناك ثلاثة حكومات فيها تمثيل للجنسين على قدم المساواة ، هي اسبانيا والسويد وتشيلي (ليس امريكا)، وهناك ارتفاع في عدد النساء الممثلات في البرلمانات ، لذلك ما زال امام المجتمع الدولي الكثير من المجهود من اجل دفع عجلة المشاركة النسائية في عمليات صنع القرار ، فالتحديات كثيرة والمهام صعبه للغاية في مجتمعات تدعى التقدم والمساواة ، بينما تعشش في افكارها المفاهيم القائمة على اساس كون المجتمعات ، مجتمعات ذكورية صرفة .

تمييز... وتمييز... وتمييز

اينما حاولنا فحص الأمور بخصوص ما نصت عليه قرارات مؤتمر "بيجين" وما تلاه من مؤتمرات بخصوص مساواة المرأة ، ومواجهة مظاهر التمييز بحقها ، ما وجدناه هو المزيد من الظُلم بحقها وفي كافة المجتمعات البشرية والقارات بل والحكومات ، رغم التفاوت القائم بمدى هذا التمييز .

ففي مجال العمل مثلا ، ما زال الوضع بائس وقاتم جداً ، حيث اجر المرأة العاملة في الحضيض ، وشروط العمل غير متساوية والأجور اقل من اجور الرجال ، هذا عدا عن ظاهرة التحرش الجنسي التي تمارس وتعرض النساء اللاتي يتقدمن بالشكاوى الى الملاحقة والحصار ، وغيرها من المضايقات العاتية .بل ما زالت تنتشر ظاهرة الإتجار بالنساء والفتيات وفي الدول المتقدمة والديمقراطية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.

من اجل توضيح هذا الوضع المأساوي ليكون ملموساً فيما يلي البعض من المعطيات الصادرة عن جهات رسمية حول وضع المرأة وما يقال عن "مساواتها" في عالمنا :

• 700 مليون من نساء العالم يعشن في ظروف غذائية متردية جداً وغير كافية ، ويفتقدن الى ظروف صحية وتعليمية لائقة، مقابل 400 مليون رجل .
• تلك النساء 1% فقط من الأراضي في العالم .
• تشكل النساء نسبة70% من 1.2 مليار شخص يعيشون تحت خط الفقر في العالم.
• 11 دولة من اصل 192 دولة تقف على رأس حكومتها او رئاستها نساء.
• 21% من المدراء في العالم هن نساء .
• 67% من الأميين في العالم هن نساء .
• 85 مليون بنت لا يصلن الى مقاعد الدراسة مقابل 45 مليون ولد.
• في بريطانيا التي تعد من الدول المتقدمة في مجال المساواة بين الجنسين نجد انه فقط 9% من القضاة هن نساء، 10% عضوات مجالس ادارة شركات ، 10% من ضباط الشرطة هن نساء فقط .
• 1.3 مليار فقراء مدقعين في العالم معظمهم من النساء .

هذه المعطيات تؤكد على ان ظاهرة التمييز ما زالت قائمة ن مما يساعد على بقاء حالة التوتر وعدم الإستقرار في عالمنا فبدون المرأة ودورها ومساواتها لا يمكن لعالمنا هذا ان يحقق السلام والأمن وبدون هزيمة الفقر عامة وهزيمته لدى النساء خاصة لن يتمكن احد من بناء عالم يسوده السلام ، كوننا نعيش في عالم معظم الفقراء فيه هن نساء ومعظم العاطلين عن العمل فيه هن النساء ، وهناك تفاوت كبير في مستويات الدخل وفي الصحة وفي التعليم ، اي بامكاننا القول ان هناك عملية تأنيث تتم على كافة مستويات التمييز القائم ضد المراة في عالمنا ، وفي مقدمتها المراة العاملة .

لذلك نحن بحاجة ماسة الى احداث تغيير جذري في هذه الأوضاع ، بحيث تشارك المرأة حقاً في صنع القرار وتشريع القوانيين ، وان تكون لها بصمات حقيقية وبارزة في تكوين شخصية مجتمعاتها خاصة والمجتمع البشري عامة . لذلك نحن بحاجة لأن تكون القرارات التي تقرر سنويا من قبل الهيئات الدولية الأساس الذي يساعد على تغيير هذا التمييز المزمن ،كي لا نفقد الأمل خاصة وان ما يقال في المحافل الدولية وفي القرارات الصادرة عنها بأن :"تقدم المرأة يعني تقدمنا جميعا." هو الصحيح فهل نعمل من اجل ذلك حقاً؟؟!!