وزيرة سورية ضد تحرر النساء



فاضل الخطيب
2006 / 3 / 12

وزيرة سورية ضد تحرر النساء!
كنت أظن أنه لم يبق شيء للنظام السوري ما يدعو للعجب! في زمن التطبيل والحرب!
والثورة الأخلاقية ضد الغرب! والفساد والنصب! وسجن واغتصاب الشعب!
وقيادة أمة العرب! والغزل والتحالف مع وكلاء الرب!
لكن وزيرة النظام المدللة, المثقفة المؤمنة, بثينة شعبان الدكتورة, تدق على الخشب,
وتعلن أمام جمع من العرب, أنها ضد مساواة المرأة وضد كل هذا الصخب, لأنه تقليداً للغرب,
وإتمام لفتاوى وزير أوقافها المتعب, والذي يشن حملة ضد كل أنثى حتى لو كانت بنت الرب أو زوجة الأب!!
الوزيرة المذكورة قدمت تحيتها هذه للنساء السوريات في يوم المرأة العالمي, وقالتها علناً برفقة رئيسة "اتحاد نساء سورية" التابع للأسرة المالكة الحاكمة!
لا أدري إن كان هذا الموقف الإنساني من امرأة ضد نفسها, وضد جنسها ينم عن ثورية جديدة, في عصر ثورة الأسد الجديدة, لبناء سورية جديدة, بصحبة المفتي الشيخ البوطي ومواقفه العتيدة! أو أن سماحته توسط لدى سيد الخلق,
كي يكون للسيدة بثينة فائقة الخلق, "حوريين" في جنة الرق!
لأنها استثناء بين النساء, وربما صارت أكثر فحولة وذكورة من كل الحنفاء!
المؤمنين بأن "الرجال قوّامون على النساء"! أو أنه منتهى النفاق والرياء!
الدكتورة بثينة شعبان وهي وزيرة للمغتربين السوريين وللذين من أصل سوري, وكما يقولون أن عددهم يقارب حوالي نصف عدد سكان سورية ـ أي حوالي عشرة ملايين أنثى وذكر ـ يعيشون في الخارج, وتقضي معظم وقتها في زيارات العالم ودول العالم, وفي هذا العصر والقرن تعلنها جريئة أنها ضد نساء جنسها!
وتحررهم ومساواتهم هي بدعة غربية كما يقول الشيخ البوطي المفتي العام "للجملكية السورية"!
إذا كانت قائدة نسائية سورية في النظام السوري تناضل بهذا الاتجاه, وضد مواثيق الأمم المتحدة, وضد كل القيم الإنسانية الحقيقية للإنسان, ـ إذا كانت هذه امرأة ـ فلا عتب على رفاقها الذكور, وقادتها الفحول, .....
لا أعرف على أي أساس انتخبت كوزيرة إذا كانت تقر هي بعدم مساواتها!!
ورغم ضعف أداء وزراء سوريا ـ إذا كان هناك من أداء غير أداء وداء الفساد ـ لكنه يبدو وبشهادتها على نفسها أنها الأضعف والأكثر تخلفاً, والأكثر أصولية بوطية ضد نساء البلد الذي تحكم!
ماذا تقول السيدة بثينة شعبان لحفيدتها يوماً ما عن سلوكها هذا؟
وماذا تقول لنفسها إذا نظرت في المرآة!
ولم تفكر مرة واحدة أنه قد يحتقرها زملاءها ورفاقها الرجال, على هذا الكلام المحال!
وماذا تقول لعلماء البيولوجيا والفن والعلم والنفس والجمال؟
أو أنها تنضح من فكر التخلف والجمال!
أو أنها تنتظر ما يمكن أن يقوله لها ـ أو عنها ـ أطباء النفس وعلوم الاجتماع والسياسة!
لقد أثبتت الوزيرة السورية أنها "ناقصة عقل ودين"
لكنها لم تثبت بعد أنها ليست "عورة والقبر أستر لها" ـ أنا شخصياً لا أتمنى لها السوء ولا القبر الذي يتمناه لها رفيقها البوطي ـ
إنها ثورة في داخل الثورة, في عصر سورية الحرة!
وإلى لقاء ديالكتيك المؤنث والمذكر بين الثور والثورة!

بودابست 11 / 3 / 2006 د. فاضل الخطيب