أهلا باذار عاشق النساء



عايدة محمد الكحلوت
2018 / 4 / 8

يأتي اذار كل عام حاملا عبير الاناث بسحرهن الفتان لينثر العطر على جوانب الأرض ووجه السماء لتبتسم الحياة ضاحكة مزينة بزهورالليلك وشقائق النعمان لتتربع كوكبة النساء على ريقاتها الرقيقة الحسناء ، تشدو لها الطيور، وتتعانق الأزهار ، وتتمايل الأغصان على لحن الندى فرحة بقدوم اذار حاملا عبير الاناث فأهلا وسهلا باذار عاشق النساء، تتزين الأرض بحلتها البهية وألوانها الباهية لتمنح الحياة من نبع الحب وحنان االأم وعشق الارض (أم الأمهات)، في اذار عاشق النساء، فيه تتوج الماجدات بتاج الكرامة في 8 من اذار مطرزة بنقوش التحدي و الصمود لتنسج تاريخ معبد بالتضجية والانجازوالعطاء لخالدات الانتصار في مجتمع متعطش للحرية والعدالة على قدم المساواة لتبتسم الحياة متناغمة مع اذار عنوان التغيير و التجديد والابداع، في اذار عاشق النساء، يغني اذار شوقا بقدوم الربيع بعد غياب في 21 منه ، ينثر الورد على صناع الحياة مباهي الكون من جماله وحسن صنيعه ،مقتبسا نوره من ضياء بركة المصطفى العدنان محمد خير الأنام في الربيع الأول من اذار ، اذارعاشق النساء يسأل عن ست الحبايب متلهفا لولادة حياة جديدة فهو شهر الخصوبة و الحب والعطاء ،هي عروسة الفصول ، هي الأمل ،هي الحياة، هي ربيع الحلم الأخضر ، هي أم الحياة ، حباها الله في مهدها ، وكرمها وهي كبيرة، برضاها نقرع الجنات ، فالجنات خلقت لها ووضعت تحت أقدامها ، لمن التمس رضاها وعشق هواها،على الرغم من وجع الثكالى والأطفال اليتامى والصابرين على ألم الفراق وطول الانتظار في زمن أنهك القلب وجعا، يأتي العيد سعيدا ليجمع شمل الأحباب، على أحلام وردية جميلة بليالي الأنس الخضراء لنعيش نشوة الفرحة على أمل اللقاء لننعم بحياة كلها فرحة وبهجة ، في 31 من اذار، ينتفض الشجر ويتكلم الحجر وتبكي السماء مزمجرة على أرواح الشهداء أبناء فلسطين ، مستنجدة لتصرخ الأرض شامخة كعهد المجد أبية عصية عن الترويض رافضة قرارات ترامب والمفاوضات والترهيب مشعلة عيون الثورة لتولد الحياة من جديد موصل شريان الوطن ،غزة مع الضفة ،بسلاسل من حديد ،لتخرج من تحت الركام من بين الردم ، لترسم لوحة العز عنوان الأمجاد ،فخرا للأمم لترفع زهرة من الزهرات أوشبل من الأشبال علم فلسطين مرفرفا على أعناق القدس وكنائس القدس وأسواره،فأهلا و سهلا باذار حيثما حل ارتحل.