العمل والمرأة



عماد الشمري
2006 / 3 / 22

عرفت المرأة بقوة طبعتها الإنسانية وبتجربتها أن العمل هو الوسط الحقيقي الذي تتبلور فيه شخصيتها واستقلاليتها .. فإذا ماكان الرجل المالك والمرأة المحرومة طرفي معادلة علاقة تبعية المرأة للرجل وهيمنة الرجل على المرأة فان العمل هو الذي يعيد النظرة في هذه العلاقة على قواعد متكافئة ...
وما تحرزه المرأة من أجور نتيجة الجهود المبذولة من قبلها في العمل الإنتاجي . كان طريقا إلى اكتشفها أهمية العامل الاقتصادي في تأكيد إنسانيتها ولم تفلح الأساليب الأبوية المهيمنة في أبعاد المرأة عن سوح العمل ولو أنها حشرتها في زواية ضيقة وفي تحجيم مكلف ... فاختيار المرأة لنوع الإعمال التي تمارسها كان خاضعا لأدارة الرجل من باب أولى كما أن الأعمال النسوية المعروفة كانت قريبة من طابع الأعمال المنزلية فلما ولجت المجتمعات الأوربية عصر الصناعة . وهو عصر توفر الفرص الواسعة لحرية المرأة من خلال تحررها من العوز والفاقة كانت الصناعة النسيجية ميدان المرأة الأول وهو امتداد لعملها منذ اقدم الأزمنة وقد فرضته الواجبات المنزلية للمرأة التي تنسج ملابس زوجها الصياد أو المحارب أو المزارع .. ولم يكن دور المغزل إنتاجيا فقط فالمرأة كانت بحاجة إلى أن تستثمر وقت الفراغ المنزلي والتسلي بتشغيل المغزل قي حالات نوم طفلها أو تعبيرا عن انتظار عودة الزوج . ولم يطرح المغزل غير الفكرة العتيدة عن ولاء المرأة لزوجها البعيد خارج المنزل أو خارج الوطن والذي ظل عنوانا لدمج الإخلاص الأخلاقي بالحرمان العاطفي بالتبعية التاريخية دمجا تصعب معرفة رأس أهم خيوطه في قرارة وعي المرأة