حدره بدره خلينا نعد للعشره



جميل السلحوت
2018 / 7 / 3

جميل السلحوت:
حدره بدره خلينا نعد للعشره
بعد أن قالت لينا" تصبح على خير يا سيدي" بالعربيّة، وجدتها فرصتي بأن لا أستجيب لها إلا إذا خاطبتني بالعربيّة، وكنت قد عوّدتها أن ألعب أنا وإيّاها لعبة تليق وتتناسب مع عمرها"ثلاث سنوات" وبشيخوختي، وممّا كنت ألعب معها أن أجعلها تركض إليّ، فأحتضنها وأنا متربّع في جلستي على الأض، فأحملها وأضعها على رقبتي وسط صخب ضحكاتها التي تنهال كخرير مياه عذبة تسقط من علوّ.
قالت لي الانجليزيّة أنّها تريد أن تلعب معي.
فقلت لها بالعربيّة: لا أفهم ما تقولين!
وبقينا هكذا وأنا أردّد أمامها بعض الكلمات متسائلا عمّا تريده، ولمّا قلت لها:
بدّك تلعبي؟
قالت ضاحكة: أيوه بدّي نلعب!
أوعزت إليها أن تبتعد عنّي بضعة أمتار، وأن تعدّ إلى العشرة بالعربيّة قبل أن تنطلق راكضة باتّجاهي. فقالت:
واحد.....اثنين.... ثلاثة وانطلقت، ضممتها إلى صدري ضاحكا وإيّاها، وقلت لها:
يجب أن تعدّي للعشرة قبل أن تنطلقي. وبعد جدال لم يستغرقنا طويلا، ابتعدت عنّي وعدّت إلى العشرة، وانطلقت كالسّهم فرحة باتّجاهي، لكنّها لا تعلم أنّ فرحتي بها أكبر من فرحتها باللعب معي.
3-7-2018