هي الدنيا



اسماء محمد مصطفى
2018 / 7 / 10

هي الدنيا

اسماء محمد مصطفى

المرأة المحترمة لاوقت لديها للعلاقات غير البريئة ، ولاتتوقف عند كلمات التغزل التي يطلقها الغرباء او تتأثر بها ، فهي واثقة من نفسها ولاتحتاج الى من يقول لها إنها جميلة ، والجمال هنا هو جمال العقل و الروح او جمال الشكل المدعم بالجمال الأعمق .. وأياً كان نوع جمالها ، يبقى الأجمل فيها أنها تصون نفسها إكراما لشخصها أولاً ، ومن ثم لأهل بيتها ، فهي لاتجعل من نفسها حقيبة تتناقلها أيدي صيادي القلوب بين محطات العلاقات العبثية .
*****
ستتحرر المرأة من التبعية حين تستقل اقتصاديا وتؤمن بقوتها وتنزع عن ذهنها الأفكار الرجعية التي تجعلها تنظر الى نفسها على أنها مخلوق في المرتبة الثانية وعاجز عن مواجهة الحياة بمفرده .
*****
مانكتبه عموما في مجال دعم المرأة ومكانتها ينبغي له أن يصل الى المرأة والرجل معا. تحتاج المرأة الى عمل كثير حتى تعي قيمتها الحقيقية وقوتها . فمازلتُ التقي في حياتي اليومية نساءً لم يخرجن من تحت عباءة الذكورة وبعض الموروثات الاجتماعية المتخلفة التي تنسب الى الدين جهلاً ، بالرغم من أنهن متعلمات وخضن الحياة الوظيفية . وبمقدار مايحتاج الرجل الى أن يفهم المرأة تحتاج المرأة أيضا الى أن تفهم نفسها . وإذا لم تساعد نفسها بنفسها فلن يستطيع أحد أن يساعدها.
*****
الحب قيمة إنسانية راقية نتبادلها في الحياة من غير أن نحدد لها زمانا او مكانا معينين ، أحيانا يأتي الحب قبل الزواج ويكون مدخلا له وبه يتغلب الطرفان على متاعب الحياة ويتجاوزان مشاكلهما ، ولكن إذا كان أحدهما او كلاهما أضعف من تحمل المسؤولية ومقاومة الصعاب يختفي الحب او يبقى لكنه لايكفي لمواصلة الحياة المشتركة ، وربما ينتهي لأنه لم يكن حباً حقيقيا عميقا وراسخاً ، وقد يكون الحب قبل الزواج مجرد رغبة او نزوة عابرة تتبدد بعد الزواج ، وأحيانا يأتي الحب بعد الزواج عندما يكون الأخير مشروعا للحياة يبدؤه الرجل والمرأة بالتفاهم والنضج اللذين قد يفضيان الى حب كبير ، وأحيانا لايأتي الحب ويبقى الزواج مجرد تمشية حال .. وعلى العموم يتشابه بعض التجارب وبعضها يختلف أيضا ، لذلك لاتوجد قاعدة مطلقة لأن التجارب تختلف ، وإن تشابه بعضها فإنه لايصل حد التطابق ، لاسيما مع اختلاف أصحابها وتباين مستويات وعيهم ونظرتهم الى الحب والزواج ، فضلا عن الظروف المحيطة بهم .
*****
المرأة تحب الرجل قويا حنونا في آن ، ولاوجود لصراع بينهما ، من طرفها في الأقل . ولاانتصارات ولاهزائم ولاتحديات بينهما إلاّ في مخيلة الرجل الذي قد يعيش في وهم من صنع سوء فهمه للمرأة .
*****
كوني امرأة متمردة على أساليب الحب التقليدية ، كي يراك رجلك متفردة لاتشبهها امرأة . تمردي على روتين الحب لتصنعي لك وله حياة لاتشبه غيرها ..لاتمل .. لاتتكرر .. لاتنطفئ سعاداتها .. لاتكتفِ بذلك وإنما حاولي أن تصيبيه بعدوى التمرد .