علم اللوع أضخم كتاب في الأرض



طارق المهدوي
2018 / 7 / 17

علم اللوع أضخم كتاب في الأرض
طارق المهدوي
تشرح كافة القواميس والمعاجم اللغوية فعل اللوع أو الملاوعة بعدة كلمات ومصطلحات تشترك جميعها في معنى واحد يدل على تحقيق المنافع الذاتية عبر إلحاق الضرر والأذى بالغير، أما شاعر العامية المصري صلاح جاهين فقد وصفه في رباعياته المنشورة سنة 1963 بقوله "علم اللوع أضخم كتاب في الأرض...بس اللي يغلط فيه يجيبه الأرض...أما الصراحة فأمرها سهل...بس لا تجيب فلوس ولا تصون عرض"، ومع النظر إلى فعل اللوع باعتباره أحد وجهي عملة سلوكية يومية مصرية وجهها الآخر هو فعل الورى أو التورية فإن المصريين يبطنون من أسرار اللوع أكثر مما يظهرونه، حيث يفهمه عوام المصريين كسلوك أنثوي يهدف إلى تحقيق منافع تتمثل في الاحتفاظ بعلاقة اجتماعية أو مهنية أو مالية طرفها الآخر ذكوري أو في تطوير تلك العلاقة لتحقيق المزيد من المنافع، من خلال غش وخداع هذا الطرف الأنثوي لذلك الطرف الذكوري عبر خليط محسوب بدقة من السلوكيات الناعمة والخشنة معاً، ولعل حالة اللوع الأكثر شهرة في مصر إلى درجة أن علماء الاجتماع يسمونها بالتمرين التكراري هي تلك التي تستدرج فيها سيدة ما الرجل الذي تستهدفه نحو المربع الذي تستهدفه، فالسيدة تقيم مع الرجل علاقة رفقة جنسية حرة باتفاق ثنائي واضح ومعلن حول المنافع والأعباء والمحظورات المتبادلة بينهما، والتي تشمل فيما تشمله عدم السعي من جانب واحد نحو تطوير تلك العلاقة لأي شكل من أشكال الزواج وعدم السعي من جانب واحد نحو إنجاب أطفال كناتج لتلك العلاقة، لكن السيدة الملاوعة تسعى لكسر المحظورات بهدف زيادة منافعها الذاتية مقابل زيادة أعباء شريكها عبر إنجابها لطفل ثم استغلالها لإنجاب الطفل المسكين من أجل إجبار الرجل الساذج على أن يتزوجها، منتحلة دور البطلة حيناً والضحية أحياناً لخلق تعاطف داعم غير مستحق تجاهها وخلق عداء ضاغط غير مستحق تجاه الرجل رغم أنها ليست سوى محتالة استغلت بدناءة شديدة رجلاً ساذجاً وطفلاً مسكيناً ومجتمعاً متخلفاً لتحقيق منافعها الذاتية!!.
طارق المهدوي