مجالس الشور والبندرية تعمق التربية السليمة للاشبال



سامي الماس
2018 / 7 / 18

منذ بضعة سنين وانا ارى عدد من المُنشدين والرواديد الحسينيين وهم يختلقون طرقا عديدة لاقامة المجالس الحسينية ، فهناك من يبتكر طريقة ويختلق اسلوبا معينا ،وهناك من يحاول ان يضيف شيئا لطور حسيني قديم، واخرون يحاولون ان يشدّوا المستمعين باساليب تميل الى الطرب والرقص اكثر منها للعزاء والماواساة .
كل تلك الطرق والاساليب جذبت البعض ونفر منها البعض الاخر، بل واعتبرها انتهاكا لحرمة المجلس الحسيني ، ولعلنا نتفق على امر واحد، وهو ان التطرف والمغالاة في اي شيء يتسبب في نفور الكثير منه ، فكما الافكار المتطرفة والمغالية تتسبب تهديم البناء الفكري السليم للمجتمع، فانه بالمقابل التطرف والمغالاة في اظهار المجلس الحسني والعزاء الحسيني يتسبب في انتهاك الحرمة والاساءة لصاحب العزاء .
وقد اتفق الكثير ممن شاهد وحضر مجالس الشور والبندرية التي يقيمها الشباب الواعد في مكاتب المحقق الاستاذ الصرخي الحسني على ان تلك المجالس نَقَّحت وشَذَّبت ما طرأ على مجالس الشور من قبل بعض المغالين والمتطرفين الذين انحرفوا بها باتجاه الطرب والرقص وانتهاك الحرمة ، فكم هو جميل ان يخرج علينا منشد وهو يتلوا بصوته العذب آيٍ من القرآن الكريم قبيل بدء قصيدته التي طرّزها بمعانٍ رائعة تعكس الوعي الفكري الذي يحمله هؤلاء الشباب ، ومن خلفه يقف عدد من المسبحين وهم يرددون (حسين .. حسين .. حسين ) او (علي .. علي .. علي ) وبصوت واسلوب يتناسب مع ذلك الطور الحسيني الجميل ، وبالمقابل نرى المعزين وهم يرتدون الملابس السوداء او الخضراء كالسندس والاستبرق أوالملابس الحمراء التي تعبر عن الحزن والمصاب والالم مما يضيف للمجلس هيبة ومكانة ويعطي للمعزين شعورا عظيما بالمواساة لصاحب المصيبة .
لقد اكد لي احد المقربين للمحقق السيد الصرخي الحسني عندما استفسرت منه عن استخدام اتباعه لهذا الطور الحسيني الجميل قائلا : ان سماحته يسعى ومنذ تصديه للمرجعية ان ينقّح كل الشوائب التي دخلت على الفكر الاسلامي وعلى المجتمع الاسلامي ومن جميع الجوانب والنواحي وعليه لا يمكن له ان يهمل الشباب و الاشبال والاطفال الذين عانوا من اهمال المؤسسة الدينية والحكومية والتربوية طيلة سنوات المحنة التي عاشها العراقيون " .
فعلا وجدت الكثير من الشباب والاشبال والاطفال وهم يملؤون المساجد والحسينيات ومجالس العزاء ويشاركون مع اقرانهم في تلك المجالس، مبتعدون عن الانحرافات الفكرية والاخلاقية التي من المؤكد إن تُركوا ستجرفهم لمصير لا تُحمد عواقبه .