العائلة المصرية السعيدة



طارق المهدوي
2018 / 7 / 19

العائلة المصرية السعيدة
طارق المهدوي
حدث ذات يوم على أرض مصر المعاصرة أن الشاب "س" أعجبته الشابة "ص" التي لم تصده فتقدم للزواج منها، وبما أن القانون المصري يمنع الزواج بغير ولي شرعي للعروس من أهلها فقد قامت ص مع أهلها بإجبار س على الخضوع لمراسم الزواج المتبعة، والتي شملت فيما شملته إلزامه بأعباء مستمدة من العصرين العبودي والإقطاعي مثل المدفوعات المقدمة كالمهر المالي والشبكة الذهبية وغيرهما والمدفوعات المؤجلة كمؤخر الصداق وغيره، إلى جانب التزامه الاضطراري بالأعباء التي ينص عليها القانون المصري كنفقة المتعة ونفقة العدة ومسكن الحضانة وغيرها بالإضافة إلى تكبيله بقائمة منقولات وهمية لحبسه عند الضرورة، إلا أن س الذي أجبرته ص على تحمل كل أعباء زواج العصرين العبودي والإقطاعي فوجئ بها بمجرد أن أصبحت زوجته تطالبه بالحصول على كل ميزات العصرين الليبرالي والماركسي، سواء في مظهرها الخارجي أو في سلوكياتها وعلاقاتها الاجتماعية والمهنية أو حتى في شكل وجوهر علاقتها الثنائية الحميمة معه تحت طائلة اتهامه بالتخلف والرجعية والاستبداد، وسرعان ما أنتجت الزيجة الابن "ع" والابنة "ك" ليستمران عقوداً زمنية ممتدة في كنف ومنزل أبيهما س الذي يحملان اسمه ويحملانه كافة الأعباء الأبوية والمجتمعية والقانونية المستمدة من العصرين العبودي والإقطاعي، والتي تلزمه ضمن ما تلزمه ليس فقط بالمسؤولية المباشرة عن تلبية كل احتياجاتهما وتسديد كافة نفقاتهما لكن أيضاً بتلقي العقاب عن جميع أخطائهما، إلا أن الابن ع والابنة ك ما أن شبا عن الطوق حتى فعلا نفس الذي فعلته أمهما من حيث مطالبتهما لأبيهما بالحصول على كل الميزات الشكلية والجوهرية للعصرين الليبرالي والماركسي تحت طائلة اتهامه بالتخلف والرجعية والاستبداد، إنها حقاً العائلة المصرية السعيدة!!.
طارق المهدوي