شتان بين أم تنتظر هدية العيد ... وأم تذرف دمع فراق عزيز



سامي الاخرس
2006 / 3 / 27

شتان بين أم تنتظر هدية العيد ... وأم تذرف دمع فراق عزيز
يوم الأم .. يوم الربيع .. يوم الكرامة ، ما أعظمها وأروعها من مناسبات تحمل بين ثناياها أعياد وأعياد ، وهمسات تختزل أفئدة القلب والوجدان.
يوم " عيد "الأم أروع وأرق المناسبات التي يحتفل بها الكون ،فالجميع يستعد ويفكر ويبدع ، بالطريقة والآلية التي سيثبت لست الحسن حبه وعشقه !! بهذا اليوم ،وكان الأمهات علي موعد بكل عام لتستقبل بهية فلذة كبدها ، ليقبل يدها ،ويشعرها بحبه ، فمنا من ينظم القصائد ، ومنا من يدون المقطوعات والخواطر ،واصفا حبه للأم ، وكأن حبنا لست الحبايب مقتصر بيوم الأم.
كل يوم ،وكل لحظة ، هي أعياد أم نقبل الجبين ،واليد والرأس ، وكل نبضة تحمل لها أرق وأقدس مشاعر الوجدان والفؤاد... ولن أعترف بيوم الأم ، كيوم عيد للأم ، فكل يوم يشرق صباحه هو عيد أم .
وبهذا اليوم احتفلت لوحدي ، وسكنت بذاكرتي قليلاً ،أتأمل الورود والزهور وهي تحمل ما في القلب لهذه الأم الحبيبة ،وأهيم بالابتسامة المرسومة علي الشفاه وهي تستقبل فلذة الكبد ،تحتضنه بشوق وحنان ،فأمسكت ترانيم قلبي وأصريت أن أغدو لأقبل جبين أمي ، وما أن هممت ،طافت بخلدي الأم الفلسطينية التي تحمل أكاليل الحب لتذهب بها صوب لحد فلذة كبدها الذي خطفته آله الموت ، والأم التي تذرف دموع القهر من فراق حبيبها خلف القضبان تنتظر بشوق أن تقبله ،والأم التي تسبح لله مع كل صلاة فجر أن تري وتحتضن حبيبها الغائب قهراً ،من أقتلع من أرضه .
كما هامت أمام فؤادي أماً عراقية وهي تجول بشوارع بغداد تبحث عن نورها الذي خرج مبتسما وهو يودعها بقبله علي الجبين ولم يعد بعد ، أماً عراقية تنتظر أن تفتح أبواب سجون أبو غريب ويفك حصار سامراء لتحتفل مع عشيقها ، أماً عراقية تحتفل مع صرخات أبنتها التي احتفلوا علي أصوات صراخها وهي تعذب بحقول سامراء .
نعم احتفلت مع أم أطوار بهجت وهي بحقول سامراء تتأمل أطوار وهي تعذب ويحرق جسدها "كضريبة وفائها للوطن وللحقيقة" .
فمن سيقبل جبين وأيدي هذه الأمهات ، ومن سيهديهن الورود والزهور بيوم الأم؟ ويحتفي معهن بيوم الواحد والعشرين من آذار بكل عام؟
فجلست وأرسلت نبضة لكل أم من هؤلاء ، هدية بعيد الأم ، أرسلت صرخة تدوي بسماء الكون ما احتفلت أمهات الكون .. وأمي تصرخ وتتألم ....
فهل أدرك قتله أطوار وآلاف مثل أطوار أي يوم هو يوم الأم؟
صبراً ... صبراً ... يا أمي
سامي الأخرس
22/3/2006