الخطايا العشر



مارينا سوريال
2018 / 8 / 13

احبت رأئحتها ..ليست المرة الاولى ولكنها لم تكن كالاخريات ..منذ ان جاءت الى المدينة ودخلت حمامها وهى تتبعها ..فى الليل تسكن وهى تطلق دخانها ربما تختنق من تداخله فى شريانها ذات يوم ولكن من يبالى..لم يعد احد يبالى حال المدينة لم يعد يذكرها باسباب العيش كثيرا ..منذ ولدت وهى من مدينة لاخرى حتى سكنت تلك ..اعتقدت فى نفسها انها من كانت تبحث عنها ..لايهم اين ولدت ..تلك الرائحة جذبتها كانت تعرف..ستعود صاحبتها من جديد الى هنا وهى ستنتظر...


استيقظت متاخرة ..يوم خصم جديد..لاتحب عملها ولاتظنه يحبها ايضا انه ينفرها فلاتجد لها كرسيا حتى تتنفس وسط ازدحام مكتبها ..ماذا اذا استيقظت يوما فوجدت ان العمل قد رحل وان كل كلمة فرض ذهبت ملعونة الى غير رجعة..تمسك هاتفها تراقب صورة كرم الصغير..يوم اخر صورة الصغير تنسيها الحلم ..تزفر تعتقد ان الكلمات التى سمعتها صحيحة انه المعبد والدير البحرى ذكريات تأبى ان تنساها تنساه ..علمت من الصحف انه عاد من الخارج ضمن بعثة جديدة للتنقيب فى تلك المنطقة تحديدا سيكشفون قريبا عن مقبرة جديدة سمعت تصريحه المتحمس..تكره سماع صوت من يجلس بجانب على الاريكة مساء يتابع صفحتة الخاصة من هاتفه تسمع كل حين سبابه المرتفع ..عليها القبول بذلك الرباط الابدى لاطلاق لاشىء سيحدث فقط ستحرم من الصغير..ترى تلك الراهبة فى الليل تعود لها من جديد..تتذكر صرخاتها كانت من شاهدتها ترحل ..انه الحادث ذاته الذى جعلها ترحل الى الصحراء وتراه ..هه لقد تغير ظهر بعض من الشيب على شعره ..الاخبار تقول انه تزوج انجليزية..وجه جدها يراقبها بصمت انه الرقيب الباقى من العائلة الوحيد الذى يعلم السر ..تذكرت منذ سنوات قليلة كانت لاتزال تحلم بالتخرج من الجامعة كان يمثل لها التحكم فقط اشهر وتبدأ فى طريقها للاستقلال كما اعتقدت تفكر فى نفسها فى ذلك الوقت ولاتصدق كيف كانت على هذا النحو؟من عملا الى اخر من وجوه كئية الى اخرى تفرض ما تريده عليها فرضا فى البداية كانت العنصر الاضعف فى الحلقة حتى تعلمت ان تتسبب فى ازاحة لعناصر اخرى كى تبقى هى كى تشعر هى بالاستقلال بالنجاح ولكن من يدرى ما النجاح ما الاستقلال؟ انه عملا تلو الاخرى تنتهى نقوده مبكرا فتبدأ بعمل الحسابات اللازمة للايام الباقية على ذلك اليوم المشهود
لاوقت للحب أو تبخر من تلقاء ذاته اننا فى الاساس لم نعد نعرف كيف يكون هو..نحن فى الازمات نبتعد اكثر فاكثر نتلذذ فى التشفى نغرس اظافرنا فى جراح بعضنا البعض حتى نرى الدماء تسيل..لما نفعل هل نحن الوحيدون من تعرضوا لكل هذا الضيف فى حياتهم .حتى جاء هو بلا سبب تبدل كل شىء ..مناسبا من جميع النواحى رددوا العبارة على اذنى ولانى لاابالى وافقت ربما لو كنت أبالى قليلا لما كنا هنا الان ..
الخطايا العشر
فى ذلك الزمن المفقود رفع عيناه عن الرقعةالمنسوخة..حينها ادرك انه انتهى تمام ..لن يعود الى الرقع والاحبار من جديد ..فعلها من قبل فى زمن شبابه لكنه كان يعلم جيدا فى قراره نفسه انه طيش وانه عائد لعمل اجداده ..انه شىء ينتقل عبر الاجيال ليس بفضل بل بواجب..
فى النهاية قرر اخفاء تلك الرقع فى مكان امين حتى لاتعبث بها الايادى ..قريبا سوف يرحل لايريد ان تتعذب روحه وان تتلقى اللوم قرر ان يغمض جفنيه فى هدوء لاول مرة منذ سبعون عام واستعد للرحيل.

حل فصل الصيف سريعا لم تتمنى حدوث هذا لكنه حدث ..كانت تراقب المكتب الخاوى الى جوارها..كان عليه فعل هذا يردد عقلها فى قوة حتى لاتتذكر مرة اخرى..تك ليست المره الاولى التى تدفع فيها احداهن من طريقها هكذا يتطلب العمل وعليها تلبيه الامر.صوت السيارات بالخارج انه الزحام فى كل المدينة ..لامكان للتنفس.. منذ ليلتين ترى نفس الحلم لاشىء يجعلها تنام دون ان تفكر فى ذلك الرجل الذى يظهر ويذهب بعيدا تاركا اياها تائهة لاتفهم ..تسمع همس المحيطين الكل يعرف. ولكنها تعرف ايضا.. لديها ما يشين كل فرد منهم ..الكل يصمت ثم يعلو صوته عندما يكتشف خطأ ما يردد فى تلذذ الخطأ ويزيد ويجعل من السهوة قصة تصلح بأن تلصق بصاحبها ابد الدهر لكنها نجحت فى ان تخفى كل اثر انه مفعول السحر الذى استخدمته اسمه كلمه واحدة هى الخوف..الخوف من كشف امره وفضحه وان يجلب جوار اسمه فعلته وكانه يوم الحساب الاخير بل انه لايخاف يوم الحساب بقدر خوفه من افتضاح امره وضياع راتبه او الاكراميات جراء الصمت..لايضايقها سوى ذلك الصامت ..اتى منذ اربعة اشهر يلازم مكتبه ولا يتحدث كلما زاد صمته زاد توجسهم يعلمون انه المراقب الجديد عليهم جميعا ..عيونهم قد اوكلتها للمهمة وكأنها بعد ان تخلصت من زميلتها قد كسرت كل ما يمكن فعله ..تعلم ان مسئولية موتها يقع عائق على روحها الى النهاية ولكنه ذنب قدرى عليها ان تقوم به ..لكنه ليس مثلها الامر مختلف لايفهمون سوى كلمة واحدة عليها ايجاد طريقة للتخلص منه لاينبغى ان يكون مراقب جديد عليهم.
..