تفاقم ظاهرة التحرش الجنسي



نورالهدى احسان
2018 / 8 / 23

نظراً لسعة انتشار هذه الظاهرة في بلدنا ، لذا فقد تم تداولها بشكل واسع شمل كل وسائل الأعلام والإتصال الإجتماعي .
وقد يتبادر الى أذهاننا ، ما السبب وراء إزدياد هذه الظاهرة في العراق ؟
ومن خلال دراسات وأبحاث أجريت ، أتضح انّ هناك عدة أسباب تدفع الأشخاص لممارسة التحرش ، منها نفسية وأخرى صحية ، واجتماعيه أهمها العادات والأعراف البالية التي تولد الكبت النفسي والجنسي لدى جميع فئات المجتمع بصورة عامة .
ولا تقتصر هذه الظاهرة في الأماكن المزدحمة مثل الأسواق والحدائق العامة وغيرها ، بل تعدتها الى دوائر الدولة ، حتى وصلت الى الجامعات ، بالرغم من انّ الجامعات تعتبر هي الحاضنة للشريحة المثقفة الواعية في المجتمع . ومع التطور التكنلوجي والثورة المعلوماتية ودخول الأنترنيت الى كل بيت عراقي ، أصبح للتحرش وجه آخر مقترن بالابتزاز الالكتروني عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي واهمها فيسبوك .
ورغم تدين الشارع ، كما يبدو في الظاهر ، وطابع الدولة ودستورها مستمد من روح الإسلام مع تأثير الأعراف العشائرية المسيطرة على المجتمع ؛ الا انّ بلدنا يعيش حالة الإزدواجية والتناقض ، أي وجود الدين الشكلي فقط بعيدا عن جوهر الأخلاق وقيم السماء .
ومن أهم اسباب تفشي تلك الظاهرة في الشارع العراقي ، عدم مواجهة النساء للمتحرش والسكوت على فعلهم الدنيء ، خوفاً على سمعتهن ؛ وذلك لأن المرأة مقيدة بجملة من الأعراف ، تحت ذريعة ، انّ المرأة لا ينبغي عليها أنْ تردّ على الرجل في مواجهة فعلية أمام أنظار الناس ، بالرغم من وجود فقرة قانونية لحمايه المتحرش بهِ منذ عام 1996.
وبالطبع اللوم لا يقع على الرجل وحده في ما يخص تلك الظاهرة ، بل انّ للمرأة دور كبير ودافع اساسي يشجع الرجل على التحرش من خلال ما ترتديه من لباس يكون خارق للذوق العام ، وخالٍ من الحشمة ، خاصه في الفترة الأخيرة مع تطور الأزياء وانتشار الموضات الأجنبية والغريبة .
اضافة الى ذلك فأن ظاهرة التحرش تطورت بشكل كبير ومتسارع ، حتى اصبحت بذات العائلة الواحدة ، وقد سمي بزنا المحارم .
وبالتأكيد هناك عده حلول لمعالجة التحرش والحد من تلك الظاهرة ، وذلك من خلال تشجيع الفتيات والنساء على ردع المتحرش بهن ومواجهته بلا خوف أو تردد ،
والعمل على زياده الوعي لدى الشباب من خلال الإرشاد التربوي والوعظ الديني ، اضف الى ذلك لا بد من توعية الشباب والفتيات وخاصه المراهقين لإستخدام مواقع التواصل الإجتماعي استخداما أمثلا ، وهناك قضيه مهمة لابد من الالتفات إليها ، وهي انّ فصل الجنسين في المدارس الابتدائية و الثانوية ، جعل كلا الجنسين يعيش حالة من القلق النفسي وعدم التعايش والإنسجام والتطبع على التعامل السليم والحضاري بين الطرفين ، وبالتالي تسبب بخلق فجوة كبيرة تم تعويضها لاحقا بالتعدي على الجنس اللطيف .