ما لن أعلمه ﻹبنتي



سوسن بالضياف
2018 / 9 / 5

..... لن أعلم إبنتي الخضوع والخنوع بحجة الشرف والبحث عنه لأنني بهذا حكمت عليها أنها عديمة الشرف ويجب أن تستعيده وبدل أن تعيش حياتها كإنسان تعيش حياتها في رحلة بحث عن شرف " رحلة صراع داخلي عند كل ثياب تقرر إرتداءها ..... رحلة صراع عند كل إبتسامة تبتسمها وهل ذلك يفقدها ماتبقى لها من شرفها أم لا ..... رحلة صراع عن كل عطر تضعه ..... كل مسحوق تنتقيه بفطرة حبها للجمال والحيال ..... رحلة صراع عند كل كلمة وفي كل مجلس وهل نالت الرضى والقبول أم لا ..... رحلة صراع في كل خطوة تخطوها خارج مملكة البيت في الغابة المستوحشة المسماة ( الشارع ) حيث عليها أن تكون رقيبا عتيدا على كل شيء إلى حين عودتها لبر الأمان ( البيت ) هذا إن كان بر تلق فيه الأمان أصلا وليس سجنا ناعما من نوع آخر " .....
سأعلمها أنها خلقت إنسان وأن الشرف خلق معها ولم تفقده لكي تعيش حياتها بحثا عنه في كل خطوة وكل يوم ..... سأعلمها أنها رائعة ولن تنقص من روعتها نظرة إزرداء ممن حولها أو نقد لما لا يعجبهم من تصرفها ..... سأعلمها أن ما تختاره بإرادتها يجب أن تدافع عنه وتقف بوجه كل من يحاول إعاقتها .....
سأعلمها أن ترضي نفسها وتكون هي فقط ولن أزج بها في عروض مباشرة وغير مباشرة في سوق نخاسة مجتمع بائس ليحكم عليها هل هي جيدة أم سيئة !!! ..... هل هي خاضعة لمعايير الشرف أم حادت عنه !!! ..... سأعلمها أن حديث الجارات من حولها حذاء تنتعله وأن حديث المسعورين تربة تدوس عليها .... سأعلمها أن عقلها هو أغلى ماتملك وأنه هو غشاء بكارتها الذي يجب أن تحميه من كل من يحاول فضه بتعليبه وإخضاعه وبرمجته .....
سأعلمها أنها إبنة الحياة وسأكون بجانبها لأنني أعلم أنهم سيرمون بها خلفا بعد أن يضعون عليها بصمة الإخضاع وضمها للقطيع بحثا عن فريسة قادمة .....
سأعلمها أن تأخذ بيمينها كتابا كما يعلم غيرها البنات أن يأخذن بيمينهن منشفة ومنديلا ....
.