ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة



مارينا سوريال
2018 / 9 / 7

تقفز من السيارة الاجرة التى اضطرت على استقلالها مرغمة لايمكن ان تتاخر اليوم..التضحية بخمسون جنية ارحم لها من الراتب ..انهم افضل عائلة عملت لديهم منذ ثلاث سنوات على الاقل جميعهن مثلها..عدلت من وضع ملابسها تحسست شعرها تاكدت انه مغطى بالكامل تغاضت عن لون قميصها الباهت من فعل الزمن وهى ترن الجرس..تستقبلها السيدة بتجهم تتوعدها ولاجل انها المره الثانية تخصم نصف اليوم تكابد الا تجيبها فى غضبها حتى لايتضاعف الخصم ..تتحرك سريعا ناحية المطبخ تلمح اصغر فتياتها على حاسوبها فى الغرفة لاترفع رأسها وتنظر اليها ..تحب النظر الى تلك الفتاة كثيرا كلما نظرت وجدت لها شكلا مختلفا بتصفيفة جديدة تحب جميع تصفيفاتها..
منذ ان تعلمت العمل فى البيوت تعلمت ان تنسى بيتها ايضا حتى تعود اليه فى الليل من جديد..لاتكره شىء بمقداره..
تخلع طرحتها الزرقاء تراقب قميصها الابيض وتنورتها السوداء وحذائها المثقوب فى مرأه الحمام قبل ان تسمع صوت السيدة الغاضبة تتشاجر مع ابنتها الوسطى اسرة الخطيب قادمة اليوم كل شىء لابد ان يكون على اكمل وجه ..ليست المره الاولى التى تطهو فيها فى بيت عروس ولن تكون الاخيرة فى قراره نفسها تعرف انها لن تكون عروس ابدا..وهى تعمل فى المطبخ تتجنب ان تنظر الى اصابع قدمها المكتظة والقصيرة متلاصقات كم سمعت سخرية منهم من الجيد ان اصابع يدها سليمة عدا الاصغر هى من جرحته اما كوعها المختفى تحت كم القميص فلايزال بعلامة الحرق المربعة فيه ..لم يكن جسدها بهذا الهزال من قبل رحلت استدارتها لم يتبقى لها سوى الجلد تسخر منها لبيبة الاخت الثانية من بين خمس فتيات كل ليلة تكون بصحة جيدة فتجلس وسط الغرفة اما معظم الليالى تأن فى فراشها هم الاوفر حظا فى منطقتهم لولا البيت المكون من غرفتين واحدة لهن والاخرى له وذلك السطح الذى يحيا فيه ليله ، لااحد يعرف من اين حصل على المال ولا كيف عرف تلك الارض التى وطأها اول انسان ليبنى له فيها بيتا من جوف الصعيد قدم وايضا امها لاتعرف لها جد او عم وكأنهم خرجوا بمفردهم من جوف الارض..
عليك بالصمت اتفهمين اذا رحل هذاايضا لالا لن اسمح لك
تصرخ السيدة فى ابنتها من قبل قامت بالتحضير لقدوم خطباء وفى النهاية يرحلون لكنها لاتشبه الفتيات هناك فهى لاتبكى ابدا بل تبدأ فى ذم الجميع بكل الصفات اذا امراة فعلتها لديهم لقتلت من الضرب ..