علِمها أن تكون ......



محمد ليلو كريم
2018 / 9 / 17

علِمها أن تكون ........
ارتقوا فالقاعُ مُزدحِمٌ ....
ولأننا مُجتمع ذكوري ، يحط من قدر الأناث ، ويُعلي من شأن الذكور ، فللذكور أمتيازات اجتماعية لا تتوفر للأنثى ، وبالتالي فالرجل سيد الأنثى وقائدها وولي أمرها والمؤدِب لها والمتحكم بمصيرها ، وليس لمن حُبلت وأنجبت وأرضعت وطبخت وكنست وأرهقتها متطلبات العائلة إلا إرضاء السيد المهاب ، الرجل ، فأوامره مقدسة ، ومعصيته خطيئة ، وتنفيذ توجيهاته أمر لا بد منه ، ولا شراكة ورأي ونقاش ..
ليس من الممكن تغيير أنماط اجتماعية بين ليلة وضحاها ، فتغيير المجتمع وتحسين مستويات ثقافته وسلوكياته ومفاهيمه يحتاج لفترة طويلة قد تُقاس بالقرون ، ولهذا لنتحدث بمنطق وواقعية :
ما دمت متحكماً بالمرأة وسيدها وقائد لها فأنت من تحدد مصير وعيها ..
كل ما تكتبه وتقوله وتأتي به من سلوك كرجل يُساهم بشكل فعال وعميق في تنشأة جيل من النساء ، وأنت المسؤول الأول عن المرأة واستقرارها الذهني والنفسي والعاطفي ، فإما أن تجعل منها مستقرة ايجابية معطاءة ، أو مضطربة سلبية مانعة ...
علمّها أن المرأة الواعية أفضل من المرأة العاجزة عن التفكير ، فالأولى مربية مثقفة ، والثانية على العكس ..
علمّها أن العاطفة موقف عظيم ، والقلب المحترم يتحرك نحو حبيبٍ محترم ..
علمّها أن المجاملة ليست حجة للتلذذ بكلمات وحديث مع الرجال ..
علمّها أن تكون أمامك هي نفسها وأنت غائب ، لا أن تكون متحايلة ، مخادعة ، تستغل أي فرصة للأنفلات من مراقبة الرجل ..
علمّها من خلال سلوكك أنت واسلوبك في النطق ، لا أن توبخها دوماً على كل غلطة وأنت مليء بالأغلاط والفاظك منحطة .
علمّها أن مهمة تربية وتأديب الرجل من مهامها ، هي المربية ، هي من توبخ اولادها الرجال ، هي من تمنع زوجها من المبالغة في المصروفات ، هي ( ربة ورب ) المنزل ..
علمّها من خلال افساح المجال لها لتأخذ دورها الكامل في كل مجالات الحياة ..
أجعل منها مهيئة لتكون ذلك الفارس البطل في حال غيابك النهائي عن الحياة ، وهي ستكون الفارس البطل أن تركت فيها حب عظيم وعاطفة مُشبعة وملايين الكلمات الجميلة والقُبلات اللذيذة ، سيكون قبرك ضريحها المقدس ..
نحن ، كرجال ، كل انتصاراتنا العسكرية لا تعادل كسب عاطفة وقلب امرأة ستزدهر وتشع حباً وعاطفة وقوة في الحياة ، أما أن نوجه بيدنا اليسرى البندقية تجاه العدو ونوجه بيدنا اليمنى صفعات لنساءنا فنحن حينها خاسرون ، خاسرون ، خاسرون .
يحق لي أن اقول أن وجه المرأة ، كمريم ، هو مريم ، فكيف للرجل أن يضرب الوجه المريمي .
(( حبيبي امنحني فقط كفك لأنام قليلا قبل رحيلك الأخير نحو مبهمك الذي انتظرته طويلا قبل أن يقف عند الباب محملا بأناشيده الشجية . امنحني ما يعطيني ثقة لكي أواصل الحياة بعدك ؟
- كتاب امرأة سريعة العطب -
واسيني الأعرج ))
قدِسهْا يُقدِسك الله .......