اطفال العراق والاستغلال السياسي



رائد شفيق توفيق
2018 / 9 / 17

اطفال العراق
طفولة مهمشة واستغلال اعلامي وسياسي
رائد شفيق توفيق
يفكرون بطريقة مختلفة وجوه مشرقة بنظرات معبرة وألوان زاهية ، وابتسامات بريئة هذا ما يستوقفنا دائما لنتطلع اليها بامعان وهي تبث في كل ما حولها الامل بغد اجمل ، مع ذلك هناك تساؤلات كثيرة تحيط مشهد الطفولة في العراق لانها طفولة مشوهة بسبب انها في العراق في الشريحة الاكثر تعرضا للامتهان بسبب الفقر والعنف الاسري والاهمال والادهي والامر من ذلك التقاليد والاعراف العشائرية التي لا علاقة لها بالطفولة لا من قريب ولا من بعيد . اما الحكومة التي من المفترض انها توظغ امكاناتها للارتقاء بواقع الطفولة توظف ذلك كله للاستهلاك الاعلامي والدعائي لتجميل صورتها وتغطية فشلها في ادارة الدولة كما وان النشاطات التي تقوم بها هي وجه من اوجه الفساد المالي والاداري . اما الاحزاب والكتل السياسية وهي التي هي من يشكل الحكومات فانها تتعامل مع الطفولة على انها وسيلة دعائية كبرى في حملاتها الانتخابية كمادة ممتازة للاستهلاك الاعلامي وينتهي الاهتمام بالطفولة باتهاء الانتخابات لتبدأ بعدها الطبقة السياسية الاهتمام بصراعاتها ومكاسبها الخاصة ولا تهتم برعاية الطفل والطفولة فقد حصلت على ما تبتغيه .
وعندما يتحدث مسؤول حكومي عن اهمال الطفل وتراجع واقع الطفولة في العراق يؤكد ان الاوضاع الامنية والظروف الاجتماعية للاسر العراقية أثرت وتؤثر بشكل كبير في واقع الاطفال وتغيير نمط سلوكياتهم وكأنه من بلد اخر يتحدث عن واقع الطفولة لا انه وحكومته التي هو احد اقطابها مسؤولون عن ذلك كله.
فهل بعد ذلك هناك اهتمام حقيقي من الحكومة العراقية يتناسب وحاجة الطفل العراقي والى أي مدى اضحت رياح السياسة تعبث بأحلام الطفولة ؟ بسبب ذلك غدت سلوكيات الاطفال مضطربة وغير مستقرة بسبب ما ترسب في نفسية الطفل الذي بات مشحونا بصور المفخخات والتفجيرات. اظافة الى التشريعات القاصرة لرعاية الطفولة وغياب العدالة الاجتماعية وهي المفتاح للفساد الاداري.
وعلى الرغم من توقيع العراق على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989 الا اننا نرى ان الطفل العراقي ما زال يعاني اوضاعاً مأساوية والسبب في ذلك هو ان الدولة لم تضع حقوق الطفل في أولوياتها وخططها في بناء المجتمع ومن بين حالات انتهاك الطفولة واستغلالها حالة عمالة الاطفال واستغلال ذوي النفوس الضعيفة لتلك الشريحة المهمة من المجتمع.