ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة5



مارينا سوريال
2018 / 10 / 23

انتظار
عاشت اشهر تنام نصف منصته للباب الذى ينكسر معلنا قدومهم للقبض عليها..صوت بكاء طفل لايتوقف فى اذنها..ثم هدأ كل شىء عرفت انهم رحلوا بعيدا ..لم يات احد للقبض عليها..عادت للنوم من جديد غير مباليه بمن يراقب خلف الابواب صعود الاقدام الى اعلى تزمر الصباح لان مكوثها قد طال تلك المره متعلله ببردا لايزول ..
لما رحلت امنا ..لما رحلت وفاء..لااجابة عليهم الاعتياد مثل كل مره ..كانت اقرب واحدة اليها لما رحلت انها لاتغادر بمفردها ..فكرت ماذا فعل لها لتخاف وترحل ؟..الى متى عليها البقاء هنا..كانت مريم من اخبرتها بالهمس الدائر فى الاعلى..صادق..انه يريدك ..صوت ارتطام سمعته بداخلها ..ردت بعنف ابتعدى لدى عمل لن تجدى المال اذا طردت بسببك..لم يكن هناك سبب لتدفعها بكل هذا العنف..اندهشت مريم راقبتها ترحل من بعيدا ..اليست هى نفسها من تمنت هذا ان ترحل بعيدا عن كل هذا وان يكون لها بيت لها وحدها ولا يتوجب عليها العمل لدى الاخرين..لكن صادق واحدا من الاعلى ويمتلك غرفة تحت الارض ..ام بسبب ذلك الكابوس الذى ظل يروادها اوقات طويلة بعد رحيل الام وكيف وجدت نفسها هى هناك عوضا عنها ..لالاتريد سترحل تلك المره ولكن لاعاد عقلها يخبرها انه لن يقبل ربما لاتستطيع ان تفسر لما لا ولكنها على يقين انه لن يفعل رحلت وفاء وسوف ترحل مريم لن تبقى معه يعرف انها الباقية الوحيدة وهى تعرف ان تلك الحفرة معه هى كل ما تبقى لها لقد فعلت الاسوأ وسيظل صوت بكاء الصغير جوار اذنها تعتاد على رفقته تخبره ليلا انها تحبه حقا ولكن كل واحد عليه دفع الثمن الذنب ذنب ابيه..استفاقت من شرودها على صوت الفتاة هل عدت للبقاء طيلة الليل هنا من جديد ألم تخبرك امى ان ترحلى وتكملى عملك فى الغد..
استيقظت من حلمها الطويل على وجه الفتاه النافر منها شروق الشمس دفء الصباح اسرى خدرا فى جسدها جعلها تتثأب لاتغضب تهبط جائعة تلتهم عده سندوتشات من الفول والبطاطس المقرمشة تتمشى امام محل الطعام السريع للهامبرجر لم يبدا العمل بعد تراقب قدوم العاملين فيه تنتظره فهو اول من ياتى فى الصباح واخر من ينصرف فى المساء قال لها سيمتلك واحدا ذات يوم انها لاتحب لاتحب..بالداخل متحجر انها تفعل مثل فتاة سيدتها فهى فتاة ايضا ..تتحسس جسدها وهو فى الداخل يبدأ فى العمل ..فى الاشهر الماضية امتلئت لم تعرف الامتلاء من قبل كانت دوما الاقصر والانحف ..الان صارت عريضة بعض الشىء مع استدارة اعلى ردفيها ..ترتدى حذاء جديدا كلما استطاعت تهتم بان تصبح الالوان متناسقة لذا كان عليها القاء نظره على دولاب السيدة الصغيرة ..احتفظت لنفسها بما وجدت مهمل فى الاسفل انها حتى لن تتذكره دوما تشترى اغراضا جديدة ،تساعدها على ايجاد مكان للجديد بافساح القديم من امامها ..
يعود يحضر لها مزيج من الطعم الحلو والحامض لاتعرف اسمه لم تتذوق هكذا طعم من قبل ..يخبرها انه خبأه لاجلها من البارحة يحضر لها عصير المانجو التى تشتهيها دوما ..الفاكهة التى عرفتها فى خدمتها ورأتهم كيف يتناولونها ..بعضهم كان يتركها تاخذ ما تريد لها فى الليل لتعود به تعلمت حينها كيف تخفى الاطعمة عن عينه لتلتهما مع البنات ..لكن المال فقط من عرف دوما بشأنه ..ولكنها لم تكف عن المحاولة فى ان يكون لها مال خاص مدفون فى الطين فى ارض الشجرة الميتة لايعرف احد عنها شىء ..تجمعهم وتحبهم داخل كيس محفوظ حتى لايحدث لهم مكروه اثناء المطر..ولكن حتى هذا الحلم لم تدوام عليه كثيرا كشف سرها كانت تعلم انها لبيبة من قامت بسرقتها ..هى من تبحث عن المال دوما خدشتها لم يكن هذا شىء مما نالته على يديها بالمقابل كان الخدش يبدو كلعبة طفل فقد قامت بكسر ذراعها القت بها تحت قدميها كانت لبيبة الاكثر قوة بينهن طوال حياتها عرض منكبيها جسدها القوى الذى يشبه جسد الرجال لايعرف التعب او المشقة دوما تضرب الارض بقوة لم تقف امامها واحدة فى الحى الضيق ..انه الحى المنبوذ فى اخر الطريق البحر مختلطا مع رائحة العرق والبيوت المتهالكة التى تعشش بداواخلها اشباح السقوط والموت تحت الانقاض ولكن لامكان اخر ..سمعت من قبل استاذ بالجامعة عملت معه عندما كانت طفلة انهم وارثوا اصحاب القصور ..قصور كانت تقام لتكون مصيفا لعائلات كبرى الباشوات فى ازمان ماضية هل هذا المكان المهجور الذى قدم اليه حاملا فأسه يبحث عن مأوى كان فى يوم لغنى لايعرف رائحة الصرف ولا المياه السوداء الملوثة بالقاذورات واشباه البشر باشباه الملابس بالوجوه التى تحمل الوجع وتنتظر ان تمسك السكين ..هى امسكت السكين وقتلت الصغير ولم تعد تخاف من رؤيته ليلا بل اصبح صديقها تخبره انها ستموت وتلحق به كلاهما سيبقى معا دائما ..فهناك فى ذلك المكان سترى القصور التى سمعت عنها وحلمت بها بل حلمت انها سقطت وراء دهليز لبيت واسع تتجول فيه ليلا لتجد طعاما معدا على مائدة طويلة وشموع وفاكهة منوعة وحلوى الكثير من الحلوى استيقظت على مذاق الطعام مرار..تذكرت هذا الطعم انه مثله نظرت اليه كان يراقبها ابتسمت اكثر احضر لها مزيدا من الاطباق فى الليالى التالية بعد ان مكثت معه فى المساء..لم تخبره عن مكان عملها حتى الان رغم انها فكرت فى غرفة السيدة الصغرى من اين اتتها تلك القوى لتفعلها على ذلك الفراش وربما تراها السيدة الصغيرة ...