كتب اثرت فى حياتى قصة حياتى شارلى شابلن



مارينا سوريال
2018 / 11 / 2

لن يمكن السيد موغام ، يقول شابلن ، ان يقنع فقيرا بان الشهرة والثروة الكبيرة مرادفان للقسر ، فانا لااجد أي اكراه في الثروة ، بل اجد فيها على العكس الكثير من الحرية * بالمقابل ، يحدد موقفه من الفقر بكل صراحة ، وبتعابير تكاد تشكل قاعدة لموقف طبقي بحث ، على الرغم من النقة الهائلة التي حدثت في حياته اد يقول :
*لم اجد في الفقر ، ولا وجدته موجبا للعبرة ، وهو لم يعلمني غير تشويه الفيم ، والمغالاة في تقدير فضائل الطبقات الغنية والمزعوم انها راقية ، ونعمها
يقول شابلن في تفسير اجتذابه دلك القدر من العداء من جانب امريكيين كثيرين : * لقد كانت خطيئتي الكبرى ولا تزال انني غير امتثالي ، * وهو يعرف نفسه كالتالي :
*انا ما انا ، فرد نسيج وحده ومختلف ، خلفي كل ميزات الرغائب والحاجات السلفية ، مع كل الاحلام والرغبات والتجارب الشخصية التي انا محصلتها*.
لقد عملت بائع جرائد – يقول شابلن – وعامل مطبعة ، وصانع العاب ، ونافخ زجاج ، وساعيا لدى طبيب ، الخ … لكن وسط كل هاته المغامرات المهنية ، لم يغب عن نظري يوما هدفي النهائي وهو ان اصير ممثلا هزليا . لقد كان المسرح جزئا مهما من ذاته ، بل الجزء الاساسي ، بحيث يمكن التساؤل ان كان امكنه ، – لو اراد – ان يكون يوما غير الذي اراد ان يكونه بالتحديد .
في تلك الغرفة المظلمة من الطابق الارضي لإحدى بنايات شارع اوكلي * وفي الغرف الاخرى التي تنقلب العائلة بينها ، ضمن اطار تلك الحياة *في شرائح المجتمع الدنيا * ، كانت تضعه باستمرار على هده الارض بالذات ، ارض المحاكاة الفنية ، وكانت والدته تسترجع امامه مشاهد من .”
حياتها السابقة ، وعلى الرغم من وصفها اياها بأنها حياة زائفة ، ففي كل مرة * تحدث فيها عن المسرح ، كانت تستسلم للحماس *
“الحياة قد تصبح رائعة إذا تركك الناس و شأنك.”
مقدمة الكتاب
لقد شكل الرجل ظاهرة ملفتة للنظر إلى أبعد الحدود في مرحلة مهمة جداً من تطور المجتمع الأميركي بالذات، وذلك انطلاقاً من تجربته الخاصة ومعاناته الحميمة. وحين لاحقه القضاء الأميركي باتهامات كاذبة تتعلق بحياته الشخصية في أوائل الأربعينات، كان واضحاً أنه يجري بذلك تدفيعه ثمن أفكاره وخياراته الإنسانية. إلا أنه خرج من تلك المحاكمة منتصراً. والأهم من ذلك أنه شارك من موقعه كفنان عظيم في تحريك المياه الراكدة لمجتمع تغلب عليه، في المستوى السياسي، النزعة المحافظة. وهو ما يلمح إليه بالضبط حين يورد الكلام الذي قاله لاين فوشتفانجر، بعد ختام تلك المحاكمة مباشرة وصدور الحكم ببراءته مما نسب إليه: "أنت الفنان الدرامي الوحيد، الذي سيبقى في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، لأنه أثار التناقض السياسي لبلد بأكمله".
إن هذا "الفرد" الذي انطلق لعناق العالم بأسره من شوارع لندن الفقيرة، والقيعان المظلمة لطفولته البائسة، متقمصاً صورة المتشرد خفيف الظل، الذي ينكأ بسخريته الناعمة والمحببة قروح المجتمع والحياة، والذي استطاع كما يقولون أن يملأ الدنيا ويشغل الناس بطرافة فنه وعمق ملامسته للشخصية الإنسانية، والتزامه الدائم لقضايا الإنسان المعذب، كان بالتأكيد نسيج وحده. وهو لم يكن ممثلاً ومخرجاً وكاتباً سينمائياً فريداً وحسب، بل يمكن أن نضيف إلى ذلك أنه كاتب سيرة ذاتية بارع، وصاحب ريشة أدبية ملهمة، كما سنرى ونحن نقرأ هذا النص الجميل الطويل، "قصة حياتي"! (