إمام المسجد النبوي يحرض على المرأة المسلمة



أشرف عبد القادر
2006 / 4 / 9

جريدة"القدس العربي" كانت في سنواتها الأولي منبراً مفتوحاً لجميع الاتجاهات الفكرية والثقافية والدينية في الوطن العربي لكن في أواخر التسعينات سطا عليها المتأسلمون فحولوها إلى منبر يكاد يكون خاصاً بهم. في عددها الصادر بتاريخ 19/3/2006 نشرت دفاعاً في صفحتها الأولي عن خطيب المسجد النبوي في المدينة المنورة الشيخ عبد الباري الثبيتي. ما الذي حدث لهذا الشيخ؟ هل انتهكت حقوقه الإنسانية؟ كلا. بل دافعت عنه لأنه هو الذي انتهك بشراسة حقوق الإنسان ممثلاً في حقوق المرأة الأولية فشن الشيخ في خطبة الجمعة 17/3/2206 هجوماً بأسلحة دمار التكفير الشامل للمرأة المسلمة واعتبر كجميع الفاشيين وزعماء أقصى اليمين والمتطرفين من جميع الأديان حصر دور المرأة في "الأمومة" فهي أم ولود ولا شيء غير ذلك. و"حذر الثبيتي من دعاة تحرير المرأة الذين يوهمونها بفكرة مساواتها مع الرجل مستشهداً بقوله تعالي
"وليس الذكر كالأنثي" كما قالت القدس العربي منبر المتأسلمين متناسياً آيات وأحاديث تنص على مساواة المرأة بالرجل منها الحديث الشريف"النساء شقائق الرجال" والآية الكريمة القائلة"المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض "، وكما قال الشيخ جمال البنا "الإسلام لا يتخذ من الجنس معياراً لتفضيل الرجل على المرأة بل إن المعيار الوحيد هو التقوى عملاً بقوله تعالى"إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وحسنا فعلت المملكة العربية السعودية بإيقاف هذا الشيخ عن إرهاب المرأة التي قال عنها "إنها غير جديرة حتى بقيادة سيارة" وقد قال سمو الأمير طلال بن عبد العزيز أن المرأة على عهد الرسول صلي الله عليه وسلم قادت الجمل الذي هو أشد مراساً من قيادة السيارة، فكيف نحرمها بعد خمسة عشر قرناً من قيادة السيارة؟!.
وأختتم بأبيات معروف الرصافي مدافعاً عن المرأة في شرقنا التعيس قائلاً:
لقد غمطوا حق النساء / فشددوا عليهن ألا خرجت بغطاءِ
ألم ترهم أمسوا عبيداً لأنهم / على الذل شبوا في حجورِ إماءِ
أقولُ لأهل الشرق قَوْلَ مؤنّبٍ / وان كان قولي مسخط السُّفهاءِ
ألا إنّ داء الشرقِ من كبريائهِ / فبعداً لهم في الشرق من كبراءِ
واقبح جهل في بني الشرق أنهم / يسمون أهل الجهل بالعلماءِ
وقول شاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي :
قال هل في السفور نفع يَرجى / قلت خيرٌ من الحجاب السفورُ
انما في الحجاب شلٌّ لشعب / وخفاءٌ وفي السفور ظهورُ
كيف يسمو الى الحضارة شعبٌ / منه نصفٌ عن نصفه مستورُ
ليس يأتي شعبٌ جلائلَ ما / لم تتقدم اناثه والذكورُ
ان في رونق النهار لناساً / لم يزُلْ عن عيونها الديجور

[email protected]